منتخب مصر الوطني لكرة القدم ليس مجرد فريق. هو حكاية عمرها أكثر من قرن، فيها لحظات من المجد، وأخرى من التحدي، لكنها دائمًا مليئة بالشغف. هذا المقال يأخذك في رحلة عبر تاريخ منتخب الفراعنة، من أول مباراة إلى البطولات القارية والعالمية التي رسمت ملامح كرة القدم في العالم العربي. ستجد أسماء لامعة، مباريات لا تُنسى، وأرقام قياسية ما زالت تُذكر حتى اليوم. الكاتب مروان أحمد، المتخصص في توثيق الرياضات العربية، يكتب هذا المقال كضيف يسلط الضوء على ما يجعل من مصر قوة كروية لا يمكن تجاهلها.
ومن الطبيعي أن تكون هذه المسيرة الطويلة مصدر اهتمام لمحبي الرهانات الرياضية، ولهذا فإن الكثير من المتابعين يبحثون دائمًا عن أفضل موقع مراهنات في العالم لمتابعة مباريات مصر والمراهنة عليها. مواقع مثل MightyTips تقدم قوائم دقيقة لأفضل مواقع المراهنة وأكثرها أمانًا، ومنها أيضًا https://mightytips.tv/murajaeatun/bet365 التي تُعتبر من الخيارات المعروفة عالميًا بين محبي اللعبة.
منتخب مصر هو أقدم منتخب وطني في أفريقيا والعالم العربي، تأسس عام 1921. أول مشاركة له كانت في دورة الألعاب الأولمبية في أنتويرب عام 1920، وحقق وقتها حضورًا لافتًا رغم قلة الخبرة الدولية.
في عام 1934، أصبح منتخب مصر أول فريق أفريقي وعربي يشارك في نهائيات كأس العالم، التي أقيمت في إيطاليا، ولعب وقتها أمام المجر في مباراة خسرها بثلاثة أهداف مقابل هدفين، لكن الأداء ظل مصدر فخر للكرة العربية لسنوات.
يقول اللاعب البرازيلي الشهير بيليه: "الكرة تمنح الفرح، حتى عندما تخسر، فإنك تتعلم."
يُعتبر منتخب مصر سيد القارة الأفريقية عندما يتعلق الأمر بكأس الأمم. شارك في النسخة الأولى للبطولة عام 1957، وتُوج باللقب في تلك النسخة، لتبدأ بعدها سلسلة من النجاحات اللافتة.
حقق المنتخب المصري البطولة سبع مرات، وهو رقم قياسي في القارة:
1957 – السودان
1959 – مصر
1986 – مصر
1998 – بوركينا فاسو
2006 – مصر
2008 – غانا
2010 – أنغولا
الجيل الذهبي بقيادة حسن شحاتة كتب فصلاً استثنائيًا بفوزه بثلاث بطولات متتالية في 2006، 2008، و2010، وهو إنجاز لم يحققه أي منتخب أفريقي آخر.
المدرب الفرنسي كلود لوروا قال ذات مرة:
"منتخب مصر يعرف كيف يلعب عندما تكون البطولة في لحظاتها الحاسمة. الأمر ليس عن المهارة فقط، بل عن الشخصية."
رغم المشاركة المبكرة في مونديال 1934، غاب منتخب مصر عن البطولة لعقود طويلة، قبل أن يعود في نسخة 1990 بإيطاليا، بقيادة الكابتن محمود الجوهري.
ثم جاء الحدث الذي انتظره جيل كامل: التأهل إلى كأس العالم 2018 في روسيا، بعد غياب دام 28 عامًا. المباراة الفاصلة أمام الكونغو كانت درامية، وانتهت بفوز مصر 2-1، بفضل ركلة جزاء سجلها محمد صلاح في الدقيقة الأخيرة، أشعلت الملاعب والبيوت في كل أنحاء مصر.
النجم الأرجنتيني دييغو مارادونا قال:
"عندما ترى فريقًا يلعب من أجل بلاده، تشعر أن كرة القدم لا تزال بخير."
على مدار سنوات طويلة، مرّ على منتخب مصر لاعبين كبار تركوا أثرًا لا يُنسى. كل جيل كان فيه نجم، أو أكثر، يخطف الأنظار ويجعل الجماهير تنتظر كل لمسة منهم. تعالَ نرجع معًا لبعض من أهم هؤلاء الأبطال.
الكل يعرف "بيبو". واحد من أنقى وأذكى اللاعبين اللي شافهم جمهور الكرة المصري. سجل أهدافًا رائعة، وكان يلعب بعقل قبل القدم. فاز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا سنة 1983. وكان له دور كبير في بطولات مصر والنادي الأهلي.
صاحب الرقم القياسي في عدد أهدافه مع المنتخب. حسام حسن ما كان يعرف غير شيء واحد: التسجيل. سواء برأسه أو بقدمه، دائمًا خطير. لعب بحماس نادر، وكان حاضرًا في لحظات حاسمة.
ما في مشجع مصري إلا وله مكان خاص لأبو تريكة. فنان في الملعب، وأخلاقه خارج الملعب أجمل. صانع لعب من طراز نادر، سجل أهدافًا حاسمة في بطولات أفريقيا. وأكثر شيء يُحبه الناس فيه، هو تواضعه.
لعب أكثر من 180 مباراة دولية. لا يتعب، لا ييأس. كان يلعب بروح القائد دائمًا. فاز مع المنتخب بكأس الأمم الأفريقية 4 مرات، وهذا رقم استثنائي.
صلاح نجم عالمي حاليًا، لكنه بدأ من الدوري المصري. لعب في أوروبا، وتألّق مع ليفربول. سرعته، أهدافه، وأخلاقه جعلته رمزًا جديدًا للكرة المصرية. وساهم في تأهل مصر إلى كأس العالم 2018 بعد غياب طويل.
هؤلاء النجوم، وغيرهم كثير، هم جزء من قصة جميلة اسمها منتخب مصر. قال يوهان كرويف، أسطورة هولندا:
"لا تحتاج أن تكون غنيًا لتبدع في كرة القدم، فقط تحتاج إلى حب اللعبة."
منتخب مصر كان معروفًا لفترات طويلة بلعبه الدفاعي المنظم. ومع الوقت، تطور الأسلوب ليشمل تحكمًا أكبر بالكرة، وتنويعًا في الخطط، خاصة في عهد المدرب حسن شحاتة، ثم هيكتور كوبر الذي أعاد الفريق للمونديال بأسلوب دفاعي صارم.
في السنوات الأخيرة، هناك محاولات لإعادة بناء الفريق على أسس هجومية، تعتمد على السرعة والمهارات الفردية، خاصة مع وجود محمد صلاح وتريزيغيه وزيزو وغيرهم.
لماذا هذا الحب الجارف للمنتخب المصري؟ هناك أسباب كثيرة، نذكر بعضها باختصار:
المنتخب يُمثل الهوية الوطنية.
حضور جماهيري قوي في كل المباريات.
الإعلام الرياضي في مصر ضخم ويصنع النجوم.
وجود قاعدة جماهيرية ضخمة لأندية الأهلي والزمالك يزيد من التنافس.
النجاحات التاريخية تخلق ثقة مستمرة بالمنتخب.
قال الأديب نجيب محفوظ: "الانتماء الحقيقي ليس كلامًا، بل شعور لا يغيب."
المنتخب المصري يعيش اليوم مرحلة انتقالية. هناك جيل جديد يحتاج إلى وقت وثقة. ورغم التحديات، هناك مؤشرات إيجابية، منها نتائج قوية في تصفيات أمم أفريقيا، وتحسن الأداء العام.
لكن يحتاج المنتخب إلى الاستقرار الفني، والتعامل الذكي مع النجوم المحترفين في أوروبا، وتحقيق التوازن بين الخبرة والشباب.
منتخب مصر الوطني ليس مجرد فريق يلعب كرة قدم. هو مرآة لحلم الناس، ورمز للأمل، وذاكرة أجيال. إنجازاته لا تُعد، وتاريخه حافل بالمواقف التي تبقى في القلب. من أول مباراة إلى لحظات الحسم، من الخسارات القاسية إلى الانتصارات المدوية. في كل مرة يدخل فيها المنتخب إلى الملعب، هناك جمهور يتنفس الأمل، ويحلم بالبطولة القادمة. وهكذا تستمر القصة.
"كرة القدم ليست مجرد لعبة، إنها قصة تُكتب كل يوم." – أليكس فيرغسون