آراب فاينانس: تستهدف مصر خلال الفترة المقبلة الاستحواذ على حصة سوقية كبيرة تصل إلى 10 مليار دولار من حصة السوق العالمي من الملابس الجاهزة في ظل منافسة قوية من دول مثل تركيا والصين وبنجلاديش حيث تصل قيمة الصادرات المصرية من الملابس الجاهزة إلى نحو 2 مليار دولار فقط.
مصر أمامها وفق خبراء تحدثوا لـ آراب فاينانس فرصة للسيطرة على أسواق جديدة خاصة مع توجه دولة الصين وهى أحد أكبر مصدري الملابس الجاهزة لصناعات متقدمة وضخمة مثل صناعة السيارات والصناعات الإلكترونية مع تقليل حصتها في السوق العالمي من صناعة الملابس الجاهزة فضلا عن عوامل أخرى مساعدة لمصر خلال الفترة المقبلة ومنها ارتفاع نسبة الفائدة بتركيا والتي تصل إلى 50% فضلا عن ارتفاع تكلفة الأيدي العاملة بها وكلها عوامل تدفع مصر لاحتلال مكانة مميزة بالسوق العالمي للملابس الجاهزة.
نسعى لفتح أسواق جديدة
من جانبها قالت سماح هيكل سماح هيكل عضو مجلس إدارة بالغرفة التجارية عن شعبة الملابس الجاهزة في تصريحات حصرية لـ آراب فاينانس إن مصر وقعت عدد من الاتفاقيات التي تدعم الصادرات المصرية منها اتفاقية الكويز والتي تسهل تصدير الملابس المصرية بإعفاءات جمركية فضلا عن اتفاقية الكوميسا كما تم مؤخرا تفعيل الاتفاقية التجارية مع جنوب أفريقيا لتصدير الملابس الجاهزة وزادت الملابس الجاهزة التي تم تصديرها للخارج بنسبة 30% خلال عام 2024 مقارنة بالعام الماضي.
وأوضحت هيكل أن مصر تسعى خلال الفترة المقبلة لفتح أسواق جديدة في أفريقيا وهو ما يدعم الصناعة حيث يغطي الإنتاج الحالي السوق المحلي ونصدر منتجات للسوق الخارجي مشيرة إلى أن المنتج المصري في قطاع الملابس الجاهزة يتمتع بجودة عالية وسمعة طيبة.
لابد من تقديم تسهيلات بنكية للمصنعين
بينما قالت الدكتورة ماري لويس العضو المنتدب لشركة البشارة للأزياء بي تي إم وعضو المجلس التصديري للملابس الجاهزة في تصريحات حصرية لـ آراب فاينانس إنه لابد من دعم المصدرين للمشاركة في المعارض الدولية للملابس الجاهزة بشكل مركز خلال الفترة المقبلة مع تقديم تسهيلات بنكية من جانب البنوك المصرية من خلال المبادرات التي تمنح المصنعين التمويل اللازم بسعر فائدة مناسب وجاذب للمصنع، وذلك لتخفيض التكاليف التي تساهم في النهاية في خفض تكلفة المنتج النهائي من الملابس الجاهزة
وأوضحت لويس أنه ينبغي على المصنعين تحديث المعدات المستخدمة في قطاع الملابس الجاهزة لمواكبة التكنولوجيا الجديدة بما يزيد الإنتاجية ويساعد على المنافسة بقوة في السوق العالمي وذلك من خلال استخدام الروبوتات على سبيل المثال والتي تعمل بعدة مراحل بما يساهم في زياة الإنتاجية ويخفض تكلفة العمالة والمنتج نفسه في النهاية وهو ما يمنح المنتج المصري قدرة على المنافسة فضلا عن اتخاذ الحكومة إجراءات لتقديم إعفاءات ضريبية للمصنعين والمستثمرين في قطاع الملابس الجاهزة مشيرة إلى أن أبرز الدول التي تنافس مصر حاليًا في قطاع الملابس الجاهزة هى المغرب وتونس والأردن وحديثًا إثيوبيا والتي بدأت تجذب بعض العملاء بالسوق فضلا عن منافسة بعض الدول الأفريقية والتي لديها عمالة رخيصة وانخفاض تكلفة الدقيقة الصناعية ومنح الحوافز الاستثمارية للمصنعين.
وشددت لويس على ضرورة تحديث قطاع الصباغة والتجهيز بما يتواكب مع التحديث الحاصل في قطاع الملابس الجاهزة في أوروبا ودول شرق أسيا مشيرة إلى أن قيمة صادرات الملابس الجاهزة منذ بداية عام 2024 وحتى شهر نوفمبر الماضي، وصل لنحو 2.4 مليار دولار، وتتصدر الولايات المتحدة الأمريكية الدول المستوردة للملابس الجاهزة من مصر بنسبة 55% من إجمالي الصادرات المصرية.
لابد من استغلال فرصة تخفيض الصين لإنتاجها من الملابس
بينما قال محمد قاسم رئيس جمعية المصدرين المصريين إن مصر أمامها فرصة كبيرة لكسب أسواق جديدة في مجال الملابس الجاهزة حيث إن الصين حاليًا تعمل على تقليل إنتاجها من صناعة المنسوجات والملابس الجاهزة للخروج منها، والتوجه نحو صناعات ضخمة فضلا عن الصناعات الدقيقة والتكنولوجية والتي تحتاج إلى استثمارات ضخمة وقاموا بتدشين مبادرة تسمى "جو جلوبال"، وقررت الصين حديثًا تخفيض إنتاجها في قطاع الملابس الجاهزة بنسبة 15% وهو ما يقدر بنحو 50 مليار دولار، وهذه الحصة 50 مليار دولار هى فرصة متاحة أمام من يستطيع أن يقتنصها من المصنعين المصريين وبالتالي مصر أمامها فرصة كبيرة للتصدير وهو ما يستوجب أن يتم توفير أراضي مُرفقة في مصر للاستثمار في هذا القطاع وهكذا توفير عمالة مدربة وتسهيلات بنكية وتفكيك المشاكل اللوجيستية الخاصة بالاستثمار.
وأضاف قاسم أننا في مصر لدينا مشكلة حاليًا تتعلق بالإفراج عن البضائع التي أصبحت أطول من السابق والتكلفة أعلى، واللافت أن هذا الإجراء جاء بعد أن قامت الحكومة بعملية إصلاح فيما يسمى بالتسهيلات عبر النافذة الواحدة للمستثمرين، وبالتالي ولاقتناص هذه الفرص لابد من إعادة ترتيب البيت من الداخل وتسهيل إجراءت الاستثمار لأنه من المفترض أن تسهل عملية الإصلاح على المستثمرين لا أن تجعل هناك بيروقراطية وإجراءات أطول وأعلى في التكلفة.
لابد من تخفيض الرسوم الجمركية ومصاريف الشحن
بينما قالت سارة داود رئيسة شركة ميروي للملابس الجاهزة في تصريحات حصرية لـ آراب فاينانس إن أكثر الأزمات التي تواجهنا في عملية تصدير منتجاتنا من الملابس الجاهزة هى ارتفاع تكاليف رسوم الشحن والرسوم الجمركية فضلا عن طول فترة الإفراج الجمركي مطالبة بضرورة تخفيض الرسوم الجمركية ومصاريف الشحن حتى تقل التكاليف ويكون هناك فرصة جيدة للمنافسة عالميًا.
وأوضحت داود أن مصر أمامها فرص تصديرية كبيرة ومنتجاتها لها سمعة جيدة عالميًا وأنها يمكنها أن تضاعف صادرتها من منتجات الملابس الجاهزة من 2 مليار دولار لـ 10 مليار دولار مطالبة بضرورة تقديم الحكومة تسهيلات للمستثمرين العاملين في مجال الملابس الجاهزة.
ضرورة تشجيع المزارع المصري على زراعة القطن
ومن جانبه قال حسين رشيد عضو شعبة الملابس الجاهزة بالغرفة التجارية بالقاهرة أنه لابد من الاستغلال الأمثل للسمعة الجيدة للقطن المصري والملابس الجاهزة المصرية والترويج من خلال المعارض الدولية لذلك فضلا عن تشجيع المزارع المصري على زراعة القطن وتقديم المساندة التصديرية اللازمة لدعم هذا القطاع الحيوي والذي ساهم في توفير العملة الصعبة للبلاد.
وأضاف رشيد أن أبرز المنافسين لمصر حاليا في قطاع الملابس الجاهزة هى دولة الهند والتي نستورد منها بعض أنواع الخيوط والأقمشة ولابد من تقليل الرسوم الجمركية على هذه المنتجات من جانب الدولة لتقليل تكلفة المنتج النهائي.
ووفق البيانات الحديثة للمجلس التصديري للملابس الجاهزة الصادرة في شهر نوفمبر الماضي ارتفعت صادرات مصر من الملابس الجاهزة خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر من العام الجاري لتصل إلي 2.048 مليار دولار بنسبة ارتفاع بلغت 18% مقارنهً بنفس الفترة من العام الماضي.
واحتلت الولايات المتحدة الأمريكية المرتبة الأولى بقائمة أكبر الأسواق المستوردة للملابس الجاهزة المصرية بقيمة 871 مليون دولار وبما يستحوذ على 43% من إجمالي صادرات الملابس.
فيما بلغت صادرات مصر من الملابس الجاهزة إلى دول الاتحاد الأوروبي مستويات 482 مليون دولار، وإلى أسواق الدول العربية بلغت 367 مليون دولار محققه معدل نمو 21% مقارنة بذات الفترة من العام الماضي.