هالة بركات مديرة مركز ريادة الأعمال بالجامعة الأمريكية: الذكاء الاصطناعي لن يقلل من دور البشر

أخر تحديث 2024/10/20 10:38:00 ص

آراب فاينانس: طالبت الدكتور هالة بركات، مديرة مركز ريادة الأعمال والابتكار بكلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، شباب رواد الأعمال بضرورة ابتكار أفكار إبداعية لحل المشكلات التي تواجه المجتمع، وأن يكون لدى الشباب فكر ريادي يتمثل في ابتكار أفكار إبداعية في مجالاتهم بعيدًا عن العمل الروتيني.

وأضافت بركات في مقابلة حصرية مع "آراب فاينانس" أن الفرص التمويلية للسيدات رائدات الأعمال قد تكون أقل مقارنة بالرجال نتيجة بعض التحديات التي تواجههن مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي لن يقلل من دور البشر بل سيجعل هناك دقة في بعض الأعمال مطالبة بضرورة بحث طرق استخداماته بشكل آمن وأخلاقي وإلى نص الحوار:

 في البداية حدثينا عن نشاط مركز ريادة الأعمال والابتكار ومتى بدأ هذا النشاط؟

مركز ريادة الأعمال والابتكار بالجامعة الأمريكية بالقاهرة بدأ نشاطه كمبادرة من عميد كلية إدارة الأعمال الدكتور شريف كامل في عام 2010، وكان وقتها فكر ريادة الأعمال لايزال حديثًا على المجتمع والاقتصاد المصري، وهو كان يؤمن بأن التعليم والجامعات لهما دور في نشر الوعي بأهمية ريادة الأعمال وتم تسمية هذه المبادرة "برنامج ريادة الأعمال والابتكار"، وبدأ منذ ذلك التاريخ 2010 بإقامة الفعاليات التي تستهدف نشر الوعي بفكر ريادة الأعمال، وإقامة المسابقات بين طلاب الجامعات للخروج بأفكار ريادية تحل من خلالها مشاكل مجتمعية أو اقتصادية وغيرها من المشاكل التي قد تواجه المجتمع، وحقق البرنامج خلال أول ثلاث سنوات من عمله إنجازات عديدة ثم أنشأت أول مسرعة أعمال بعد ثلاث سنوات من بدء البرنامج بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتحديدا في عام 2013 وأنشئ في هذا التاريخ أول مسرعة أعمال داخل جامعة في مصر، وبدأت هذه المسرعة في استقطاب الشركات الناشئة العاملة في مجالات التكنولوجيا والتكنولوجيا المالية والتكنولوجيا الصحية مع تقديم الدعم المناسب لهذا النوع من الشركات. وفي عام 2015 تأسس مركز ريادة الأعمال والابتكار بشكل مستقل ومنفصل عن مسرعة الأعمال كمركز بحثي تحت مظلة كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.

ماذا فعل مركز ريادة الأعمال والابتكار بعد تحوله من برنامج إلى مركز؟

المركز منذ عام 2015 حتى عام 2019 استطاع تنظيم فعاليات ودوائر نقاشية وأنشطة ساهمت في نشر الوعي بفكر ريادة الأعمال، وقد انضممت كمدير لمركز ريادة الأعمال والابتكار في بداية عام 2020، وكان هدف انضمامي للمركز بتعيين من الدكتور شريف كامل عميد كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية، هو مواكبة التغير الذي طرأ على ريادة الأعمال في مصر، ووضع رؤية استراتيجية جديدة للمركز مع التركيز على احتياجات سوق ريادة الأعمال سواء من جانب الشركات الناشئة أو من المؤسسات الداعمة لريادة الأعمال، ونحن منذ ذلك التاريخ 2020 حتى الآن نركز على 4 محاور رئيسية منهم التمكين الاقتصادي للمرأة بشكل عام مع التركيز على سيدات رائدات الأعمال بشكل خاص، والمحور الثاني هو دعم شباب رواد الأعمال، وبالتالي فنحن نعمل كثيرا مع طلاب الجامعات ليس فقط بالجامعة الأمريكية بالقاهرة لكن أيضا مع جميع طلاب الجامعات الحكومية والخاصة المصرية والعربية والعالمية كذلك. كما نركز على محور آخر هو الإرشاد حيث يلعب المرشد لرواد الأعمال دورا كبيراً في تطور رواد الأعمال ونمو شركاتهم، ونحن في هذا السياق نعمل على تقوية وتعظيم دور المرشد الخاص بريادة الأعمال لتوجيه رواد الأعمال، والمحور الأخير ضمن أنشطتنا بالمركز يتعلق بالشركات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر حيث تعتبر هذه الشركات هي المحرك الفعلي للاقتصاد المصري لذلك بدأنا نعطي دعم لوحدات تنمية الأعمال التي تساعد الشركات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر عبر شراكات متعددة ومستشارين يدعموهم في وضع استراتيجيتهم وكيفية وضع ملاءة مالية تغطي أنشطتهم في هذه الشركات.

ما هي وسائل مساعدة رواد الأعمال.. هل هي مساعدات فنية أم مالية؟

نحن كجامعة أمريكية نعد جامعة غير هادفة للربح وأي نشاط أو دعم لهذه الشركات يتم من خلال جهات مانحة أو جهات محلية ودولية مثل مؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي كما نعطي دعم مهني وعلى سبيل المثال نعطي تدريبات للمرشدين حول دورهم كمرشدين لرواد الأعمال كما نستقطب رواد أعمال، ونعمل على تشبيكهم معًا مع تنظيم جلسات إرشادية بين عدد من المرشدين ورواد الأعمال، وبالتالي نؤهل رواد الأعمال كي يكون لديهم ما يشبه مجلس استشاري يمكنهم من العودة له في الحصول على أي استشارات أو نصائح تتعلق بأعمالهم.

ما أهم البرامج التي يعمل عليها المركز حاليًا؟

لدينا مشروعين هامين جدا متعلقين بالتمكين الاقتصادي للمرأة منهم مشروع "رابحة"، وهو مشروع يتم بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة في مصر والمجلس القومي للمرأة، وبدعم مادي من الحكومة الكندية، ويستهدف هذا المشروع تدريب السيدات داخل 7 محافظات مصرية هي القاهرة والجيزة والإسكندرية والبحيرة والفيوم والمنيا وبني سويف، وهؤلاء السيدات يحصلوا على دعم مادي بسيط في نهاية برنامجهم التدريبي لتنمية وتطوير مشروعاتهم القائمة، وهى عبارة عن مشروعات صغيرة داخل هذه المحافظات. كما لدينا مشروعات أخرى بمحافظات مختلفة بالدلتا والصعيد بالتعاون مع السفارة الأمريكية بالقاهرة كما نعمل بالتعاون مع الهيئة العامة لسوق المال في مصر والبورصة المصرية لرصد تمثيل المرأة بمجالس إدارات الشركات المدرجة بالبورصة المصرية، وذلك اتساقًا مع رؤية مصر 2030، والتي تستهدف أن يصل تمثيل المرأة بمجالس إدارات الشركات المدرجة بالبورصة إلى نسبة 30% بهذه الشركات، وقمنا بالفعل بالرصد ومن المتوقع أن يصل تمثيل المرأة بمجالس إدارات هذه الشركات 30% قبل 2030. وهناك مشروع كبير أيضا ننفذه بدعم من الوكالة الأمريكية مع إحدى الشركات العالمية، وبشراكة مع شركة أمازون لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة للتحول الرقمي، وبالتالي نعطى هذه الشركات للتحول الرقمي في التشغيل، ونستهدف مساعدة 25 شركة مصرية من الشركات الصغيرة والمتوسطة للتحول الرقمي، وهذه الشركات تعمل في مجالات مختلفة مثل التكنولوجيا والطاقة الجديدة والمتجددة والصناعات الإبداعية والثقافية مثل الصناعات اليدوية والتقليدية، وهذه الفئة الأخيرة نساعدهم على تطوير منتجاتهم، وكيفية فتح أسواق جديدة للتصدير. كما نساعدهم في عرض منتجاتهم بمعارض محلية ودولية.

 كيف ساهم المركز في التمكين الاقتصادي لبعض السيدات؟

لدينا قصص نجاح لكثير من السيدات ونحن دائما ما نقيس تأثير دور المركز في نمو وتطور شركات وأعمال هذه السيدات وفي حالة تعثر مشروعاتهم أيضا نساعدهم على معرفة أسباب التعثر لحل هذه الأزمات مع وضع برامج تساعدهم للعودة مرة أخرى للسوق وتجاوز هذا التعثر.  

ما هي الفئات الرئيسية التي يستهدفها المركز؟

المركز يستهدف السيدات رائدات الأعمال دون شروط للسن والعمر بجميع المحافظات ولا يشترط الحصول على مؤهل دراسي لكن نشترط الإلمام بالقراءة والكتابة والمعرفة التكنولوجية وكيفية التعامل مع الإنترنت، وبالنسبة للسيدات المرشحين للتمثيل في مجالس الإدارات هؤلاء لهم شروط مثل الحصول على مؤهل دراسي معين ومؤهلات علمية وفنية معينة. كما نستهدف طلاب الجامعات سواء قبل التخرج أو في المرحلة التالية لها فضلا عن مجتمع الأعمال من شركات صغيرة ومتوسطة وجمعيات أهلية. كما لدينا مشروعين هامين بالتعاون مع الوكالة الأمريكية، وهو مشروع يستهدف طلاب الثانوية العامة المتفوقين حيث يحصلون على منحة دراسية كاملة، ونحن نصمم لهم برنامج لريادة الأعمال مزود بالخبراء والمرشدين لهم فضلا عن الحلقات التدريبية مع التركيز على المشكلات التي تواجه مجتمعاتهم وكذلك المشكلات المتعلقة بالتغيرات المناخية والخضراء، وهناك أفكار ابتكارية تخرج من هؤلاء الطلاب وننظم لهم مسابقات لعرض أفكارهم ويحصلون على تمويل بسيط ولو حدث تطور بعدها للفكرة يمكنهم الدخول في حاضنات أعمال لتنفيذ هذه الأفكار.

كيف ترين أهمية التكنولوجيا المالية للشركات؟

التكنولوجيا المالية والتحول الرقمي هامين جدا في تطور الأعمال ولدينا برنامج تم بالشراكة مع بنك مصر لتزويد السيدات بالثقافة المالية، وكيفية إدارة أوراقها المالية وكيفية دخولهن في النظام المالي، وإن كان هناك بعض التخوفات لدى بعض السيدات للدخول في النظام المالي الرسمي ونحن ننصحهن بذلك وفق تطور ونمو أعمالهن التجارية والاقتصادية مما يساعدهن على النمو الاقتصادي لمشروعاتهم.

كيف ترين التحديات التي تواجه رواد ورائدات الأعمال في مصر؟

بالتأكيد هناك تحديات ثقافية تواجه بعض السيدات العاملات فضلا عن ضعف حصول بعض السيدات على فرص تمويلية مقارنة بالرجال، وهناك تحديات ناتجة عن التحديات الاقتصادية الحالية، والتمويل المتوافر حاليًا قد يواجه بعض الصعوبات لكن هناك بعض الشركات الناشئة استطاعت الحصول على تمويلات مكنتها من التطور والنمو والخروج للأسواق الخارجية مثل الخليج وأفريقيا.

ما الذي ينقص مجال ريادة الأعمال حاليًا؟

نحن نحتاج المزيد من الأفكار الابتكارية لرواد الأعمال وحلول إبداعية للصعوبات الاقتصادية ولابد أن يكون لدى الشباب في مصر فكر ريادي، وهذا يعد أهم من كون هؤلاء الشباب لديهم مشروعات خاصة بهم، فحتى لو كان هناك موظف في إحدى الشركات يجب أن يكون لديه ابتكار وإبداع في تنفيذ عمله بعيدًا عن العمل الروتيني.

هناك تطور يحدث حاليًا في مجال الذكاء الاصطناعي وهناك تخوفات من استخداماته على بعض الوظائف؟

أرى أنه لا تخوف من ذلك بل الذكاء الاصطناعي سيجعل الأجيال القادمة تعمل بشكل أفضل وله دور كبير في كثير من المجالات من حيث توفير الوقت والجهد مع تنفيذ الأعمال بشكل أدق ولن يقلل من دور البشر وإن كان هناك ضرورة من بحث استخدامه بشكل آمن وأخلاقي وغير ضار للآخرين لكنه لن يستبدل الوظائف البشرية بل سيحدث تطور لهذه الوظائف بأشكال مختلفة.

ما أهمية الشركات الناشئة في الاقتصاد المصري؟

الشركات الناشئة لها دور هام في الاقتصاد المصري وقد قام مجلس الوزراء المصري مؤخرًا بتأسيس وحدة مكونة من كافة الوزراء لدعم ريادة الأعمال في مصر نظرا لتقديمها حلول ابتكارية مع توفير فرص عمل ووظائف للكثيرين.

أخبار متعلقة