آراب فاينانس: توقع خبراء، ومحللون استراتيجيون، أن يكون هناك خلاف في السياسة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط ومنها مصر في حال فوز أي من الحزبين الجمهوري أو الديمقراطي إذ تختلف سياسة الحزبين تجاه المنطقة حيث يقود المرشح الأمريكي دونالد ترامب الحزب الجمهوري بينما تقود المرشحة كامالا هاريس الحزب الديمقراطي في هذه الانتخابات الأمريكية والمقرر لها 5 نوفمبر الجاري.
أهمية الدور المصري بمنطقة الشرق الأوسط
واتفق الخبراء، على أهمية الدور المصري والمحوري في منطقة الشرق الأوسط خاصة في ظل الحرب الإسرائيلية الدائرة حاليا على غزة ولبنان بالنسبة لكل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي متوقعين اتخاذ أمريكا سياسات حمائية عنيفة خاصة في حالة فوز ترامب الذي سيكون أقل مرونة من نظيرته كامالا هاريس لافتة إلى ضرورة أن تتجه مصر خلال الفترة المقبلة إلى التكتل الاقتصادي مع دول الخليج.
توجهات ترامب تجاه التجارة الدولية عنيفة جدا
وقالت الدكتورة يمن الحماقي رئيس قسم الاقتصاد الأسبق بجامعة عين شمس في تصريحات حصرية لـ آراب فاينانس إن المرشح دونالد ترامب توجهاته عنيفة جدا تجاه التجارة الدولية مقارنة بكمالا هاريس الأقل تشددا في ذلك، وإن كان الاثنين يسيرا في ذات الاتجاه المتعلق بالقيود التجارية الحمائية حيث يتوقع المستثمرون أن تتبع كامالا هاريس نهج التعريفات المستهدفة، بينما يميل ترامب إلى سياسات أكثر عدوانية.
وأضافت الحماقي، أن هناك على سبيل المثال انسحاب لكثير من الاستثمارات الأمريكية في الصين حيث كانت تتعدي 70 مليار دولار تم سحب نحو 35 مليار دولار منها مشددة على أن الاقتصاد العالمي لا يتحمل أن يكون هناك صراع بين أكبر قوتين اقتصاديتين مثل الصين وأمريكا حيث يصل الناتج الأمريكي إلى نحو 25 تريليون دولار في المقابل يصل هذا الناتج إلى 20 تريليون دولار في الصين.
وحول تأثر قناة السويس بالتوترات الجيوسياسية أكدت الحماقي أن قناة السويس رغم تأثرها بنحو 6 مليارات دولار إلا أنه يمكن مواجهة هذه التحديات بخلق فرص مثل تعظيم العائد فمثلا يمكن تحقيق نجاحات وقفزات مالية في سوق الملابس الجاهزة من 2 مليار دولار إلى 20 مليار دولار.
من جانبه قال الدكتور عبد المنعم سعيد مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الأسبق والخبير في الشأن الأمريكي في تصريحات حصرية لـ آراب فاينانس إن الانتخابات الأمريكية الحالية هى انتخابات غير عادية سواء بالنسبة لأمريكا أو منطقة الشرق الأوسط، وأن درجة الاستقطاب فيها عالية جدا لأنه حتى فترة الرئيس الأسبق باراك أوباما كانت السياسة الأمريكية تعطي أهمية كبيرة للسلام بالشرق الأوسط لكن مع مجيء دونالد ترامب للسلطة في أمريكا اختلف عن كل سابقيه من الرؤساء الأمريكيين وخلق ما يمكن أن نسميه "حالة ترامبية" خاصة به تتسم بحالة من الانعزالية واحتقار العالم الثالث والعنصرية تجاهه بينما في المقابل نجد أن كامالا هاريس هى استمرار لسياسة وتقاليد أمريكا تجاه الشرق الأوسط التي تولي اهتمام بالسلام في المنطقة كما تعطي أهمية ثقافية ودينية لمصر ومنطقة الشرق الأوسط باعتبارهما مهد الأديان السماوية.
فوز ترامب سيؤدي إلى اضطراب المنطقة وتوترها
وأوضح سعيد أنه في حالة فوز كامالا هاريس بالرئاسة الأمريكية سيكون هناك حالة من الاعتدال والتركيز على إحلال السلام بالشرق الأوسط، وسيتم تنظيم الأمور بالمنطقة على غرار ما حدث بعد حرب 1973 وإعاد ترتيب الأوراق لتكون المنطقة أكثر سلامًا على عكس ترامب الذي سبق وأن اتخذ قرارا بنقل السفارة الأمريكية للقدس كعاصمة لإسرائيل، ووافق على ضم الأراضي السورية المحتلة لإسرائيل وهو يتفق مع التيار اليميني الذي يرفع شعار من النهر للبحر أي من نهر الأردن للبحر المتوسط، وهو ما يعني ضم غزة لإسرائيل وبالتالي ستتسم فترته في حالة فوزه بالانتخابات الأمريكية بالاضطراب والعنف والتوترات بمنطقة الشرق الأوسط كما أنه لا يفضل دعم الدول الأخرى بالمساعدات وفق فلسفته الانعزالية.
مصر سيكون لها دور كبير في القضية الفلسطينية
ومن جانبها ترى الدكتورة نهى بكر أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة أن مصر ستحظى بأهمية شديدة وسيكون لها دور كبير في إحلال السلام بالمنطقة وكذلك سيكون دورها قوي في القضية الفلسطينية سواء عند الجمهوريين أو الديمقراطيين.
وحول ملف المساعدات الاقتصادية الأمريكية لمصر تؤكد بكر أن هذا الملف لن يتأثر بفوز أي من الحزبين كما أن ملف مياه النيل لن يلقى اهتمام كبير من جانب الجمهوريين أو الديمقراطيين.
وتشير بكر إلى أنه من المتوقع أن تتأثر حركة الملاحة في قناة السويس في حالة استمرار الاضطرابات في منطقة البحر الأحمر كما أنه من المتوقع أن يكون لمصر دور مهم في ملف مكافحة الإرهاب الذي يمكن أن يتنامى خلال الفترة المقبلة كما أن ملف حقوق الإنسان من الملفات الهامة التي تستخدمها أمريكا في بعض الأحيان كورقة ضغط على بعض دول المنطقة.
بينما يرى الدكتور عز الدين حسانين الخبير الاقتصادي، أن ملف المساعدات الاقتصادية لن يتأثر بفوز أي من الحزبين، وأن مصر دورها محوري في المنطقة، ومهم للغاية وأن مصر لها دور وتأثير كبير في ملف القضية الفلسطينية لما لمصر من تأثير على كل من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
ومع بدء العد التنازلي ليوم الانتخابات الأمريكية، تتسابق نائب الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس ومنافسها الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب على كسب أصوات الناخبين في الولايات المتأرجحة، وتظهر أحدث استطلاعات الرأي سباقًا متقاربًا للغاية.
ويصوت الأمريكيون في 5 نوفمبر 2024 لانتخاب رئيس جديد للبلاد خلفا لجو بايدن المنتهية ولايته، والذي أعلن انسحابه من السباق نحو البيت الأبيض، تاركا المكان لنائبته كامالا هاريس. حيث بعثت هاريس نفسا جديدا في حملة الحزب الديمقراطي الذي رشحها رسميا لتواجه منافسها الجمهوري دونالد ترامب.
من جهته لا يزال الرئيس السابق يراهن على الشعبية التي يحظى بها لدى قاعدته الانتخابية التي تستمر في دعمه على الرغم من خضوعه لملاحقات قضائية.