عمرو العبد: مستثمرون من تركيا وباكستان والمغرب يدرسون الاستثمار في مصر الشهر المقبل

أخر تحديث 2024/09/12 03:34:00 م
عمرو العبد: مستثمرون من تركيا وباكستان والمغرب يدرسون الاستثمار في مصر الشهر المقبل

آراب فاينانس: كشف عمرو العبد، المدير الإقليمي للشرق الأوسط وأفريقيا لمؤسسة إنديفور العالمية، عن أن مصر تعد ضمن أسرع الدول نموًا قي مجال الاستثمار بـ الشركات الناشئة وريادة الأعمال مطالبًا بتخصيص نسبة 1% من أموال البنوك، وشركات التأمين للمساهمة في الاستثمار في هذا القطاع لمساعدته على النمو السريع.  

وأضاف العبد خلال مقابلة حصرية لـ آراب فاينانس أن مستثمرون من تركيا وباكستان والمغرب سيجتمعون في القاهرة الشهر المقبل لدراسة الاستثمار في مصر وتدشين مقرات لهم بها، وإلى نص الحوار: 

حدثنا في البداية عن مؤسسة إنديفور ومتى بدأت نشاطها في مصر؟

مؤسسة إنديفور، هى مؤسسة عالمية تعمل في مجال ريادة الأعمال منذ عام 1997، وبدأت نشاطها في أمريكا، ثم بدأت في التوسع بأمريكا الجنوبية في البرازيل والأرجنتين أما الآن فنحن نعمل في أكثر من 42 دولة، وبدأ نشاطنا في مصر منذ 17 عامًا، وكان أول من أسس فرع للمؤسسة في مصر رجل الأعمال نجيب ساويرس، وحسن عبد الله محافظ البنك المركزي المصري الحالي وإيليا ثروت باسيلي رئيس شركة آمون للأدوية، وهم من أوئل الأعضاء بمجلس الإدارة في مؤسسة إنديفور مصر.

ما هو الدور الرئيسي لمؤسسة إنديفور؟

الدور الرئيسي للمؤسسة، هو خلق بيئة داعمة لريادة الأعمال بالدول التي تعمل بها، وفي مصر هدفنا الرئيسي هو كيف يكون لدينا مناخ لريادة الأعمال محفز ومساعد ومشجع للشركات الناشئة ويكون للشركات في مصر قدرة على النمو السريع والتوسع.

كيف يحدث هذا النمو للشركات الناشئة في مصر من خلال إنديفور؟

نحن في مؤسسة إنديفور دائما ما نركز على الشركات في مرحلة نمو معينة، وهى المرحلة التي تكون الشركة لها وجود فعلي بالسوق، ولديها منتجاتها التي تلقى قبول لدى المستهلكين وأن الشركة تكون على استعداد للتوسع 10 أضعاف ما هو متوقع لها بقيمة إيرادات تصل إلى 100 مليون دولار سنويًا، وفي هذه الحالة نبدأ في مساعدة هذه الشركة على هذا النمو والتوسع.

لماذا تركزوا على هذا النوع من الشركات؟

نركز على هذا النوع من الشركات، لأنه يكون لديها تأثير مضاعف على مناخ ريادة الأعمال حيث يكون دائما الموظفون العاملون مع رائد الأعمال في الشركات الناجحة نموذج لإلهام شركات أخرى فعلى سبيل المثال يمكن أن يكون هؤلاء المستثمرون الناجحون بعد التخارج من شركاتهم أن يكونوا مستثمرين ملائكيين في شركات أخرى، ويمكن أن يكونوا ملهمين وقصص نجاح لشركات أخرى يمكنهم أن يسيروا على ذات الدرب والطريق، ولدينا نموذج شركة كريم بالإمارات حيث كانت شركة كريم إحدى شركات إنديفور العالمية، وبعد بيعها اكتشفنا ظهور 124 شركة أخرى من خلال موظفين في ذات الشركة، ووجدنا أن مدثر شيخة وهو مؤسس شركة كريم استثمر في نحو 90 شركة هو والمؤسسين الآخرين ومثلوا هؤلاء إلهام للمنطقة العربية بأكملها بعد تأسيس الشركة وبيعها بـ 3 مليار دولار، وهو ما خلق ثروات معرفية ومادية كبيرة في المنطقة، وهذا ما نؤمن به، وعندما تصل الشركات إلى هذه النقطة يكون تأثيرها المضاعف كبير وهو ما يساعد المجتمعات على النمو أكثر ويشجعها على التطور والتوسع.

ما هى العوامل التي تستعينوا بها لاختيار هذه الشركات للاستثمار بها ومساعدتها على النمو؟

هناك أكثر من عامل في هذا السياق منها عامل جذب الاستثمارات، وهو أحد العوامل المهمة لهذا النوع من الشركات الذي نركز عليه، وهناك شركات قد لا تكون جذبت استثمارات لكنها لديها إيرادات كبيرة، وأهم عامل هو أن يكون لدى الشركة قدرة على النمو 10 أضعاف ما هى عليه الآن خلال نحو ثلاث أو أربع سنوات حيث يجب أن تتمتع بالقدرة على النمو السريع وأن يكون لدى الشركة رغبة في التوسع داخل مصر وخارجها حيث تكون فرص النمو هنا أعلى كما ننظر أن يكون حجم هذه الشركة في الوضع الحالي تتراوح من 5 إلى 10 مليون دولار.  

كم شركة قمتم بمساعدتها على النمو والتوسع حتى الآن؟

ساعدنا نحو 80 شركة حققوا على سبيل المثال إيراد أكثر من مليار دولار. كما وفرنا 200 ألف فرصة عمل في مصر. وبلغ حجم الاستثمارات التي دخلت مصر، وتتعلق برأس مال المخاطر نحو 400 مليون دولار، و89% من هذه الأموال التي دخلت مصر من رأس المال المخاطر دخلت لشركاتنا في إنديفور.

كيف يتم مساعدة الشركات الناشئة من خلال مؤسسة إنديفور؟

نحن نساعد الشركات من خلال دخولها في البداية لمؤسسة إنديفور وبعدها يتم مساعدتهم في التعرف على كبار المستثمرين العالميين الذين يمكنهم الاستثمار معهم كما أننا في إنديفور لدينا صندوق استثمار هو صندوق "كتاليست" نستطيع من خلاله مساعدة هذه الشركات في حالة التوسع من دولة إلى دولة أخرى، وذلك عبر القيادات من رجال الأعمال بفروعنا في 42 دولة مثل تقديم الاستشارات في المجالات التي يرغبون الاستثمار بها لمواجهة الصعاب التي قد تواجهه، والتعلم من تجارب وأخطاء الآخرين، وفي النهاية شبكتنا العالمية بها حوالي 2600 شخص يتم تدريبهم في كبرى الجامعات العالمية مثل هارفارد عبر برامج مخصصة لهم.

كيف ترى أهمية الشركات الناشئة في الاقتصاد المصري؟   

الشركات الناشئة لها أهمية قصوى في أي اقتصاد حاليا فالشركات الناشئة هى التي تأتي بالابتكارات الجديدة التي تعظم من الإنتاج وتساهم في إدخال التكنولوجيات الجديدة. كما أن الشركات الناشئة جاذبة جدًا للاستثمارات سواء داخلية أو خارجية فضلا عن أنها تستطيع خلق فرص عمل ففي أمريكا على سبيل المثال سنجد أن كبرى الشركات العالمية حاليا مثل آبل ومايكروسوفت وهكذا شركة تسلا التي يرأسها إيلون ماسك كانت شركات ناشئة وهى شركات استطاعت خلق ثروات ضخمة جدا حيث أن أكبر 5 شركات في الولايات المتحدة الأمريكية قيمتهم السوقية تتجاوز 10 تريليون دولار، وهو ما يمثل أضعاف الناتج القومي لقارة أفريقيا التي يمثل دخلها من الناتج القومي الإجمالي 3 تريليون دولار لنكتشف أن القيمة السوقية لشركة مايكروسوفت مثلًا بحجم الناتج القومي الإجمالي لقارة أفريقيا بأكملها.

كيف تقيم الاستثمار في مجال التكنولوجيات الجديدة؟

العالم كله يدرك حاليًا أن النمو سيحدث في مجال التكنولوجيات الجديدة، وبالتالي الكل يفكر في كيفية مساعدة رواد الأعمال الذين سيبتكرون تكنولوجيا جديدة في النمو السريع، لأن ذلك يخلق مناخ جاذب ويشجع الكثيرين على التوسع من جانب رواد الأعمال بالشركات الناشئة.

كم حجم الاستثمارات التي استطاعت جذبها العام الماضي؟

مصر استطاعت جذب نحو 400 مليون دولار بينما كانت وصلت في عام 2022 لنحو 700 مليون دولار وهو أعلى رقم وصلت له الاستثمارات في مصر في مجال ريادة الأعمال وأرى أن مصر قادرة على جذب نحو 5 مليار دولار سنويًا.

ماذا تحتاج مصر إذن لجذب الـ 5 مليار دولار سنويًا؟

تحتاج مصر إلى توجه مجتمعي شامل لجذب هذه الاستثمارات وتهيئة مناخ أسهل للاستثمار كما نحتاج لتقليل الإجراءات البيروقراطية مع تفعيل التكنولوجيا الرقمية ويوجد خطوات مبشرة منها تشكيل لجنة حديثًا من رئيس الوزراء لتسهيل الاستثمارات في مجال الشركات الناشئة وأنا أحد أعضاء هذه اللجنة حاليًا.

ما هى أبرز التحديات التي تواجه الشركات الناشئة في مصر؟

التمويل يمثل أبرز هذه التحديات، لأن أبرز التمويلات التي تأتي لقطاع الشركات الناشئة معظمها من صناديق استثمار خارجية، وعندما يحدث أي أزمة في الاقتصاد العالمي هذه الصناديق لا تأتي إلى مصر، وهو ما يمثل مخاطر كبيرة لاستمرار الشركات الناشئة في مصر وبالتالي لابد من بناء صناديق استثمار داخلية تستثمر في الشركات الناشئة بمصر حتى يكون هناك في حالة أي خلل في الاقتصاد العالمي صناديق استثمار محلية تساند هذه الشركات لكي تنمو.

ما هى اقتراحاتك لمساعدة الشركات الناشئة على النمو؟

أقترح أن يكون هناك قرار من رئيس الوزراء يشترط أن تضع البنوك وشركات التأمين مثلا نسبة 1% من حجم الأموال التي لديها للاستثمار في صناديق رأس مال مخاطر، وهى الصناديق التي تجمع أموال من مؤسسات وأفراد للاستثمار في مجالات معينة، وهو ما أعتقد أنه سيقلب الموازين في مصر، وسيجعل قطاع الشركات الناشئة ينمو بشكل سريع.

ماذا عن الصندوق التابع لمؤسسة إنديفور مصر؟

لدينا بمؤسسة إنديفور صندوق استثمار هو صندوق "إنديفور كتاليست" وهو به حاليا 500 مليون دولار، ومجالات الاستثمار في مصر وصلت إلى 14 نوع من الاستثمارات معظمها شركات تكنولوجية مثل "باي موب" و"مزارع" و"حالًا" وتعد مصر بالنسبة لنا هى أسرع سوق للنمو في استثماراتنا، ونحن كصندوق "كتاليست" نستثمر في 37 دولة حول العالم ونستثمر في نحو 300 شركة منهم 50 شركة أصبحت شركات مليارية بمعنى أنها قيمتها السوقية تتجاوز مليار دولار، ونحن أكبر صندوق في العالم يخلق شركات مليارية خارج الولايات المتحدة الأمريكية.

لماذا تخرج الكفاءات التكتولوجية للعمل خارج مصر؟

الذين يخرجون حاليا من مصر هى الكفاءات الفنية في مجال التكنولوجيا نظرًا للطلب عليهم حول العالم نظرًا لنمو هذا القطاع بشكل كبير وسريع، وعندما حدث تعويم في مصر، وخفض للعملة مقابل العملات الأجنبية أصبح السوق الخارجي جاذب لهذه الكوادر الفنية في مصر والمنافسة حاليا بين شركات التكنولوجيا أصبح على جذب هذه الكفاءات للعمل بها، وبالنسبة لرواد الأعمال هم موجودين بشكل كبير في مصر، ومنهم من يحاول التوسع خارج مصر، وهو ما يمثل إضافة للاقتصاد القومي المصري سواء بالنسبة لسمعة الاقتصاد المصري خارجيا أو في جذب مزيد من الاستثمارات للسوق المحلي.

كيف ترى الفرص الاستثمارية في القارة الأفريقية؟

أفريقيا يصل تعداد سكانها إلى 1.5 مليار نسمة، وحجم الاستثمارات بها كان العام الماضي 2.3 مليار دولار، وقبلها بعامين كان 5 مليارات دولار، ويعود هذا التراجع إلى تراجع الاستثمارات بشكل عام عالميًا خلال العامين الماضيين، وهذه الأرقام في مجال الاستثمار في مجال التكنولوجيا تعد ضعيفة حيث يستثمر كل شخص في أفريقيا، وفق هذه المبالغ بنحو 1.5 دولار في مجال التكنولوجيا. بينما في أمريكا يصل حجم الاستثمار في التكنولوجيا لكل شخص في أمريكا لنحو 450 دولاراً لكنني متفائل، وأتوقع ارتفاع الاستثمارات في أفريقيا في هذا المجال لتصل إلى 30 مليار دولار خلال العشر سنوات المقبلة، وأتوقع نموا كبيرا في مجال الاستثمار في قطاع التكنولوجيا في القارة، ولدينا الأربعة الكبار في القارة الأفريقية في حجم الاستثمار في مجال ريادة الأعمال، وهم مصر وجنوب أفريقيا ونيجيريا وكينيا وهؤلاء يستحوذون على أكثر من 70% في الاستثمار في مجالات ريادة الأعمال.

كيف يمكن بناء قدرات الكفاءات الفنية في مصر خاصة في مجال التكنولوجيا المالية؟

لابد من الاهتمام أولًا بالتعليم سواء المدارس أو الجامعات ثم التدريب، ولابد من العمل على التكنولوجيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي، والسؤال هنا هل لدينا الكفاءات اللازمة للعمل في هذا القطاع الذي ينمو بشكل سريع، وبالتالي نحتاج خلال الفترة المقبلة تجهيز العديد من الكفاءات في هذا المجال لتغذية الشركات بهذه الكوادر والتي يستفيد منها الاقتصاد المصري سواء كانوا يعملون داخل مصر أو خارجها، والأزمة في هذا القطاع أنه متشابك بين جهات عديدة رغم أنه من الضروري أن تكون هناك جهة واحدة هى التي تنظم قطاع ريادة الأعمال في مصر.

كيف تقيم الاستثمار في قطاع التكنولوجيا المالية في مصر؟

يعد هذا القطاع من أكثر القطاعات الجاذبة للاستثمار حاليًا في مصر وسريعة النمو، وقام كل من البنك المركزي المصري، وهيئة الرقابة المالية بدعم هذا القطاع بشكل كبير لكننا نحتاج لدعمه أكثر كي يتوسع داخل وخارج مصر وهناك السعودية والإمارات لديها برامج لتنمو الشركات لديها لتصل لشركات مليارية كما لدينا نماذج مثل البرازيل التي لديها نيو بنك أو الديجيتال بنك والذي يصل حجمه لـ 40 مليار دولار وكل هذه نماذج ناجحة في مجال التكنولوجيا المالية.

أخيرًا ما هى الخطط المستقبلية لمؤسسة إنديفور مصر؟

نحن وحسب العضو المنتدب لمؤسسة إنديفور العالمية  في أخر تصريحات له خلال حوار صحفي أجراه حديثا أن أهم ثلاث أسواق سيقودوا مرحلة النمو خلال السنوات المقبلة هى مصر ونيجيريا وفيتنام، ونحن لدينا خطط توسعية كبيرة في مصر لجذب مزيد من الاستثمارات للشركات حتى تتوسع خارجيًا، وهناك برنامج نعمل عليها حاليًا لمساعدة 20 شركة مصرية لجذب مزيد من الاستثمارات، والشهر المقبل سيأتي عدد من ممثلي شركات من المغرب وباكستان وتركيا لدخول السوق المصري لافتتاح مقرات لها في مجال التكنولوجيا.

أخبار متعلقة