وجه البنك المركزي المصري الخميس الماضي لأول مرة منذ شهرين البنوك العاملة في مصر بتدبير الدولار للاعتمادات المستندية لاستيراد السلع غير الأساسية التي يتطلب استيرادها موافقة مسبقة منه، وفق مراكز الدولار في كل بنك، بحسب 6 مصرفيين تحدثوا مع الشرق شريطة عدم نشر أسمائهم.
تأتي تعليمات البنك المركزي قبل ساعات من مؤتمر صحفي مرتقب لرئيس الوزراء المصري، ومحافظ البنك المركزي، ومدير عام صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجييفا، ظهر اليوم الأحد.
كانت آخر مرة وجّه فيها "المركزي المصري"، البنوك العاملة في البلاد لحصر طلبات الاستيراد للسلع غير الأساسية، لتدبير الدولار لها في أغسطس الماضي بحسب 8 مصرفيين تحدثوا للشرق في ذاك الوقت، قبل أن يقرر وقفها مجدداً.
ألزم "المركزي" البنوك في مارس 2022، بالتوقف عن تمويل أي سلعة من قائمة تضم 13 سلعة غير أساسية، إلا بعد مخاطبته، والرد عليهم بالموافقة أو الإرجاء.
وتضم القائمة السيارات كاملة الصنع، والهواتف المحمولة وكمالياتها، ونباتات وبذور غذائية، والفواكه الطازجة، والكاكاو، والمجوهرات واللؤلؤ، والتلفزيونات والأجهزة الكهربائية، والملابس الجاهزة، ولعب الأطفال، والإطارات المستعملة، والمفروشات، والأثاث، فضلاً عن المعدات الثقيلة.
عانت مصر قبل عامين من أزمة في توافر النقد الأجنبي، وذلك قبل السماح لقيمة عملتها بالانخفاض أمام الدولار في مارس الماضي، ما عزز من الاستثمارات الأجنبية والتمويلات الداخلة إلى البلاد، والتي زادت قيمتها عن 60 مليار دولار، أكثر من نصفها استثمارات مباشرة من الإمارات لتطوير مدينة رأس الحكمة.
أكد رئيس تنفيذي لأحد البنوك الخاصة في مصر، رداً على سؤال للشرق، شريطة عدم ذكر اسمه، أن المركزي المصري وجه البنوك الخميس الماضي بتدبير الدولار لتمويل كافة السلع غير الأساسية المتراكمة من 2022 و2023 ومنذ بداية 2024 وحتى الآن.
تواصلت "الشرق" عبر رسالة هاتفية مع محافظ البنك المركزي المصري حسن عبدالله حول السماح للبنوك بتدبير الدولار للسلع غير الأساسية، لكن لم تحصل على تعليق منه حتى كتابة هذا التقرير.
قال رئيس الخزانة والمعاملات الدولية في أحد البنوك الخاصة إن "الفترة الماضية شهدت تباطؤاً من بعض العملاء -عندما سمح المركزي بتمويل السلع غير الأساسية- في استكمال الأوراق المطلوبة وإيداع أرصدة في حساباتهم توازي تدبير الدولار من البنوك بالجنيه المصري، ظنّا منهم بتراجع سعر الدولار وهو ما دفع المركزي لتعليق تمويل السلع غير الأساسية حينها".
قال نائب رئيس بنك خاص للشرق إن المركزي خاطب مصرفه "لتدبير العملة الأجنبية لكافة طلبات الاستيراد المعلقة للسلع غير الأساسية دون استثناء، بما فيها السيارات".