هشام الجمل مدير عام شركة إنفينيتي: مشروع طاقة الرياح بسوهاج سيوفر للدولة 5 مليارات دولار سنويا

أخر تحديث 2024/08/25 09:28:00 ص
هشام الجمل مدير عام شركة إنفينيتي: مشروع طاقة الرياح بسوهاج سيوفر للدولة 5 مليارات دولار سنويا

آراب فاينانس: كشف هشام الجمل، مدير عام شركة إنفينيتي، ورئيس مجلس إدارة جمعية مستثمري الطاقة الشمسية ببنبان بأسوان، في حوار حصري لـ آراب فاينانس عن أن الشركة تستهدف خلال الفترة المقبلة البدء في إجراءات تنفيذ مشروع غرب سوهاج بقدرة إنتاجية 10 جيجا وات وتكلفة استثمارية تتجاوز 10 مليارات دولار، وهو ما سيوفر فرص عمل تصل إلى 30 ألف فرصة عمل في مصر. كما سيخفض الانبعاثات الكربونية بمقدار 23.8 مليون طن سنويًا ويوفر للدولة 5 مليارات دولار هى ثمن الغاز الطبيعي والمازوت، الذي يتم استيراده من الخارج لتشغيل محطات الكهرباء التقليدية.

وأضاف الجمل، أن هناك خطة تستهدف عدم تكرار انقطاع الكهرباء في مصر خلال الصيف المقبل من خلال ربط شبكة الكهرباء التقليدية في مصر بمحطات الطاقة الشمسية بشكل سريع خلال الفترة المقبلة، وإلى نص الحوار:  

حدثنا في البداية عن نشأة شركة إنفينيتي والمجالات االتي تعمل فيها؟

أنشئت شركة إنفينيتي عام 2014، وتعمل إنفينيتي في مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ومحطات السيارات الكهربائية، ونحن نستهدف خطة الدولة في تنفيذ مشروعات الطاقة النظيفة والمستدامة، ولدينا عدد من المشروعات منها المشروعات التجارية من خلال شركة إنفينيتي إي إيجيبت حيث نقوم بتركيب محطات طاقة شمسية على المولات التجارية، والمصانع والكومباوندات، وتصل لجيجا وات و2 جيجا وات و5 جيجا وات حسب الاحتياجات، وهى مشروعات صغيرة بالنسبة للمشروعات الضخمة التي تنفذها الشركة فضلا عن الشركة الأم إنفينيتي التي دخلت في شراكة مع شركة مصدر الإماراتية (شركة أبوظبي لطاقة المستقبل) لمشروعات كثيرة فضلا عن مشروعات أخرى بالشراكة مع شركة حسن علام كتحالف.

ما هى المشروعات الحالية قيد التنفيذ للشركة؟

لدينا 6 محطات طاقة شمسية في مصر، منها مشروع بنبان للطاقة الشمسية بأسوان حيث ننفذ 4 محطات فضلا عن محطتين صغيرتين في مدينة 6 أكتوبر بقدرة تصل إلى 1 ميجا وات و3 ميجا وات، وهذه المحطات مرتبطة بالشبكة الكهربائية، حيث لدينا هدف استراتيجي سواء في مصر أو أفريقيا، وهو تنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح.

هل تسعى الشركة لتنفيذ أي استحواذات على أي من شركات الطاقة في مصر أو أفريقيا؟

بالفعل نحن استحوذنا بالكامل على شركة ليكيلا باور، وهى تعد من أكبر شركات الطاقة في أفريقيا لإنتاج الرياح وتنفذ الشركة مشروعات بقدرة جيجا منهم 250 ميجا في مصر بخليج السويس و250 ميجا في السنغال و500 ميجا في جنوب أفريقيا، وهذه المشروعات مرتبطة فعليا بالشبكة الكهربائية، ومن خلال تحالف شركة مصدر الإماراتية وإنفينيتي المصرية تكونت شركة "إنفينتي باور" وهى التي استحوذت على كل تلك المشاريع.

حدثنا عن الاتفاقية التي وقعها تحالف مصدر الإماراتية وإنفينيتي المصرية مع الحكومة مؤخرًا ؟ 

وقع التحالف عقد لشراء الطاقة، ومذكرة حق انتفاع بالأرض مع هيئة الطاقة المتجددة التابعة لوزارة الكهرباء لإنشاء مشروع لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح بقدرة 200 ميجا وات بخليج السويس في منطقة رأس غارب وخلال 4 شهور أو أقل سنقوم بالإغلاق المالي، واستلمنا الأرض وسنجري الدراسات الفنية اللازمة على الأرض التي سيقام عليها المشروع، وسنبدأ في تنفيذ الإنشاءات اللازمة للمشروع كما وافق مجلس الوزراء المصري على السير في مختلف الإجراءات الخاصة بتنفيذ مشروع إضافة قدرات من الطاقة الشمسية (بقدرة إجمالية 1200 ميجاوات مضافا إلبها بطاريات تخزين بسعة إجمالية 240 ميجاوات ساعة وذلك من خلال شركة "مصدر الإماراتية" وكذا الموافقة على المقترح المقدم من شركة "مصدر" الإماراتية بشأن بدء تنفيذ مشروع لمحطة طاقة شمسية بقدرة إنتاجية تصل إلى 4 جيجاوات وتأتي تلك الجهود في إطار العمل على تلبية الاحتياجات من الطاقة الكهربائية والوصول إلى تشغيل العديد من القدرات الإضافية بحلول فصل الصيف المقبل.

ما هو الجدول الزمني للإنتهاء من مشروع خليج السويس وبدء التشغيل؟

نخطط للإنتهاء من تنفيذ مشروع إنفينتي باور بخليج السويس خلال عامين، وسنقوم بالربط الكهربائي للتشغيل على الشبكة الكهربائية في مصر في نهاية عام 2026 أو بداية 2027.

ما المشروعات المخطط لها أيضا خلال الفترة المقبلة؟

لدينا مشروع أخر وهو  يعد من أكبر مشروعات الطاقة على مستوى العالم، وهو مشروع يقع غرب محافظة سوهاج بقدرة إنتاجية تصل إلى 10 جيجا أي 10000 ميجا، وقد وقعنا مذكرة تفاهم مع وزارة الكهرباء، ووقعنا محضر استلام الأرض مع هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة بمساحة تصل إلى 3 آلاف كيلو متر مربع، وهى مساحة ضخمة جدا، وخلال شهر ونصف سنقوم بتركيب الأبراج التي تقوم بالقياسات، فضلا عن إجراء الدراسات الفنية والبيئية اللازمة للمشروع، وسيكون التنفيذ على مراحل سنبدأ بالمرحلة الأولى بتنفيذ 2.5 جيجا في البداية.

كم تكلفة هذا المشروع وكم فرصة عمل سيوفرها؟

سيوفر المشروع فرص عمل تصل إلى حوالي 30 ألف فرصة عمل بحجم استثمارات تتجاوز 10 مليارات دولار. كما سيوفر للدولة المصرية 5 مليارات دولار سنويا كان يتم إنفاقهم على الغاز الطبيعي والمازوت في محطات الكهرباء التقليدية، حيث أن كل ميجا تدخل على الشبكة الكهربائية التقليدية توفر على الدولة العملة الصعبة فضلا عن تخفيض الانبعاثات الكربونية بمقدار 23.8 مليون طن سنويا.

كيف ترى تقدم مصر في مجال الاقتصاد الأخضر ؟

بدأت خطة مصر، نحو الاهتمام بالطاقات المتجددة في عهد الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء السابق بمحطة بنبان بأسوان باستهداف 20% طاقة متجددة، وقد تحققت بالفعل هذه النسبة المستهدفة في عام 2022 بينما مخطط في عام  2030 تحقيق طاقة متجددة بنسبة 42%، وأعتقد أنه وفق معدل الاتفاقيات والمشروعات التي ستنفذ خلال الفترة المقبلة من مشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية ستتجاوز مصر هذه النسبة، وتحقق أكثر من المستهدف لتصل لنحو 50%، وعلى المستوى التجاري هناك توجه حاليا حتى من أصحاب المصانع لتركيب محطات طاقة شمسية حيث تصل مدتها لنحو 25 عاما كعمر افتراضي نظرا، لأنها موفرة لنفقات الكهرباء كما تشترط بعض الجهات المستوردة في أوروبا أن تكون المصانع المنتجة تستخدم في جزء من إنتاجها طاقة شمسية، وبالتالي فهناك استفادة من جميع الجوانب.

ما هى المشروعات المستهدفة من إنتاج الهيدروجين الأخضر خلال الفترة المقبلة؟

لقد وقعنا بالتعاون مع شركة مصدر الإماراتية، وشركة إنفينيتي، وشركة حسن علام، وشركة بريتش بيتروليوم، مذكرات تفاهم لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بقدرة 1.5 جيجا كمرحلة أولى.

كيف ترى عملية انقطاع الكهرباء وتخفيف الأحمال التي تكررت كثيرا خلال الفترة الماضية؟

كان يحدث ذلك بسبب نقص الغاز الطبيعي، والمازوت وهما يتم استيرادهما من الخارج ويكلفوا مصر ملايين الدولارات لذلك استوردت الدولة المصرية مؤخرا غاز ومازوت بقيمة 1.2 مليار دولار لسد العجز وتوفير الوقود لمحطات الكهرباء التقليدية لتغطية فترة الصيف الحالية وحاليا لا يوجد انقطاع بعد استيراد هذه الكمية.

هل هناك خطة لمنع تكرار انقطاع الكهرباء والعودة لخطة تخفيف الأحمال؟

نعم، فالخطة الحالية التي تستهدفها الحكومة توفير طاقة إنتاجية كبيرة من طاقة الشمس والرياح بقدر المستطاع حتى لا تحدث أزمة انقطاع الكهرباء الصيف المقبل، وذلك لتوفير استهلاك الغاز والمازوت من خلال التعويض الذي سيحدث عبر إدخال هذه الطاقات المتجددة على الشبكة الكهربائية التقليدية، والرئيس عبد الفتاح السيسي مهتم بشكل كبير وداعم لزيادة قدرات مصر في مجالات الطاقات الجديدة والمتجددة خاصة الطاقة الشمسية خاصة مع إصدارالرئيس السيسي للقانون رقم 203 لسنة ،2014 والذي شدد على تحفيز إنتاج الطاقة والمتجددة في مصر.

الحكومة أعلنت مؤخرا أنها تستهدف زيادة السيارات الكهربائية السمتخدمة في مصر هل تتوفر شواحن الكهرباء اللازمة لهذا الغرض؟

نحن لدينا شركة إنفينتي إي لتصنيع شواحن السيارات الكهربائية، ونحن أول شركة في مصر حصلت على رخصة إنشاء محطات شحن سيارات كهربائية، ونفذنا حتى الآن 180 محطة شحن كهربائي على مستوى جمهورية مصر العربية ونستهدف الوصول إلى 400 محطة شحن طاقة كهربائية للسيارات، وذلك لتشجيع شراء السيارات الكهربائية عبر توفير البنية التحتية لها حيث يعد شحن السيارات الكهربائية أقل تكلفة من البنزين.

كم سيارة لدينا في مصر من السيارات الكهربائية؟

تصل عدد السيارات الكهربائية في مصر حاليا لنحو 6 آلاف سيارة تعمل بالكهرباء وهى تزيد بشكل مستمر.

ماذا عن السوق الأفريقي؟

نحن نستهدف السوق الأفريقي أيضا ولدينا مشروعات كبرى في جنوب أفريقيا والسنغال وندرس السوق حاليا للاستثمار في كينيا وتنزانيا.

يعد مشروع بنبان من المشروعات الضخمة للطاقة الشمسية هل تواجهون أي معوقات هناك؟

يعد مشروع بنبان في أسوان من مشروعات الطاقة الشمسية القومية الكبيرة التي لا تقل عن أهمية مشروعي قناة السويس والسد العالي، ومشروع بنبان هو أكبر ثالث مشروع على مستوى العالم كقدرة إنتاجية على مساحة 8843 فدان، بحجم استثمارات 2.2 مليار دولار، ويخفض انبعاثات كربونية تصل لـ 2 مليون طن سنويا وهذا المشروع كان هو البداية في مصر لإنشاء الطاقات المتجددة حيث يوجد هناك 32 محطة طاقة شمسية، وجاري تنفيذ محطات أخرى هناك خلال الفترة المقبلة حيث يوجد 14 مستثمر محلي وأجنبي ولدى إنفينيتي المصرية ومصدر الإماراتية مشروعات في محطة بنبان تصل لـ 4 مشروعات للطاقة.

كم ينتج مشروع بنبان من الطاقة حاليا؟

ينتج المشروع حتى الآن 1465 ميجا وات كما نستهدف خلال عام إنتاج 1800 ميجا، وهو ما يوازي أكثر من 80% من إنتاج الكهرباء من السد العالي، ويعمل به نحو ألفي عامل كعمالة مباشرة ومثلهم عمالة غير مباشرة، وخلال الإنشاء كان هناك نحو 15 ألف عامل يعملون بالمشروع.

انت كرئيس لجمعية مستثمري الطاقة الشمسية ببنبان ما هو دور هذه الجمعية بالضبط؟

الجمعية أنشئت لثلاثة أهداف رئيسية، وهى أن يكون هناك كيان يتحدث باسم المستثمرين لمواجهة أية مشكلات وعقبات تقف أمامهم، وثانيا تنظيم الخدمات داخل المشروع، وثالثا القيام بخدمات مجتمعية للمجتمع المحيط بالمشروع، وقد قمنا بالفعل بتقديم خدمات تعليمية مثل المنح التعليمية ومنح تعليم اللغات وخدمات صحية للمواطنين مجانا مثل مركز للغسيل الكلوي حيث يخدم 4 قرى هى بنبان قبلي وبنبان بحري والرقبة والمنصورية.

كيف يتم تمويل هذه المشروعات خاصة أنها استثمارات ضخمة؟

يتم تمويل هذه المشروعات من خلال بنوك ومؤسسات التمويل الدولية، وقد أوصت مؤتمرات المناخ الأخيرة مثل كوب 27 في مصر وكوب 28 في الإمارات بالاهتمام بالطاقات المتجددة وتمويلها لتلافي أضرار الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية الناتجة عن التلوث البيئي الناتج عن محطات الكهرباء التقليدية وغيرها من مصادر التلوث الأخرى.

من هى الجهات الممولة لمشروعات الطاقة المتجددة في مصر؟

أكبر جهتي تمويل هما مؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي، والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وقد قاموا بتمويل مشروع بنبان بأسوان ومستعدين لتمويل مشروعات أخرى.

لماذا لا تمول البنوك المحلية هذا النوع من المشروعات؟

منذ 3 سنوات كان هناك سهولة في تدبير العملة الصعبة من جانب البنوك المحلية لشراء المعدات من الخارج بالنسبة للمشروعات التجارية البسيطة، والأزمة حدثت بسبب أزمة نقص الدولار قبل عملية التعويم الأخيرة، وحاليا لا يوجد مشكلة تتعلق بتوفير الدولار بعد عملية التعويم، لكن بالنسبة للمشروعات الضخمة مثل مشروعات بنبان بأسوان، وغرب سوهاج وخليج السويس، فهذه المشروعات لا تحمل الدولة أي عملة صعبة نظرا، لأن تمويل هذه المشروعات يتم من خلال مؤسسات التمويل الدولية بالدولار.

ما توقعاتك لحصة مصر التصديرية خلال الفترة المقبلة من الهيدروجين الأخضر؟

أتوقع حصول مصر على حصة تصديرية كبيرة تصل إلى 100 جيجا وات من الهيدروجين الأخضر، حيث وقعت مصر أكثر من 40 اتفاقية في هذا المجال.  

كيف تقيم البيئة الاستثمارية ومناخ الاستثمار في مصر؟

البيئة الاستثمارية محفزة، وهناك تعاون من جانب الحكومة في دعم الاقتصاد الأخضر، والطاقات المتجددة، وصدر العام الماضي قرارت من الرئيس عبد الفتاح السيسي بتسهيل إنشاء توربينات محطات الرياح لمستوى 220 متر بدلا من 120 متر مما يعطي قدرات إنتاجية أعلى لمحطات طاقة الرياح كما تم مد مدة عقد شراء الطاقة من الرياح لـ 25 عاما بدلا من 20 عاما. لكننا نطالب بتسهيلات أكبر للمستثمرين حيث نطالب بإلغاء الجمارك على استيراد المكونات الخاصة بالطاقة المتجددة والتي تصل إلى 2% حيث أن كل دول العالم لا تفرض على هذه المكونات جمارك فضلا عن الروتين المتعلق بعملية التفتيش على هذه المكونات بعد استيرادها للتأكد من تركيب المحطة من قبل الجمارك وهى عملية روتينية مرهقة للمستثمر.

هل هناك توجه لتصنيع هذه المكونات داخل مصر؟

حاليا هناك توجه من جانب الحكومة نحو دعم التصنيع، ولدينا إمكانات لتصنيع ألواح الخلايا الشمسية حيث لدينا الرمال التي تستخدم في تصنيعها، وسيوفر ذلك العملة الصعبة، ويمكن التصدير أيضا من مصر كموقع متميز لأفريقيا. 

أخبار متعلقة