كما ان الأشجار تنمو بعد وضع البذور وتسقي على مراحل كذلك الحال فى الشركات الناشئة بعد وضع البذرة الاولي وهى التأسيس وتأمين التمويل الأولي، فتأتي فالمرحلة التالية التحديات التي تواجه الشركات الناشئة و هي تأمين التمويل على المدي المتوسط والبعيد، سواء عن طريق التمويل الذاتي او التمويل الاستثماري من خلال الجولات التمويلية، او التمويل الملائكي وقد زادت صعوبة الحصول على التمويل اللازم بسبب التحديات الاقتصادية في السنوات الأخيرة. يوضح المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة سيكونس، كريم خورشيد، سبب أهمية التمويل الذاتي في الوضع الحالي ويسلط الضوء على المزايا الفريدة لهذا النهج.
قد تكون الفكرة المبتكرة هى المكون الرئيسي للمشاريع الريادية، الا ان الحصول على التمويل خاصة فى المراحل الاولي هو اكبر التحديات التى تواجه الشركات الناشئة وبالرغم من التحديات الاقتصادية التى تواجه العالم اليوم، الا ان النمو المتسارع لقطاع ريادة الاعمال زاد من حدة تنافس الشركات الناشئة على التمويل فكان لابد من ايجاد مصادر تمويل جديدة تلبي طلب رواد الاعمال عليها، وعلى الرغم من تنوع المصادر مثل الاستثمارات الجريئة والاسهم الخاصة والمستثمرين الملائكيين الذين اصبحو أكثر انتقائية فى اعطاء و توجية الأولوية للربحية والاستدامة طويلة الأجل بدلًا من السعي إلى النمو السريع على الجانب الآخر، اعتبرت العديد من الشركات الناشئة هذه الفترة فرصة للانتقال إلى التمويل الذاتي حيث أصبحت الشركات التي كانت مدعومة في السابق من استثمارات جريئة وملائكية تعتمد الآن على مواردها الخاصة والذاتية للنمو نظرًا لشح التمويل الخارجي وانتقائيته.
فلنأخذ شركة ميل تشيمب كمثال. تمكنت هذه الشركة من الوصول إلى قيمة سوقية مرتفعة بلغت 12 مليار دولار، وقد وصلت إلى هذه القيمة المرتفعة من دون أي زيادة في رأس المال الاستثماري وذلك بفضل تركيزها على احتياجات أصحاب الأعمال الصغيرة، حيث تمكنت من النمو من خلال تقديم أداة ميسورة التكلفة وسهلة الاستخدام للتسويق عبر البريد الإلكتروني، مع ترويج قوي للعلامة التجارية. مكَّنها نهجها الفعال في استثمار رأس المال، وهو نهج شائع في تقديم البرمجيات كخدمة في إطار التعامل بين الشركات، من تحقيق نجاح هائل مع الاحتفاظ بالملكية الكاملة للشركة.
ازدهرت شركات أخرى مثل أطلسيان وشتر ستوك وبيز كامب باستخدام تقنيات مماثلة. تأسست بيز كامب في عام 1999، وانتقلت لاحقًا من تصميم الويب إلى برامج إدارة المشاريع، وحافظت على مستويات مرتفعة من الربحية والفعالية منذ اليوم الأول. من خلال التركيز على رضا العملاء، والاعتماد على آراء وتقييمات العملاء كوسيلة أساسية للتسويق، والحفاظ على استقلاليتها، نمت بيز كامب بشكل مطرد من دون تمويل خارجي. تثبت هذه الشركات أن التمويل الذاتي يؤدي إلى النجاح على المدى الطويل من دون الحاجة إلى رأس مال خارجي، بشرط أن يقترن برؤية واضحة وتركيز قوي على العملاء وانضباط في العمليات.
ليس لديك تمويل فلا داعي للقلق،
من حيث منطقية التفكير يأتي التمويل فى أولوية مهام رائد الاعمال فالسؤال الاهم هو من اين الحصول على التمويل، ولكن من المهم ان تأتي فكرة المشروع او الشركة الناشئة فى مقدمة اعمال وتفكير رائد الاعمال، فالفكرة الجيدة هى التي تجذب التمويل اليها إذا كنت تتساءل من أين تبدأ بالتمويل الذاتي، أعتقد أن الخطوة الأولى هي تحديد هوية شركتك، والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، ومخططاتك لتحقيق هذه الأهداف. يجب أن تكون قيم شركتك ورسالتها ورؤيتها البوصلة توجه جميع أنشطتك، حيث يمنحك هذا أساسًا صلبًا يسمح لك بالتركيز على أعمالك، بالإضافة إلى ذلك، يعد فهم تكاليف وعائدات المشروع أمرًا بالغ الأهمية لأنه يحدد لك المبلغ الذي يمكنك إنفاقه على اكتساب العملاء والحفاظ على الربحية وإدارة التدفق النقدي بكفاءة عالية، ويضمن أن كل قرار تتخذه يدعم النمو المستدام على المدي المتوسط.
الآن بعد أن أصبح لديك العقلية الصحيحة، حان الوقت لتعرف كيفية زيادة الكفاءة والفعالية والحد من الهدر فى استخدام الموارد. لحسن الحظ، ساعدت الرقمنة وإتاحة الوصول إلى التقنيات القائمة على السحابة ،الشركات الناشئة على زيادة كفاءة العمل، لأنها قللت من الحاجة إلى نفقات ضخمة من رأس المال، يجب على الشركات الناشئة أن تدرس بعناية استثماراتها التالية. إذا كان الهدف هو الابتكار، فاستثمر في الابتكار. إذا كان الهدف هو توسيع قاعدة عملائك، فأعط الأولوية لذلك. من خلال تجربتي في التدريب والتوجيه، لاحظت أن الشركات الناشئة تحرص دومًا على تقليل النفقات ولكن في كثير من الأحيان لا يكون لديها تصور واضح عما يجب أن تخصص مدخراتها لخدمته. نصيحتي: أعد النظر إلى رؤية شركتك، وابنِ كل قراراتك الاستثمارية عليها.
وأود أيضًا أن أشير إلى أنه يوجد اليوم عدد هائل من الموارد التي لا تتطلب أي استثمار مالي على الإطلاق. انظر حولك – شبكة معارفك هي إحدى أهم أصولك وأعلاها قيمة. نعمل في سيكونس على اغتنام أي فرصة للتفاعل مع المجتمعات، ونقدم خدماتنا كموجهين، وقادة فكر، ومحددي اتجاهات، ومتهورين في بعض الأحيان. على سبيل المثال، من المهم البحث عن مجتمعات الشركات الناشئة المناسبة وعقد الشراكات معها، وحضور الأحداث والمناسبات، والمشاركة في المحادثات على وسائل التواصل الاجتماعي. يمكن أن يؤدي هذا النوع من التواصل إلى شراكات وفرص مربحة للطرفين من دون أي تكلفة.
غالبًا ما تقع الشركات في فخ استثمار كل رأس مالها ومواردها في تطوير المنتجات، وهذا مبرر إلى حد ما؛ فلا يمكنك العمل من دون منتج، والبحث والتطوير المستمر ضروري لاستمرار عملك. لكن يجب النظر أيضًا في كيفية إنشاء منتجات ناجحة بأكثر الطرق فعالية من حيث التكلفة، والحل الأمثل لذلك يكون من خلال التركيز على العملاء. خذ الوقت الكافي لجمع الملاحظات، واستمع إلى رغبات عملائك ونقاط الألم التي يعانون منها، وحاول توقع احتياجاتهم التالية. يجب استخدام الموارد المالية لصقل منتجك وإيصاله إلى المثالية، وقد يستلزم ذلك البدء من الصفر في حالات نادرة.