خبراء: تحسين بيئة العمل وتوفير مناخ صحي في المصانع والشركات يساهم في زيادة الإنتاجية

أخر تحديث 2024/09/03 01:19:00 م
خبراء: تحسين بيئة العمل وتوفير مناخ صحي في المصانع والشركات يساهم في زيادة الإنتاجية

آراب فاينانس: طالب خبراء، ومتخصصون، في مجال التنمية والصناعة ومسؤولين بمجلس السكان الدولي، بضرورة توفير بيئة عمل آمنة، وصحية للمرأة داخل المنشآت الصناعية في مصر وتلبية احتياجات العمال والعاملات من المعلومات والخدمات المتعلقة بتنظيم الأسرة والصحة الإنجابية للعاملين في المصانع.

واستعرض المشاركون، في المؤتمر الذي تم تنظيمه أمس الاثنين 2 سبتمبر 2024  تحت رعاية نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان بعنوان "نحو بيئة عمل صديقة للمرأة داخل المنشآت الصناعية بمصر مشروع "صحتنا رأس مالنا"، والذي تم تنفيذه في 10 مصانع لـ الملابس الجاهزة في المنطقة الحرة للاستثمار بالعامرية حيث يعمل نحو 18500 عامل وعاملة بهذه المصانع إذ تضمن المشروع أنشطة لرفع الوعي الصحي لهم مع تقديم خدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية من خلال العيادة المتنقلة التابعة لوزارة الصحة والسكان.

من جانبها قالت شيماء عليبة عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات الهندسية بـ اتحاد الصناعات، ومؤسس و رئيس مجلس إدارة شركة سويك انفينيتى سوليوشنز انترناشيونال في تصريحات حصرية لـ آراب فاينانس على هامش المؤتمر "نساهم في تثقيف المرأة وتوعيتها بالصحة الإنجابية داخل الشركات والمصانع بالتعاون مع إدارات المصانع ومنظمة العمل الدولية" لافتة إلى أن غرفة الصناعات الهندسية بها 12 ألف عامل وعاملة ورغم صعوبة العمل في مجال الصناعات الهندسية إلا أن المرأة أثبتت أنها جديرة بالإندماج والعمل بكفاءة في هذه الصناعات.

نشر ثقافة المساوة بين الجنسين داخل المصانع والشركات

وطالبت عليبة بضرورة تكثيف الجهود لتهيئة بيئة العمل للنساء العاملات بشكل خاص والعاملين بشكل عام داخل المصانع مع التوعية بالصحة الإنجابية والسلامة والصحة المهنية لأنها تمتد لتؤثر على جميع أفراد الأسرة وذلك من منظور إنساني وإنتاجي حيث كلما تحسنت صحة العاملات والعاملين كلما زادت الإنتاجية داخل هذه المصانع.

وشددت عليبة، على أن اتحاد الصناعات له عدة أدوار لتهيئة المناخ المناسب لبيئة العمل داخل الشركات والمصانع. كما يعمل الاتحاد على نشر ثقافة المساواة بين الجنسين داخل بيئة العمل مضيفة أن هناك الكثير من الشركات والمصانع الكبرى أنشأت حضانات للأطفال داخل بعض المصانع والشركات كجانب من المسئولية المجتمعية للشركات منوهة بأن الاتحاد لا يريد أن يضيف أعباء على الشركات والمصانع الصغيرة من خلال مطالبتها بإنشاء حضانات داخلها لكن بشكل عام ينبغي التنسيق مع الجهات الرسمية المعنية مثل الهيئة العامة للتنمية الصناعية ووزارة التضامن الاجتماعي ووزارة الصحة والسكان والمجلس الدولي للسكان لإنشاء حضانات ودور رعاية صحية في المجمعات الصناعية الكبرى.

وأضافت عليبة، أن جميع مؤسسات الدولة والجهات الرسمية تدعم المساواة بين الجنسين. كما أن الحد الأدنى للأجور لا يفرق بين الإناث والذكور، وهو ما نحاول تطبيقه والتوعية به في جميع المصانع والشركات منوهة بأن الاتحاد يعمل حاليا على برنامج لإدماج النساء في سوق العمل من المنظومة غير الرسمية إلى المنظومة الرسمية بالتعاون مع منظمة العمل الدولية.

تقديم الخدمات الصحية مجانا داخل المصانع

وقال المهندس محمد عبد السلام، رئيس غرفة صناعة الملابس والمفروشات باتحاد الصناعات في تصريحات لـ آراب فاينانس إن تطبيق مشروع "صحتنا رأس مالنا" والذي طبق على 10 مصانع كنموذج قابل للتطبيق في مصانع أخرى ساهم في زيادة إنتاجية العاملين وجودة المنتجات، وأدى أيضا إلى ارتفاع المستوى الصحي للعاملين بالمصانع، خاصة أن العاملات والعاملين يتلقون الخدمات الصحية مجانا داخل المصنع نفسه ما يوفر الوقت والجهد والمال.

وأوضح عبد السلام، أن الخدمات الصحية داخل هذه المصانع لا تقدم فقط للعاملات بل يستفيد منها العاملين أيضا مشيرا إلى أن اختيار قطاع الملابس الجاهزة لتطبيق هذا المشروع يرجع إلى أن نحو 60% من العاملين في قطاع الملابس الجاهزة هم من السيدات كما يعمل بالقطاع حوالي 1.5 مليون عامل وعاملة.

مؤسسة التمويل الدولية توفر وظائف مستدامة لتمكين المرأة

وفي ختام المؤتمر قالت داليا حشيش، الخبيرة في الشمول الاقتصادي والنوع الاجتماعي بمؤسسة التمويل الدولية خلال كلمتها بالمؤتمر إن المؤسسة تقوم بخلق حلول للشركات لتوفير وظائف مستدامة للشركات وتمكين المرأة في هذه الوظائف.

كما أكدت حشيش، على أن مؤسسة التمويل الدولية تشدد على تطبيق الشركات لمعايير النوع الاجتماعي كما تحل وتغطي الفجوة في النوع الاجتماعي، وأنه قبل الاستثمار في أي شركة نطالب هذه الشركات بتطبيق معايير النوع الاجتماعي وتوفير بيئة عمل صديقة للمرأة وتمكين المرأة داخل هذه الشركات والرعاية الصحية للمرأة.

وأوصى المؤتمر في ختامه بضرورة الاستمرار في مثل هذه المشروعات مع إقناع القطاع الخاص وأصحاب المصانع بتقديم الدعم للمراة وتوفير العيادات المتنقلة في المناطق كثيفة العمالة كما لابد من التشبيك والتعاون بين الجهات المختلفة لدعم المراة وصحتها. 

وكشفت دراسة حديثة صادرة في أغسطس 2024 عن مجلس السكان الدولي بالشراكة مع غرفة صناعة الملابس والمفروشات باتحاد الصناعات حصل آراب فاينانس على نسخة منها أن عمال المصانع من الذكور والنساء يواجهون تحديات في الحصول على احتياجاتهم من خدمات تنظيم الأسرة بسبب ساعات العمل الطويلة، وصعوبة الحصول على إجازات نظرًا لاحتياجات العمل بالمصانع.

وأكدت نتائج الدراسة، أن مشروع "صحتنا رأس مالنا" لاقى قبول من جانب عمال المصانع والعاملين بالمشروع وكذلك مديري المصانع حيث تضمن المشروع تقديم أنشطة لرفع الوعي من خلال الملصقات والمطويات ورسائل الواتس آب الأسبوعية حول تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية والصحة العامة والنظافة الشخصية وتقديم المشورة ومعلومات واستشارات حول تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية من خلال ممرضة المصنع وتقديم خدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية داخل المصانع من خلال العيادة المتنقلة التابعة لوزارة الصحة والسكان.

وذكرت الدراسة، أنه نتيجة لصعوبة الحصول على خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة فإن الكثير من العاملات في قطاع الملابس الجاهزة يتعرضن لحمل غير مخطط له ولمشكلات تتعلق بصحتهن الإنجابية مما يحد من فرصهن في المشاركة في سوق العمل بشكل فعال.

التوسع في مشروع صحتنا رأس مالنا ليشمل كل المصانع

وأوصت الدراسة، بضرورة الاهتمام بالمشكلات الصحية الإنجابية الخاصة بالعمال الذكور حيث إنهم يشكلون أغلبية العمال في بعض القطاعات الصناعية. كما أنهم يلعبوا دورًا أساسيًا في القرارات المتصلة بالحمل والإنجاب وينبغي الاهتمام بالتعرف على أفضل السبل لتلبية الاحتياجات الصحية لكل من الذكور والإناث بما يتلائم مع ظروف مكان العمل.

كما شدد الدراسة، على ضرورة التوسع في هذا المشروع ليشمل كل المصانع في مصر خاصة تلك التي تضم أغلبية من العمالة من النساء.

 

 

 

أخبار متعلقة