راميدا: مزيج فريد بين الخبرة الصيدلانية والابتكار

أخر تحديث 2023/09/20 10:49:00 ص

آراب فاينانس: حقق سوق الأدوية المصري في الآونة الأخيرة طفرة هائلة في المبيعات مسجلًا نحو 56.6 مليار جنيه خلال 2022 ليصبح من أكبر وأسرع القطاعات نموًا في الشرق الأوسط وإفريقيا.

وفي هذا السياق أجرت آراب فاينانس مقابلة حصرية مع محمود فايق، رئيس القطاع التشغيلي لـ شركة العاشر من رمضان للصناعات الدوائية والمستحضرات تشخيصية-راميدا (RMDA) شارك خلالها قصة نجاح الشركة وإنجازاتها في السوق في السنوات الأخيرة والتحديات التي تواجهها الصناعة في مصر.

1 - في البداية دعنا نتعرف على أهم الإنجازات في تاريخ راميدا؟

يتميز تاريخ راميدا بالإنجازات المهمة التي شكلت رحلتها؛ حيث شرعت راميدا في مهمتها  ابتداءً من عام 1994، على يد مجموعة من المستثمرين العرب بهدف انشاء مركز تصنيع للأدوية بامكانيات ضخمه يخدم منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ومع ذلك، لم يبدأ التحول إلا في يناير 2011، فيمثل هذا التاريخ علامة فارقة محورية، مع انتهاء الاستحواذ على 100% من راميدا من قبل كومباس كابيتال .

على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة والمضطربة التي واجهت مصر في ذلك الوقت، فقد بدأت كومباس وفريق الإدارة الجديد بتنفيذ استراتيجية تحول مكونه من ثلاث ركائز و تحديدا هم العمل علي تحسين محفظه المنتجات و التسجيلات – العمل علي تحسين القدرة الانتاجية – العمل علي تحسين الموارد البشرية.

وخلال 2016 واجهت الشركة انخفاض في قيمة العملة ولكنها تفوقت على منافسيها وضاعفت الأرباح قبل الفائدة والضرائب والإهلاكات بين 2017 و2018، جاء الإنجاز الرابع في ديسمبر 2019، عندما نجحت في الظهور لأول مرة في البورصة المصريةمن خلال  (EGX) طرح بقيمة 109 ملايين دولار وقيمة سوقية بقيمة 227 مليون دولار، والذي يشكل زيادة في القيمة السوقية بمقدار 20 ضعفًا منذ استحواذ كومباس في عام 2011، مدفوعًا بنمو 11 و16 في إيراداتها وأرباحها قبل الفائدة والضرائب والإهلاكات الخاصين بها، على التوالي، منذ عام 2011.

وشهد عام 2022، العديد من التحديات التي أثرت على السوق بأكمله، وخاصة تداعيات وباء كورونا، والآثار المترتبة على الحرب الروسية الأوكرانية، وانخفاض قيمة العملة المحلية، وتأثيرها التضخمي، أدى ذلك إلى انخفاض معدل النمو السنوي المركب للثلاث سنوات 2019-2022 لسوق الأدوية حوالي 11%، مقارنة بمعدل النمو التاريخي البالغ 15% او اكثر ومع ذلك، تمكنت راميدا من تسجيل ثالث أسرع معدل نمو سنوي مركب لمدة ثلاث سنوات بين أكبر 25 شركة دوائية في مصرو بمعدل نمو بلغ 24%.

2- ما هي استراتيجية الشركة للنمو والتوسع؟

راميدا تعتبر النمو من أهم اولوياتها والدليل علي ذلك إنجازاتها كواحدة من أسرع الشركات الدوائية نموًا في مصر في السنوات الـ 10 الماضية. لقد قامت راميدا بإعادة استثمار ارباحها في الشركة حتي تتمكن من الاستمرارفي التوسع وتسريع النمون.

كان العنصر المحوري في قصة نجاحنا هو كفاءتنا في اضافة مبيعات من الأدوية المستحوذ عليها لمبيعاتنا العادية عبر الحصول بشكل استراتيجي على علامات تجارية ناجحة وواعدة من المنافسين بتقييمات مجزية لراميدا.

من المتوقع أن تساهم عمليات الاستحواذ بحوالي 40% من إيرادات مبيعاتنا الخاصة، بما يعادل حوالي 660 مليون جنيهًا مصريًا، بإجمالي هامش الربح يتعدى الـ 60% ومعدل العائد الداخلي يتجاوز ال 50% في عام 2023.

في الأعوام القادمة، سنضاعف طموح نمونا؛ حيث نسعى لزيادة إيراداتنا السنوية بحوالي 25-30% على المدى المتوسط. تتمحور استراتيجيتنا في النمو حول ثلاث ركائز أساسية:

  • إعادة هيكلة محفظتنا لتتماشى مع المناطق العلاجية المزمنة سريعة النمو و علي سبيل المثال ادوية لعلاج مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، والتي نتوقع أن تساهم بنسبة 60% إلى 70% من عائداتنا مقارنة بـ 40% الحالية.
  • اغتنام فرص الاندماج والاستحواذ الكبيرة، داخل مصر وإقليميًا، لتعزيز حصتنا في السوق وتعزيز وجودنا على نطاق أوسع.
  • إعطاء الأولوية لنمو محفظتنا من المنتجات ذات التسعير الحر لتمثل 20-25% من إيراداتنا بدلًا من الـ 10% الحالية، هذا يتضمن الاستحواذ وتقديم منتجات في مجال التجميل الطبي، و المكملات الغذائية ، وما يماثلهم، وتوسيع عروضنا، وتلبية تفضيلات المستهلك المتطورة.

3- كيف تميز راميدا نفسها عن منافسيها ؟

تتميز راميدا بفريقها الإداري القوي وكذلك مجلس الإدارة الذي يٌشكل مزيجًا فريدًا من الخبرة المتنوعه عبر مختلف القطاعات بالاضافة الي التجربة الغنية في مجال الاسواق المالية والاستثمارات المياشرة والتكنولوجيا وريادة الأعمال.

هذا الدمج الغني للمهارات يمكّن راميدا من تقديم استراتيجيات إدارية وحلول مبتكرة لا مثيل لها. يرتكز نهجنا على منظور شامل يعتمد على رؤى من قطاع الأدوية بالإضافة إلى حلول مبتكرة مستوحاه من الصناعات الأخرى، مما يسمح لنا باستمرار بتحدي أنفسنا للتفكير بشكل مختلف وخلاق، كما يضمن هذا المزيج المميز أن نكون مميزين، مما يمكننا من مواجهة التحديات والاستمرار في تحقيق نمو قوي عبر الظروف الاقتصادية المختلفة.

4- برايك ما هو المنتج الأكثر نجاحًا لشركة راميدا؟

تمتلك راميدا محفظة بها أكثر من 100 منتج متداول، مع أكثر من 200 منتج تحت التسجيل كهدف استراتيجي.

مفتاح رؤيتنا الاستراتيجية هو التركيز على منع الاعتماد المفرط على أي منتج واحد وحماية النمو المستدام. وتتماشى هذه الرؤية مع تفانينا في إدخال أدوية جديدة باستمرار إلى محفظتنا، وفقًا لأحدث الإرشادات الطبية و الدراسات العالمية.

بينما نتجنب هيمنة أي منتج واحد في إيراداتنا، فإن العديد من المنتجات داخل محفظتنا لها تقدير ملحوظ. من بينهم كولونا وبروتوفيكس وأوغرام وجويبوكس.

5- كيف تضمن شركة راميدا الدوائية أن منتجاتها آمنة وفعالة؟

إن التزامنا في الحفاظ على أعلى مستويات الجودة، الصحة، النظافة، والأمن واضح على مدار جميع مراحل الانتاج. لتعزيز هذا الالتزام، لقد قمنا مؤخرًا بتحديث مختبرات ضبط الجودة بشكل كبير، متضمنا المختبرات الفيزيائية والكيميائية والميكروبيولوجية.

علاوة على ذلك، نحن نفتخر بالتزامنا بمتطلبات ممارسات التصنيع الجيدة (GMP) ، كما حصلنا على العديد من شهادات الأيزو. تمر جميع منتجات راميدا بنظام شديد الصرامة من التحاليل المختبرات الفيزيائية، والكيميائية، والميكروبيولوجية قبل نزولها السوق. تضمن هذه العملية الصارمة أمان منتجاتنا وفاعليته، واستقراره، مما يدعم وعدنا بالجودة للمرضى والأطباء.

لقد اتخذنا أيضًا خطوة استباقية لمكافحة المشكلة المتصاعدة للمنتجات المقلدة التي تهدد السوق، حيث تمت اضافة معدات التتبع والتعقب بمصاعنا و هي تقنية تمكن المرضى والصيادلة من التحقق من صحة منتجاتنا، وتعزيز ثقة المستهلك مع معالجة التحدي المُلح المتمثل في غش الدواء.

6- ما هو تأثير فيروس كورونا (كوفيد-19) على أعمال شركة راميدا ؟

كانت راميدا رائدة في مواجهتها لجائحة فيروس كورونا، حيث أصبحت أول شركة مصرية تطلق ثلاث منتجات مختلفة لعلاج الحالات الخطيرة والمتوسطة من فيروس كورونا.

مكنت هذه الاستجابة السريعة لراميدا بالتغلب على فترة الوباء و خلق إيرادات للتعويض عن الانخفاض الذي نتج عن تباطؤ النشاط في سوق الأدوية المصرية، والذي سجل نموًا  بنسبة 4% فقط في عام 2020 مقارنة بمعدلات النمو المعتادة.

7- ما هي حصة راميدا السوقية من الصناعة الدوائية لمصر؟ وماهو معدل النمو السنوي لكم ؟

إن قطاع صناعة الدواء المصري مجزأ بشكل ملحوظ، حيث يضم أكثر من 200 مصنّع و1000 مكتب علمي ، أعلي حصة سوقية حاليا هي 5.5% بينما تملك راميدا حصة سوقية بقيمة 1.6%.

على مدار فترة الثلاث سنوات من 2019 حتى 2022، حققت الشركة معدل نمو سنوي مركب بقيمة 24.5%، في المقابل، شهدت الصناعة بشكل كلّي معدل نمو سنوي مركب 11% خلال نفس الفترة. لقد بدأنا طريقنا عام 2011 في المركز الـ 52، ومن خلال جهدنا المتواصل، صعدت راميدا للمركز الـ 17، مع اندفاع مسار معدل نمونا الحالي ، نحن نتوقع ان نصبح من ضمن اكبر 10 شركات في مصر في الثلاث سنوات المقبلة. هذا التقدم يؤكد على التزام راميدا ليس فقط بالتوسع في وجودها في السوق، بل أيضًا بترسيخ مكانتها ضمن رواد الصناعة الدوائية.

8- كيف تخطط راميدا للبقاء في طليعة المنحنى من حيث الابتكار والتكنولوجيا؟

تبنت راميدا باستمرار الابتكار والمرونة كقيم أساسية ويتجلى مثال على هذا التفاني في استجابتنا السريعة لوباء كوفيد-19، ونجاحنا في تصنيع المنتجات المضادة/ الفعالة لعلاج حالات COVID-19 المعتدلة والشديدة.

تتمحور استراتيجيتنا حول المتابعة المستمرة لاحدث الإرشادات الطبية العالمية. يضمن هذا النهج الاستباقي تسجيل وتقديم منتجات تتماشى مع أحدث التطورات الطبية و أيضًا توفر للمرضى أحدث العلاجات وأكثرها فعالية في اسر وقت. علاوة على ذلك، يظل تفانينا في صرح ادوبة بأسعار تنافسية ثابتًا حيث نسعى جاهدين لجعل هذه الأدوية في متناول الجميع.

9- برأيك، ما هي أكبر التحديات التي تواجه الصناعة الدوائية اليوم؟

اعتقد أن ندرة العملة الأجنبية يمثل أحد العوائق الكبيرة، وهي تؤثر بشكل كبير على سلسلة التوريد، وهذا أمر مثير للقلق بشكل خاص لأن جميع المدخلات الأساسية الضرورية لإنتاج المستحضرات الطبية يتم استرادها من الخارج.

وللتخفيف من حدة هذه المشكلة، أصبح التركيز الاستراتيجي على توسيع أعمال التصدير أمرًا واجب، ليس لمجر زيادة النمو في المبيات و لكن لتأمين العملات الأجنبية لضمان استمرارية التصنيع المحلي، في الوقت الحالي، تساهم إيرادات صادراتنا في راميدا بنسبة 10? من مبيعاتنا.

يتيح لنا هذا التنويع الاستراتيجي ضمان قدرتنا بشكل استباقي على شراء المواد الخام اللازمة، لا سيما في الحالات التي يصعب فيها تأمين العملات الأجنبية من النظام المصرفي، نحن نركز على تضخيم هذه المساهمة على المدى المتوسط، والتوافق مع قدرتنا التنافسية المتزايدة على المستوى العالمي مع تزايد وتيرة انخفاض قيمة الجنيه المصري، و هذا من شأنه أن يعزز موقفنا في مواجهة التقلبات الاقتصادية، ويمكنا من المحافظه على قدرتنا على توفير الأدوية الأساسية للسوق المصري.

أخبار متعلقة