تحدث مسؤول مصري مع الشرق مشترطا عدم ذكر اسمه، قائلا: "لا توجد شحنات غاز مسال إضافية لدى مصر لإرسالها إلى لبنان، كما أن لبنان لا يمتلك تسهيلات لاستقبال غاز مسال من الأساس".
يأتي حديث المسؤول بعد تصريحات وليد فياض، وزير الطاقة اللبناني، خلال الـ48 ساعة الماضية بأن بلاده تنتظر وصول شحنات الغاز من مصر بحلول 23 أغسطس.
دخل لبنان أمس في انقطاع تام للتيار الكهربائي، بعدما أعلنت شركة الكهرباء أن مخزونها من زيت الغاز نفد. وقالت شركة كهرباء لبنان إن آخر وحدة إنتاج متبقية في محطة كهرباء الزهراني "أغلقت قسراً"، وإن انقطاع التيار الكهربائي سيؤثر على المطار والموانئ ومضخات المياه وشبكات الصرف الصحي والسجون، حسبما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام السبت.
يواجه لبنان منذ أواخر 2019 أسوأ انهيار مالي منذ عقود. وتخلفت الحكومة عن سداد ديونها الدولية وفشلت في اتخاذ التدابير اللازمة للحصول على الدعم الأجنبي.
قرر رئيس الجزائر عبد المجيد تبون تزويد لبنان بكميات من الوقود "بشكل فوري" بهدف تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية، لإعادة التيار الكهربائي إلى البلاد.
الدولة الواقعة على البحر المتوسط -التي تعاني من ضائقة مالية- تطبق تقنيناً شديداً في استهلاك الطاقة منذ عقود، إذ أدت المشاحنات السياسية إلى تعطيل خطط إصلاح قطاع الكهرباء، لكن الانقطاعات تفاقمت خلال الأزمة المالية الحالية.
تعتمد الأسر والمؤسسات اللبنانية بالفعل على الاشتراكات في المولدات الاحتياطية الخاصة، إذ أدى سوء الإدارة والفساد إلى فشل شركة كهرباء لبنان لسنوات في توفير الكهرباء على مدار 24 ساعة. ومع تضاؤل الاحتياطيات الأجنبية لدى مصرف لبنان، أوقف البنك المركزي التحويلات لتغطية واردات الوقود، بحسب وزير الطاقة وليد فياض.
من جهتها، تعاني مصر أيضاً لتأمين الغاز، خصوصاً بعدما تحولت من الدول المصدرة للغاز، إلى دولة مستوردة نتيجة نقص إنتاج الغاز الطبيعي في البلاد، وارتفاع درجات الحرارة، ما دفعها إلى اللجوء للأسواق الدولية لشراء الغاز، والبدء ببرنامج تخفيف أحمال.
يبلغ إنتاج مصر من الغاز الطبيعي حالياً قرابة 4.6 مليار قدم مكعب يومياً، وهو الأدنى منذ 6 سنوات، فيما يبلغ الاستهلاك المحلي 6.2 مليار قدم مكعب يومياً، أي أن لدى البلد الأكبر عربياً من حيث عدد السكان، عجزاً بحوالي 1.6 مليار قدم مكعب يومياً.