آراب فاينانس: قال لؤي الشواربي، مؤسس شركة الشواربي للمحاماة والاستشارات القانونية، ورئيس مجلس إدارة شركة كونتراتو، والمستثمر الملائكي في مجال الشركات الناشئة، والخبير في مجال ريادة الأعمال، إن الشركات الناشئة في مصر تواجه العديد من التحديات، خاصة فيما يتعلق بالبيئة التشريعية والاستثمارية، مطالبا بضرورة إنشاء مختبرات أعمال كبديل مؤقت للتشريعات التي تتطلب تعديل فيما يخص الشركات الناشئة. كما ينبغي إجراء بعض التعديلات التشريعية، والقانونية لتهيئة البيئة الاستثمارية في مصر، وذلك لجذب مزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية، وإلى نص الحوار:
في البداية حدثنا عن الشركات الناشئة في مصر ودورها في التنمية الاقتصادية؟
الشركات الناشئة، تكون عبارة عن مشروعات، وكيانات تجارية يقف ورائها مؤسسين طامحين لتنميتها، وهى مثل أي شركة يتم تأسيسها لكنها تختلف عن الشركات الأخرى في أنها تستهدف التوسع والنمو بطريقة كبيرة جدا عن الشركات العادية التي يتم تأسيسها بأهداف محلية لكن الشركات الناشئة لديها طموح في التوسع السريع محليا وعالميا، وعلى سبيل المثال يبدأ المستثمر في الشركات الناشئة في البحث عن العملاء، ودراسة السوق حيث إنه يعالج مشكلة مجتمعية أو سوقية ما كما يحاول تنمية قاعدة من العملاء، وتوسيعها بسرعة بما يسموه رواد الأعمال يشبه التقدم بسرعة البرق، وبالتالي المستثمر في الشركات الناشئة، هو مستثمر طموح لا يرضى بمشروع محلي بسيط بل يستهدف شركة سريعة النمو تنطلق للعالمية.
كيف تنطلق الشركات الناشئة نحو النمو السريع وما هى وسائلها؟
معظم الشركات الناشئة تعمل وفق أفكار مجردة لحد ما، وفي ذات الوقت يكون هناك فجوة كبيرة في السوق، وتستغل هذه الشركة هذا النقص في السوق من خلال تواجدها بنشاط يحتاجه السوق بشكل كبير أو يكون هناك نشاط بالفعل في السوق، وتكون هذه الشركات قادرة على التأثير على توازنها، وكسب السوق من الشركة القديمة خاصة لو لديه حل تكنولوجي مبدع يحتاجه العملاء في السوق له.
لماذا ارتبطت التكنولوجيا الرقمية بمفهوم الشركات الناشئة؟
يحدث ذلك لأن معدلات النمو في مجال التكنولوجيا أكبر بكثير من أي نشاط آخر، حيث تضع التكنولوجيا حلول إبداعية وابتكارية، وبدائل وحل لمشكلات يحتاجها المجتمع، ويحدث ذلك بشكل مستمر، ومتطور في ظل منافسة شرسة للغاية في السوق وبين هذه الشركات لذلك يقول البعض إن الشركات الناشئة ينجح منها شركتين من كل 10 شركات، وذلك بسبب المخاطرة العالية التي تعمل فيها هذه الشركات.
ما رأيك في حاضنات الأعمال في مصر وتطورها؟
حاضنات الأعمال شئ مفيد جدا، لاستخراج أفكار إبداعية ومبتكرة للعديد من المشروعات حيث إن كثير من الاشخاص الذين لديهم أفكار، وبذور لمشروعات ناجحة لا يكون لديهم القدرات الكافية لدعم هذه المشروعات مثل التسويق والبحث عن العملاء ودراسة السوق دراسة جيدة ليأتي دور حاضنات الأعمال لتقوم بهذا الدور، لاستيعاب الأشخاص الذين لديهم أفكار مشروعات وتطورها، وتعطي له الاستشارات المالية والإدارية والقانونية والتسويقية اللازمة حتى يكتب لمشروعه النجاح، وعلى سبيل المثال قد يكون هناك مخترع عظيم لكن لا يستطيع الترويج لمنتجه أو تسويقه أو بيعه بالسوق، بينما نجد أن رائد الأعمال قادر على ذلك.
ما هى المرحلة التالية لحاضنات الأعمال؟
تأتي بعد تلك المرحلة الترويج لهذه المشروعات أمام عدد من المستثمرين الملائكيين وهو أول مستثمر يستقبل حاضنات الأعمال، للبدء في اختيار مشروعات قابلة للنمو والتطور، ويبدأ هؤلاء المستثمرين الملائكيين في تنميتها وضخ أموال بها أو تقديم دعم فني وغيره من أشكال الدعم الأخرى.
ما تقييمك لأداء الشركات الناشئة في مصر؟
أداء الشركات الناشئة في مصر فعال جدا وهناك من وصل منهم للعالمية منهم.
ما التحديات التي تراها عائقا أمام الشركات الناشئة في مصر؟
لقد بدأت في الاستثمار بالشركات الناشئة كمستثمر ملائكي منذ عام 2009، وقد حدث منذ تلك الفترة تطور كبير للشركات الناشئة في مصر، وتأثرت هذه الشركات بالظروف العالمية مثل رفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي للفائدة وكذلك أزمة كورونا وكوفيد، التي أثرت على كثير من هذه الشركات، والبعض بدأ يسحب أمواله من السوق، مما أدى لانحسارها، وبالتالي هناك موجات مختلفة، وتأثيرات كثيرة مثل التأثيرات الحاصلة في البورصات العالمية، لأنه في النهاية البورصات هى التي تتوفر فيها السيولة، وبالتالي هناك علاقة بين ازدهار البورصات وتدهورها وبين الاستثمار في الشركات الناشئة فكلما كان هناك ازدهار في البورصة كلما كان هناك استثمار في الشركات الناشئة والعكس صحيح.
كم نوع من الاستثمار في الشركات الناشئة؟
نحن لدينا في مجال الاستثمار في الشركات الناشئة أكثر من نوع من الاستثمار فهناك الاستثمار الملائكي، وهناك الاستثمار المغامر، أو رأس المال الجرئ فضلا عن استثمارات الملكية.
ما تقييمك للاستثمار في الأسواق الخاصة والاستثمار العام في البورصة؟
هناك توجه كبير نحو الاستثمار بالأسواق الخاصة، بعيدا عن الاستثمار في البورصات، وذلك بشكل مخيف فيما يتعلق بالشركات الناشئة، وهذا يرجع إلى أن متطلبات البورصة أصبحت مكلفة وبها قيود كثيرة، فضلا عن أن التمويل للمشروعات كان غير مكلف، وبفائدة اقل، ومن المعروف أن الشركات الناشئة بطبعها تعتمد على أموال غير سائلة، وبالتالي الخروج منها ليس شئ سهل بخلاف الاستثمار في البورصة، والذي يعتمد على تسييل الاموال، وإن كان معظم شركات رواد الأعمال تمول بدون فائدة، لأنه لا يوجد جهات مقرضة مثل المؤسسات البنكية التجارية تفضل الدخول في مجال الشركات الناشئة في بداية تأسيسها، ومراحلها الأولية، وهذا قد يكون في أول أربع سنوات للمشروع، لكنها عندما تنمو وتزدهر تجد ممولين، وذلك ليس في مصر فقط لكن في معظم دول العالم.
ما هى التحديات التي تراها تقف في وجه الشركات الناشئة في مصر؟
أبرز التحديات التي تواجه الشركات الناشئة في مصر، هو عدم انتظام السوق من ناحية التشريعات، والقوانين والحاجة إلى التطور التشريعي والتنظيمي لكن قد يجد رائد الأعمال في ظل هذه البيئة مجال لإيجاد حلول، وخلق مشروعات تعتمد على ابتكارات، وحلول للأزمات في تلك البيئة المليئة بالمشكلات. كما تتطلع معظم الشركات الناشئة للحصول على استثمارات دولية من مستثمرين أجانب بالدولار، خاصة في حالة رغبتهم في التوسع، وهناك يجد رائد الأعمال عقبة، وهى أن المستثمر الأجنبي غير متفهم للقانون المصري، بسبب صعوبته وبالتالي يطلب المستثمرين الأجانب من هذه الشركات الناشئة في مصر إعادة تأسيس كياناتهم التجارية خارج مصر بدول من السهل فهم منظومتها التشريعية، وبالتالي لابد أن تتفهم الهيئة العامة للاستثمار في مصر المنافسة الكبيرة المحيطة بنا خاصة من الدول المجاورة التي تنافسنا في جذب الاستثمارات الأجنبية مثل الإمارات والأردن والسعودية وغيرها من الدول التي تعمل على تسهيل العقبات أمام المستثمرين الأجانب، وبالتالي نحتاج لتهيئة البيئة الاستثمارية في مصر بشكل سريع لأن من حولنا من منافسين يعملون أيضا في هذا المجال المتعلق بتهيئة البيئة التنافسية وجذب الاستثمارات الأجنبية وبالتالي يجب أن نسبقهم.
هل نحتاج لتعديلات قانونية لمواكبة تطور الشركات الناشئة؟
لن نستطيع تعديل القانون لهذا الغرض خاصة في المجالات الجديدة حيث إنه من الصعب وضع تشريع لكل تطور يحدث في مجال الشركات الناشئة لكننا نستطيع إنشاء مختبرات الأعمال كبديل عن وضع التشريعات مؤقتا لوضع الأطر العامة، ولذلك فائدة أخرى، وهى عدم تقييد الإبداع بوضع تشريعات مقيدة له خاصة أن معظم الشركات الناشئة تعمل على أفكار إبداعية وابتكارية.
حدثنا عن منصة كونتراتو كإحدى الشركات الناشئة التي ترأسها ومتى تأسست؟
تأسست شركة كونتراتو في عام 2020 بهدف تقديم حلول قانونية رقمية مبتكرة تسهل على الأفراد والشركات الوصول إلى الخدمات القانونية بكل سهولة وفعالية. تأتي فكرة تأسيس المنصة من الحاجة المتزايدة لتبسيط العمليات القانونية وتحويلها إلى تجارب سلسة ومريحة، مع الالتزام بأعلى معايير الجودة والدقة.
ما هى الخدمات التي تقدمها منصة كونتراتو الرقمية؟
تقدم مصنة كونتراتو مجموعة متنوعة من الخدمات القانونية التي تغطي احتياجات الأفراد والشركات على حد سواء ومن هذه الخدمات إعداد العقود ومراجعتها حيث نوفر خدمة إعداد العقود ومراجعتها لضمان حماية حقوق جميع الأطراف المتعاقدة كما نقدم استشارات قانونية أونلاين شاملة من خلال خبرائنا القانونيين لمساعدة عملائنا في اتخاذ القرارات القانونية الصحيحة وكذلك نقدم خدمة تتبع وتنفيذ إجراءات الميراث من جمع المستندات حتى تسليم الوثيقة النهائية، مما يوفر على عائلات المتوفى الوقت والجهد كما تتميز المنصة بتقديم خدمات تأسيس الشركات بجميع أنواعها، بما يشمل إعداد الوثائق اللازمة والتسجيل لدى الجهات الرسمية، لضمان بدء العمل بكل سلاسة فضلا عن تقديم خدمة تسجيل العقارات لضمان حقوق الملاك والمشترين، وتسهيل الإجراءات القانونية المتعلقة بالعقارات.
ما هى أهداف منصة كونتراتو الرقمية؟
تهدف منصة كونتراتو إلى تبسيط الإجراءات القانونية، وتحويلها إلى عمليات رقمية ميسرة وتوفير الوقت والجهد على عملائنا من خلال توفير الخدمات أونلاين وكذلك تحقيق رضا العملاء من خلال تقديم خدمات عالية الجودة والدقة.