القاهرة: قدمت هالة السعيد، وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، الكلمة الرئيسة في فعاليات الحدث الجانبي الذي تنظمه مصر بعنوان "نحو المزيد من المدن المستدامة في مصر" وذلك في جلسة حوارية بعنوان: نحو مدن مستدامة وذلك علي هامش تمثيلها لمصر بالمنتدى السياسي رفيع المستوى المعنى بالتنمية المستدامة والمقام تحت عنوان "التحول نحو مجتمعات مستدامة ومرنة" والمنعقد في الفترة من 9 حتي 18 يوليو الجاري بمقر الأمم المتحدة بنيويورك.
وأكدت أن رؤية مصر 2030 هي النسخة الوطنية من أهداف التنمية المستدامة الأممية، وأنه من الأهمية أثناء الانتقال إلى بيئة حضرية مستدامة قياس وتقييم السياسات والبنية التحتية والعوامل الاجتماعية والاقتصادية، مما يسمح لمتخذي القرار والمسئولين عن تخطيط المدن والحكومات بشكل عام، بتحديد الفرص المتاحة من خلال وضع أهداف واقعية للاستدامة من منظور طويل الأجل.
وأوضحت أن مصر شهدت خلال العقود الماضية قفزة هائلة في النمو السكاني، وبالنظر إلى أن عدد سكاننا الحالي يبلغ حوالي 100 مليون نسمة، فإن مسألة استيعاب هذا العدد الهائل من السكان، بطريقة مستدامة أصبحت أولوية حتمية.
وأشارت وزيرة التخطيط خلال كلمتها إلى أن الوضع الحالي للمدن المصرية الكبرى صعب للغاية ويفرض مخاطر هائلة على مستقبل الأجيال القادمة، وذلك لأن هذه المدن وغيرها الكثير في مصر تفتقر إلى البنية التحتية الكافية التي تسمح لها بأن تكون مستدامة، لذا حددت الحكومة المصرية أولوياتها في الفكر التشاركي على مختلف المستويات لمعالجة المشكلات الموجودة، عن طريق بناء مجتمعات حضرية جديدة، وكذلك تطوير المجتمعات القائمة.
وفي هذا السياق أكدت "السعيد" أنه يتم حاليًا بناء عدد من المدن الجديدة موزعة جغرافيا وفقا لمعايير الاستدامة، قائلة "وهناك مثالان رئيسيان للمجتمعات العمرانية الجديدة الرئيسية قيد الإنشاء، هما مدينتا العلمين الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة، ومن المخطط أن تكون كلتا المدينتين صديقتين للبيئة وتعتمدان بشكل كبير علي مصادر الطاقة المتجددة"، مضيفة أن الدولة تستهدف زيادة الرقعة المعمورة من 15% وهى النسبة المأهولة بالسكان إلى 30%.
وفي نهاية كلمتها، أكدت أن مشاريع البنية التحتية للحكومة المصرية خاصة في الإسكان والطاقة والمياه تساعد على دعم التقدم الذي تحرزه مصر في المستقبل في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، مشيرة إلى أنه في قطاع الكهرباء زادت مصر قدرتها على إنتاج الكهرباء بما لا يقل عن 15 جيجاوات باستخدام تكنولوجيات متقدمة للغاية وفعالة.
بالإضافة الى اتخاذ الحكومة خطوات رئيسية لإصلاح الإطار التنظيمي لقطاع الكهرباء لديها، مما سمح بزيادة مشاركة القطاع الخاص، حيث نجد أنه ولأول مرة ينتج القطاع الخاص الطاقة المتجددة ويمكنه التنافس مع الحكومة للاستخدام الصناعي والسكني.
وأكد أن القطاع الخاص أصبح شريكا أساسيا في عملية التنمية وأن ريادة الأعمال ليست ثقافة رائجة في مصر، وفكرة خلق فرص عمل للنفس وللآخر ليست من الثقافات المتعارف عليها، لذا تعمل وزارة التخطيط بإقامة العديد من حاضنات الأعمال وتدريب وراد الأعمل بهدف نشر هذا الفكر.
ومن جانبه، أوضح كريم سامي سعد، رئيس مجلس إدارة شركة شرق بورسعيد للتنمية المتكاملة أن نسبة الزيادة السكانية السنوية في مصر والتى بلغت 2.6% يعد تحديا كبيرا، مضيفًا أن مصر لديها العديد من الميزات التنافسية في المجال الصناعي مستقبلًا، فعلي سبيل المثال تركز الدولة جهودها على الصناعة في محور تنمية قناة السويس، وسياحة الشواطئ في الساحل الشمالي، مؤكدا أننا في حاجة إلى مجتمعات جديدة بالفعل.
وعرض طارق حسني، مؤسس إحدى الشركات الخاصة المعنية بزراعة النباتات حول المباني وإقامة ما يُعرف بالحدائق الأفقية مجموعة من الأفكار والملفات الناجحة التى تم العمل عليها فيما يخص زراعة النباتات.
وعرضت يمني فاروق، الشريك المؤسس لإحدى شركات الطاقة الشمسية، تجربة شركتها التى تُعني بالمساهمة في بناء المدن المستدامة واقامتها بالكامل علي الطاقة الشمسية لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وتحدثت سيدة الأعمال راوية منصور، عن تجربتها الرائدة في مجال التنمية المستدامة، مؤكدة أهمية قضية المياه، مشيرة إلى خسارة دولة بوركينافاسو عشرات المليارت من الدولارات العام الماضي بسبب ندرة المياه مما أدي إلى تلف المحاصيل الزراعية، موضحة أن مصر لديها ميزة هائلة في هذا الشأن نظرا لاعتدال المناخ.
المصدر: بوابة الأهرام