آراب فاينانس: طالب حسام حسن العضو المنتدب لـ مجموعة فنادق هلنان العالمية بوضع خطة تسويقية إعلامية تستهدف الترويج للسياحة المصرية خارجيًا مشيدًا بتوافد وازدهار السياحة الثقافية في مصر خلال الفترة الأخيرة لكنه شدد على ضرورة الاهتمام بالصناعات والخدمات المكملة لصناعة السياحة.
وأضاف حسن في مقابلة حصرية لـ آراب فاينانس أن مجموعة فنادق هلنان ستتوسع في مصر خلال الفترة المقبلة من خلال إدارة بعض الفنادق فضلا عن افتتاح المرحلة الثالثة من فندق ومنتجع هلنان بمحافظة بور سعيد بداية عام 2025، وإلى نص الحوار:
دعنا نتحدث في البداية عن قصة نشأة مجموعة فنادق هلنان العالمية ومتى وكيف بدأت؟
مجموعة هلنان، هى شركة إسكندافية دانماركية، وأسسها الراحل عنان الجلالي في بداية الثمانينيات بفندق واحد بالدانمارك، ثم تطورت الشركة لمجموعة من الفنادق، وفي نهاية الثمانينيات انتقل المؤسس عنان الجلالي إلى مصر بحكم كونه في الأصل مصري، وهاجر للدانمارك، وبدأ نشاطه في مصر بفندقي شبرد وفلسطين، ثم تولى إدارة مجموعة من الفنادق وصلت في مصر إلى 11 فندقًا.
ومنذ ذلك التوقيت وهو في مصر حيث كان يعتز بولائه لمصر حيث نشأ فيها، وكان معه الجنسية الدانماركية، وكان لديه علاقات دولية كبيرة، وانتشر حول العالم، وكان لديه نحو 12 فندقًا في أوروبا والمغرب ومصر، وأود هنا أن أذكر أن هلنان كانت من الشركات الرائدة للتواجد في مدن مصرية مختلفة مثل شرم الشيخ وبورسعيد وفايد وراس سدر والفيوم للنهوض بصناعة السياحة.
وتوفى عنان الجلالي العام الماضي لكن المجموعة مستمرة ونسير على نفس النهج والطريقة التي تعلمناها منه، ونتبع نفس الأساليب حيث كان دائما يحافظ على أصول الفنادق التي نديرها، ونحن نعمل على تنمية الفنادق التي نديرها حاليًا والآن ونتيجة انتهاء بعض العقود ندير 7 فنادق في جمهورية مصر العربية.
ما هى التوسعات التي ستقوم بها المجموعة في مصر خلال الفترة المقبلة؟
سنقوم ببعض التوسعات في مصر خلال الفترة المقبلة، وهناك مفاوضات نجريها حاليًا لإدارة بعض الفنادق الجديدة ونتوسع حاليًا في بعض الفنادق حيث انتهينا من المرحلة الثانية، ونستعد لافتتاح المرحلة الثالثة لفندق ومنتجع هلنان بور سعيد حيث انتهينا من المرحلة الثانية للتوسع وستعمل المرحلة الثالثة مع بداية العام الجديد، والتي ستشمل إضافة غرف فندقية للوصول إلى 220 غرفة كفندق فضلًا عن قاعة مؤتمرات جديدة تتسع لـ 1500 شخص على مستوى الخمسة نجوم. كما نستعد لاستكمال مرحلة جديدة من التوسعات في محافظة الإسكندرية.
كخبير في المجال السياحي ورئيس لمجموعة هلنان العالمية كيف ُتقيم وضع السياحة في مصر حاليًا؟
نحن نستهدف حاليًا الوصول لنحو 14 مليون سائح يزوروا مصر سنويًا، كما أن عددٍ السائحين في نهاية 2024 متوقع أن يصل إلى 15.5 مليون سائح، وهذا العام يعد من السنوات العظيمة في مجال السياحة لأن السياحة بدأت تعود مرة أخرى سواء في محافظة القاهرة أو الإسكندرية أو الغردقة أو الأقصر وأسوان وقد بدأت السياحة الخارجية في النمو مرة أخرى وبدأت تتحسن رغم الظروف الإقليمية المحيطة بنا، والتي تؤثر علينا في المقام الأول .
حيث بدأت تزدهر السياحة الثقافية والتي تزور الأقصر وأسوان والقاهرة فضلا عن أن إضافة المتحف الكبير الجديد وافتتاحه التجريبي يعد من الإضافات الجديدة التي ستجذب السياحة لجمهورية مصر العربية خاصة أن السياحة الثقافية تخص في الغالب السياح القادرين على الإنفاق أو سياحة الأغنياء وهذا النوع من السياحة نستهدفه.
لأن السائح الثقافي له طبيعة خاصة من حيث القدرة المالية على الإنفاق، بخلاف الأنواع الأخرى من السياحة الشاطئية وغيرها ومصر تشهد حاليًا نهضة كبيرة في مجال السياحة الثقافية، وهذه السياحة الثقافية لها عائد كبير على البلاد، وعلى المنظومة الاقتصادية بها. كما أن السياحة في مدينتي مرسى علم والغردقة تشهد نوع من سياحة الإجازات هو الأفضل منذ فترة.
وهو ما يشير لتنوع السياحة في مصر حيث لدينا عدة أنواع من السياحة الجاذبة مثل السياحة العلاجية في سفاجا لعلاج الروماتويد، والتي تعد من أفضل مصادر الدخل ونوع من السياحة المهم، ولو تم الاهتمام به سيكون مصدر دخل كبير للبلاد فعلى سبيل المثال سنجد تركيا تتميز بجذب الراغبين في زراعة الشعر، وتعد مصدر دخل للبلاد لديهم.
كما أن مصر تتميز بالسياحة البيئية في الواحات وسيوة والداخلة والخارجة وسفاجا ويجب الاهتمام بهذا النوع من السياحة والتسويق لها خارجيًا فهذا النوع من السياحة يحتاج إلى الطبيعة والبيئة الصحراوية وغيرها من البيئات المشجعة للسياحة ويجب الاهتمام بهذا النوع من السياحة وفي العموم يجب استغلال كافة الفرص المتاحة لنا من أنواع السياحة المختلفة من سياحة شواطئ وسياحة ثقافية وبيئية وعلاجية وسياحة الآثار لأن مصر لديها البنية الأساسية التي تمكنها من جذب السياحة الخارجية سواء فنادق أو مطارات أو طرق وبنية تحتية.
كيف ترى التسويق السياحي في مصر؟
لابد من مخاطبة العقول الأوروبية لزيارة مصر، مع ضرورة استكشاف المؤثرين هناك فعلى سبيل المثال يمكن دعوة الصحفيين الأوروبيين المؤثريين لزيارة مصر ليروا على الطبيعة السياحة في مصر. كما يمكن دعوة البلوجر والمدونيين المؤثرين في صناعة القرار عبر وسائل التواصل الاجتماعي بحيث يكون لهم دور في جذب وتوجيه الأنظار نحو زيارة مصر والتأثير على الجمهور الأوروبي أو الأمريكي لزيارة مصر، ويجب أن يروا أن مصر آمنة رغم الظروف المحيطة بنا.
كيف يمكن مخاطبة العقول الأوروبية لتشجيعهم لزيارة مصر؟
يمكن مخاطبتهم من خلال اهتمامتهم، فهم على سبيل المثال يهتمون بالسياحة البيئية والسياحة الثقافية والآثار وغيرها من أنواع السياحة المختلفة.
هل ترى أن الغرف السياحية الحالية تستوعب خطة الدولة لعام 2028 لجذب وزيادة عدد السائحين لـ 30 مليون سائح؟
هناك مبادرات كثيرة من الدولة سواء من البنك المركزي أو البنوك الأخرى لزيادة الاستثمار في المجال السياحي، وزيادة الغرف الفندقية، وتعد الغرف الفندقية هى الشئ الرئيسي للبنية السياحية، وهى من أكثر عوامل الدخل بالعملة الصعبة في مجال السياحة. كما تدر للدولة دخل من خلال الضرائب المدفوعة للدولة، كما توفر زيادة الغرف الفندقية فرص عمل مباشرة وغير مباشرة حيث توفر كل غرفة فندقية فرصة عمل مباشرة بالإضافة إلى 5 فرص عمل غير مباشرة، وأنا أرى ضرورة الاهتمام بالصناعات المكملة للسياحة سواء المطارات أو وسائل النقل مثل التاكسي حتى تكون المنظومة متكاملة بما يرقى بالمنافسة مع الدول الأخرى في مجال السياحة.
تعد الانطباعات التي يتلقاها السائح بعد مغادرته للبلاد أحد الأشياء المؤثرة في عودته للسياحة مرة أخرى في مصر؟
لابد من محاكاة ما يحدث في الخارج سواء فرنسا أو إسبانيا أو إيطاليا في التعامل مع السائحين "فلن نخترع العجلة" فنحن في مصر لدينا بنية أساسية جيدة جدًا للسياحة سواء مطارات أو فنادق أو طرق لكننا نحتاج إلى الوعى في التعامل مع السائحين، ولابد على سبيل المثال ألا ينظر مثلا سائق التاكسي للمكسب السريع من السائح بل ينظر إلى انطباعاته التي ستجعله يزور مصر مرة أخرى ويشجع غيره على الزيارة ولدينا نماذج جيدة من القيادات في كل من الأقصر وأسوان يتعاملون بشكل جيد وحضاري مع السائحين.
هناك اهتمام عالمي بالاستدامة البيئية هل بدأت فنادق هلنان تطبق ذلك في مجموعتها الفندقية؟
نعم بالفعل كل فنادقنا حصلت من الاتحاد الأوروبي على النجوم الخضراء للتواكب مع البيئة وكثير من المنظمات والهيئات تشترط عند زيارة بعد الفنادق تواكبها مع الشروط البيئية ونحن نتبع ذلك وكان ذلك سهل في التطبيق لدينا حيث إن فنادقنا في الدانمارك تواكب الاستدامة البيئية من حيث استخدامات الطاقة النظيفة وسلامة الغذاء وهذا الملف فيه تطوير بشكل مستمر ولدينا كفاءات نعتمد عليهم في هذا المجال.
كيف تواجهون نقص الأيدي العاملة الماهرة في مجالات الفندقة والسياحة؟
هناك كثيرون من العاملين في مجال السياحة والفندقة خلال جائحة كورونا تركوا العمل بصناعة السياحة، وذهبوا لمهن وصناعات أخرى وهو ما أثر على النقص في الأيدي العاملة ونحن حافظنا على الكثير من الأيدي العاملة خلال تلك الفترة. كما أننا قمنا بالتدريب للعاملين لدينا بالدانمارك قبل فترة جائحة كورونا، وهؤلاء تدربوا في مدارس فندقية بالدانمارك ثم بعد ذلك استكملوا التدريب في فنادقنا بالدانمارك، وهؤلاء كانوا النواة لبعض الأقسام لدينا.
ونحن حريصين على استمرار التدريب للعاملين حيث نرى أن الثروة البشرية هى الأهم لدينا في للوصول بالعاملين للمعايير المتبعة في مجال الفندقة والسياحة وإن كنا نواجه في بعض الأقسام نقص خلال الافتتاحات الجديدة للفنادق التابعة لنا لكننا نتغلب عليها من خلال دعم هذه الفنادق بالعاملين لدينا في فنادقنا الأخرى، وقد أرسلنا خلال افتتاح فندق هلنان ببور سعيد بعض العاملين الذين قاموا بالتدريب، والآن فندق هلنان ببور سعيد من أفضل الفنادق لدينا من حيث ردود فعل عملائنا.
ما هى أبرز الدول المنافسة لمصر في مجال السياحة؟
مصر لديها العديد من الفرص السياحية خاصة مع تنوع السياحة لديها ونحن نحتاج فقط لإعادة التأهيل والتسويق الجيد للصورة الحالية للوضع الآمن في مصر حيث هناك من يعتقد خطأ بأن مصر متأثرة بما يحدث بالمنطقة من توترات لذلك يجب نقل الصورة الصحيحة في أوروبا وأمريكا للسائحين هناك مع تغيير الصورة الذهنية لبلادنا في الخارج، ونحن لدينا نماذج دولية مثل لاعب كرة القدم الدولي محمد صلاح أو عمر مرموش في الدوري الألماني حيث يمكن استغلال هذه النماذج للترويج للسياحة في مصر، ويمكن لمصر أن تقوم بعمل دعاية لمصر مثلا في الدوري الإنجليزي مثل الكثير من الدول، وبالتالي لابد من وضع خطة تسويقية إعلامية جيدة للترويج للسياحة المصرية.
كيف ترى الوضع بالنسبة للسياحة الداخلية؟
السياحة الداخلية في مصر هى سياحة إجازات وهى سياحة أساسية، وليست مرتبطة بأماكن معينة. لكن أود أن أنوه هنا لنقطة أخرى وهى تتعلق بضرورة الاهتمام بسياحة الـ هاني موون أو سياحة شهر العسل فبدلا من ذهاب الكثير من السياح الأوروبيين لدول بجنوب شرق أسيا مثل بالي وماليزيا وأندونيسيا لقضاء الهاني موون يمكن لمصر الترويج لهذه النوع من السياحة لجذبهم لقضاء الهاني موون في مصر حيث تتميز مصر بالكثير من المزايا السياحية غير المتوافرة للمنافسين لنا. كما يجب أن نطور من الترويج للسياحة الداخلية بدلا من ذهاب المواطنين للخارج لقضاء إجازتهم.
كيف أثر التضخم محليًا على السياحة في مصر؟
التضخم سلاح ذو حدين فالسائح حاليًا سواء الأوروبي أو الأمريكي أو العربي يمكن أن يأتي لزيارة مصر ويدفع أقل مما كان يدفعه في السابق بل أقل من تكلفة إقامته في بلاده نتيجة تغير سعر الصرف وارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه، ويجب أن نستغل ذلك ونروج له لجذب مزيد من السائحين فالوجبة في مصر قد تصل لـ 15 دولار أو يورو بينما لا يتوافر هذا السعر في أمريكا أو أوروبا فضلا عن توافر الطقس والمناخ الجاذب للسياحة في مصر.
أخيرًا كيف ترى التحديات التي تواجه قطاع السياحة في مصر؟
يجب تغيير ثقافة المتعاملين مع السائحين، وأرى ضرورة توصيل رسالة للخارج بأن مصر آمنة مع الترويج لأنواع السياحة المختلفة في مصر، وقد سعدت جدا بخطة الدولة لتطوير الأهرامات من خلال شركة خاصة فالأمر إذن يحتاج إلى تنظيم ومعاملة أفضل للسائحين لتنمية الأماكن السياحية في مصر وتقديم خدمات أفضل حتى يكون ردود الفعل جيدة تجاه مصر وسياحتها.