خبراء خلال المنتدى الاقتصادي لجامعة النهضة: ينبغي زيادة التجارة البينية بين دول القارة الأفريقية

أخر تحديث 2024/12/23 12:11:00 م
خبراء خلال المنتدى الاقتصادي لجامعة النهضة: ينبغي زيادة التجارة البينية بين دول القارة الأفريقية

آراب فاينانس: أكد خبراء اقتصاديون، وأكاديميون، على ضرورة زيادة التجارة البينية بين دول القارة الأفريقية مع استغلال الإمكانات المتاحة من موارد اقتصادية، وطبيعية، وتفعيل الاتفاقيات التجارية خاصة المتعلقة برفع القيود الجمركية.

وشددوا  خلال فعاليات النسخة الثالثة من المنتدى الاقتصادي الذي نظمته كلية إدارة الأعمال بـ جامعة النهضة ببني سويف بالتعاون مع جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، تحت عنوان: "رؤية اقتصادية نحو تحفيز النمو التجاري والاستثماري في القارة الأفريقية .. من مصر إلى أفريقيا" على أهمية زيادة معدلات الاستثمار في أفريقيا والعمل على تحسين مؤشرات التنمية ومعدلات النمو الاقتصادي.

قدرات وموارد القارة الأفريقية غير مستغلة الاستغلال الأمثل

ومن جانبه قال الدكتور أحمد الخضراوي، أستاذ الاقتصاد وعميد كلية إدارة الأعمال بجامعة النهضة في تصريحات حصرية لـ آراب فاينانس إن القارة الأفريقية هى قارة واعدة ومليئة بالإمكانيات والقدرات لكنها للأسف هى قدرات وإمكانات غير مستغلة الاستغلال الأمثل، ورغم أنها قارة غنية بالموارد الطبيعية، والبشرية الهائلة إلا أنها في ذات الوقت قارة فقيرة جدًا نتيجة حجم الديون الهائل المثقلة به، والمتراكمة على الدول، وهى فقيرة أيضا بانخفاض مستويات الدخول للأفراد بها.

وأضاف الخضراوي، أن الهدف من هذا المنتدى الاقتصادي في نسخته الثالثة هو وضع حلول وتوصيات لكيفية مواجهة التغيرات الجيوسياسية التي تحدث حولنا، وفي العالم حيث إننا ليس لنا دور فاعل، وحقيقي في حدوث هذه الأزمات لكننا نتأثر في ذات الوقت بشكل كبير بهذه الأزمات والصدمات الاقتصادية التي نتلقاها في ظل عدم وجود اقتصاد قوي قادر على المنافسة والإبداع.

وأوضح الخضراوي، أن القارة الأفريقية تواجه العديد من التحديات الكبيرة خاصة في البنية التحتية، وضعف النمو التجاري مما يؤكد أهمية المنتدى كمنصة للحوار وتعزيز مكانة أفريقيا في الاقتصاد العالمي.

ينبغي فهم التحديات التي تواجه دول القارة الأفريقية

من جانبها قالت الدكتورة بسنت طارق المدرس المساعد بكلية إدارة الأعمال بجامعة النهضة في تصريحات حصرية لـ آراب فاينانس أن المنتدى أبرز أهمية الفهم العميق للتغيرات الجيوسياسية التي تشهدها القارة الأفريقية، حيث تعد هذه التغيرات عاملاً أساسياً يؤثر بشكل مباشر على فرص التعاون الاقتصادي لافتة إلى أن القارة الأفريقية ليست كيانًا موحدًا بل هي مجموعة من الدول ذات الخصائص المختلفة، سواء على مستوى الموارد، والهياكل السياسية، أو الأوضاع الأمنية.

وأضافت طارق، أنه لابد من دراسة طبيعة كل بلد على حدة لفهم التحديات، والفرص الفريدة التي يقدمها وعلى سبيل المثال منطقة الساحل والصحراء، والتي تواجه تحديات متعلقة بالأمن والاستقرار السياسي، لكنها تتمتع بإمكانات هائلة في قطاع التعدين والطاقة القارة كما تمتلك موارد طبيعية ضخمة تشمل المعادن، والنفط، والغاز الطبيعي، فضلاً عن الأراضي الزراعية الشاسعة والقوى البشرية الشابة.

وأشارت طارق، إلى أن دول شرق أفريقيا تشهد نموًا ملحوظًا في مشروعات البنية التحتية والطاقة المتجددة كما أن دول الجنوب الأفريقي تتميز بقوة صناعية وزراعية، لكنها تعاني من تفاوت في توزيع الثروات حيث  أن تجاهل الديناميكيات السياسية والاجتماعية في هذه الدول قد يؤدي إلى خسارة فرص استثمارية كبيرة موضحة أن القارة تواجه تحديات عديدة مثل ضعف البنية التحتية، ومحدودية التكامل الإقليمي، ونقص التكنولوجيا الحديثة، وهنا كانت توصيات المؤتمر واضحة بضرورة تعزيز الاستثمارات في مشروعات البنية التحتية والنقل، وتشجيع التعاون بين الحكومات الأفريقية والشركاء الدوليين لتحقيق النمو المستدام. 

لابد من زيادة معدلات الاستثمار بدول القارة

ومن جانبه قال الدكتور شريف محمد علي أستاذ الاقتصاد والمالية العامة ونائب رئيس جامعة السادات في تصريحات حصرية لـ آراب فاينانس إنه يشترط لحدوث تنمية اقتصادية في دول القارة الأفريقية زيادة معدلات الاستثمار بها كما لابد من معرفة الفرص الاستثمارية المتاحة ودراستها جيدًا بالقارة الأفريقية إذ إنها قارة شابة وبها موارد طبيعية غير مستغلة.

وأوضح علي، أنه ينبغي تفعيل دور السفارات بالخارج والممثليين التجاريين للتسويق للفرص الاستثمارية خاصة فيما يتعلق بالاقتصاد الأخضر، والاستفادة من إمكانات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في توليد الكهرباء والطاقة المتجددة وهى موارد تتميز بها القارة الأفريقية ويمكن استغلالها.

  وحول الفرص المتاحة أمام مصر قال علي إن مصر يجب أن تشجع المستثمر المحلي أولًا وتسهل الإجراءات له من خلال تفعيل نظام وسياسة الشباك الواحد مشيرًا إلى أن مصر تواجه العديد من التحديات منها زيادة معدلات المديونية، وارتفاع سعر الفائدة الذي تسبب في ارتفاع تكلفة الاستثمار في مصر مشددًا على أنه ينبغي العمل على تحسين المؤشرات الاقتصادية مع إتاحة البيانات والمعلومات اللازمة أمام المستثمر الراغب في الاستثمار في مصر وتخفيف العملية البيروقراطية خاصة في ظل المنافسة على جذب الاستثمارات مع دول أخرى مثل تركيا والإمارات.

مصر أمامها فرص واعدة للتعاون مع القارة الأفريقية

 وقال الدكتور يسري الشرقاوي، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، إن هناك فرص واعدة أمام مصر للتعاون مع دول أفريقية مثل رواندا وبوركينا فاسو حيث يمكن التعاون مع رواندا في مجال الشاي والبن والسياحة العلاجية، ومع دولة بوركينا فاسو في مجال القطن قصير التيلة والسمسم وعدد من المنتجات الزراعية الأخرى التي تتميز به بوركينا فاسو حيث تعد بوركينا فاسو خامس دول على مستوى العالم منتجة للقطن.

وأوضح الشرقاوي أن هناك عدد من الاتفاقيات التجارية بين الدول الأفريقية منها اتفاقية الكوميسا واتفاقية غرب أفريقيا واتفاقية التجارة البينية التجارية وقد وقع علي الاتفاقية الأخيرة تلك 52 دولة حيث من المستهدف رفع القيود الجمركية بنسبة 98% في عام 2027 للدول الموقعة على هذه الاتفاقية ومنها مصر وقد بدأت بعض دول القارة بالفعل في رفع القيود الجمركية على البضائع والمنتجات مثل دولة جنوب أفريقيا.

ومن جانبه قال الدكتور حسن منير الصادي أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة القاهرة إن حجم التجارة البينية بين الدول الأفريقية فيما بينها تصل إلى 192 مليار دولارًا لافتًا إلى أن أكبر عجز في الميزان التجاري حول العالم موجود في أفريقيا ويصل لنحو 820 مليار دولارا، وأن مصر الدولة الأفريقية الوحيدة التي لديها فائض في الميزان التجاري مع الدول الأفريقية بقيمة 6.5 مليار دولار، وهو ما يمثل 3.5 % فقط من حجم التجارة البينية بين الدول الأفريقية، وهو رقم ضئيل للغاية.

وأوضح الصادي، أن مصر استطاعت إنشاء بنية تحتية خلال الـ 10 سنوات الأخيرة بما يمثل طفرة خاصة إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة مطالبًا بتحديد مستهدفات للممثلين التجاريين في القارة الأفريقية لزيادة التجارة البينية.

صناعة التعدين من الصناعات الواعدة في أفريقيا

وقال النائب محمد مصطفى السلاب، رئيس لجنة الصناعة بمجلس النواب، إن العامل المصري يتميز بمهارة فائقة في حالة توافر البيئة الملائمة والصارمة مشيرًا إلى أن صناعة التعدين من الصناعات الواعدة في أفريقيا، ويمكن نقل التكنولوجيا لدول القارة للاستفادة من هذه الصناعة، موضحًا بأنه تم حديثًا تدشين مدرسة جديدة للتدريب للعاملين المصريين بالتعاون مع دولة إيطاليا لتأهيلهم للعمل في روما حيث يتعلمون مهارات وحرف في مصر ثم يسافرون إلى هناك للعمل بشكل قانوني. كما يمكن الاستفادة منهم للعمل داخل مصر وفي بعض الدول الأخرى.  

وأوضح السلاب، أن مصر بدأت تعيد العلاقات مع القارة الأفريقية بقوة منذ نحو 6 سنوات مشيرًا إلى أن مصر تعد من أكثر الدول التي تعمل التطوير في دول القارة الأفريقية، ومصر لديها خبرة كبيرة في مجال البنية التحتية والصناعات الغذائية والزراعة، وإن كان ينقصنا بعض المواد الخام فهي متوافرة بقوة في الدول الأفريقية.  

أخبار متعلقة