أهلة الصبان: الذكاء الاصطناعي أصبح محرك أساسي للاقتصاد العالمي ولم يعد رفاهية

أخر تحديث 2025/10/30 11:37:00 ص
أهلة الصبان: الذكاء الاصطناعي أصبح محرك أساسي للاقتصاد العالمي ولم يعد رفاهية

آراب فاينانس: قالت أهلة الصبان الشريك المؤسس ونائب الرئيس التنفيذي لـ شركة إيجزيتس Exits إن قطاع الذكاء الاصطناعي لم يعد رفاهية أو خيارًا مستقبليًا، بل أصبح اليوم أحد المحركات الأساسية للاقتصاد العالمي، مضيفة أن مصر بدأت بالفعل تخطو خطوات مهمة في هذا الاتجاه، سواء على مستوى الاستراتيجيات الحكومية أو المبادرات التعليمية وريادة الأعمال، لكنها ما زالت في مرحلة البناء مقارنة بالأسواق الإقليمية والعالمية.

وأضافت الصبان في حوار حصري مع "آراب فاينانس" أن هناك عدة قطاعات واعدة جدًا في مصر تشهد نموًا سريعًا وتجذب اهتمام المستثمرين، أبرزها التكنولوجيا المالية، والتعليم الرقمي، والرعاية الصحية، والطاقة المتجددة، وسلاسل الإمداد، وأن هذه القطاعات تجمع بين الاحتياج المحلي الكبير وفرص التوسع الإقليمي، كما أنها تتماشى مع توجهات الدولة نحو التحول الرقمي والاستدامة، وإلى نص الحوار:

لقد تم اختيارك ضمن أقوى 100 سيدة بالشرق الأوسط في  قائمة فوربس.. كيف ترين هذا الاختيار وكيف ترين دور سيدات الأعمال في قطاع المال والأعمال في مصر؟

أعتز كثيرًا بهذا الاختيار، ليس فقط كإنجاز شخصي، بل كدليل على أن المرأة العربية أصبحت اليوم شريكًا أساسيًا في بناء الاقتصاد وصناعة القرار في مختلف القطاعات، وعلى رأسها قطاع الاستثمار وريادة الأعمال.

أما في مصر، فأنا أرى أن دور سيدات الأعمال في قطاع المال والأعمال يتطور بشكل لافت. هناك اليوم نماذج ملهمة لنساء يقُدن شركات استثمارية، صناديق رأس مال جريء، ومؤسسات مالية بمستويات تنافس العالمية.

المرأة المصرية بطبيعتها قيادية، تمتلك رؤية وشجاعة في اتخاذ القرار، ومع زيادة الفرص الداعمة من الدولة ومنظومات الاستثمار الجديدة، أصبحنا نرى حضورًا أقوى وأكثر تأثيرًا للمرأة في صياغة مستقبل الاقتصاد.

ومن وجهة نظري، فإن تمكين المرأة في هذا القطاع لا يقتصر على المشاركة فقط، بل على إتاحة الأدوات التي تساعدها على خلق فرص جديدة وتوسيع نطاق تأثيرها سواء عبر التعليم المالي، أو الوصول إلى شبكات الاستثمار، أو دعمها في قيادة مبادرات التغيير الاقتصادي.

 ما هى التحديات التي ترين أنها تواجه الشركات الناشئة في مصر؟

أولًا، الجاهزية الاستثمارية. كثير من الشركات لديها فكرة قوية وفريق جيد، لكنها لا تمتلك الهيكل المالي أو الإداري المناسب لجذب المستثمرين أو إدارة التمويل بشكل فعال.

ثانيًا، صعوبة الوصول إلى رأس المال المناسب، فعلى الرغم من تطور منظومة الاستثمار في مصر والمنطقة، إلا أن الفجوة لا تزال موجودة بين المستثمرين والشركات في مراحلها الأولى أو تلك التي تمر بمرحلة إعادة الهيكلة. نحن في Exits MENA  نعمل على سد هذه الفجوة من خلال خدماتنا الاستشارية التي تربط الطرفين في بيئة أكثر شفافية وكفاءة.

في النهاية، أؤمن أن ما يميز السوق المصري هو روح الإصرار والابتكار لدى رواد الأعمال، ومع وجود منظومة داعمة ومبادرات تعليمية واستثمارية فعّالة، يمكن تحويل هذه التحديات إلى فرص حقيقية تضع الشركات المصرية في موقع ريادي داخل المنطقة.

كيف ترين الفرص المتاحة حاليًا أمام الشركات الناشئة؟

في مصر والمنطقة، هناك قطاعات تشهد نموًا متسارعًا وتوفر فرصًا كبيرة، مثل التكنولوجيا المالية، التعليم الرقمي، الصحة، الطاقة المتجددة، وسلاسل الإمداد. هذه القطاعات لا تعتمد فقط على الابتكار التقني، بل على حل مشكلات حقيقية تمس حياة الناس والاقتصاد المحلي، وهو ما يجعلها أكثر جذبًا للاستثمار.

كذلك، مع زيادة المبادرات الحكومية وبرامج دعم رواد الأعمال في مصر ودول الخليج، أصبح هناك بيئة أكثر دعمًا وتمكينًا للشركات الناشئة، سواء عبر الحاضنات، أو التمويلات المبكرة، أو برامج التطوير والاستعداد للاستثمار مثل برنامج "نقلة"  الذي نقدمه في Exits MENA، والذي يهيئ الشركات لتكون جاهزة للاستفادة من هذه الفرص.

وفي النهاية، أرى أن المستقبل يحمل فرصًا ضخمة لكل من يفكر بشكل إقليمي وليس محلي فقط، لأن السوق العربية اليوم أصبحت أكثر ترابطًا من أي وقت مضى، والشركات التي تبني نفسها على رؤية توسعية واحترافية في الإدارة قادرة على النمو والتنافس على مستوى المنطقة بالكامل.

مع النمو في الاستثمار في مجالات الذكاء الاصطناعي.. ما هو تقييمك لهذا القطاع في مصر وتطوره وأين نقف تحديدًا في هذا القطاع مقارنة بالمستوى الإقليمي والعالمي؟

قطاع الذكاء الاصطناعي لم يعد رفاهية أو خيارًا مستقبليًا، بل أصبح اليوم أحد المحركات الأساسية للاقتصاد العالمي. ومصر بدأت بالفعل تخطو خطوات مهمة في هذا الاتجاه، سواء على مستوى الاستراتيجيات الحكومية أو المبادرات التعليمية وريادة الأعمال، لكنها ما زالت في مرحلة البناء مقارنة بالأسواق الإقليمية والعالمية.

نحن نرى في إجزيتس مينا Exits MENA أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة ضخمة للشركات المصرية، ليس فقط في تطوير منتجات جديدة، ولكن في تحسين كفاءة العمليات، وتحليل البيانات، واتخاذ قرارات أكثر دقة.

ومع ظهور جيل جديد من الشركات الناشئة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل التكنولوجيا المالية، والرعاية الصحية، والتعليم، والزراعة الذكية، أصبح من الواضح أن مصر تمتلك المقومات البشرية والعلمية لبناء قطاع واعد في هذا المجال.

أما على المستوى الإقليمي، فالمنافسة قوية، خاصة مع التقدم الكبير في أسواق مثل السعودية والإمارات التي وضعت استراتيجيات وطنية للذكاء الاصطناعي، واستثمرت بشكل مكثف في البنية التحتية والتقنيات.

لكن أرى أن مصر تمتلك ميزة تنافسية فريدة تتمثل في رأس المال البشري فلدينا جيل شاب مبدع، يمتلك مهارات عالية في البرمجة والتحليل والبحث، وإذا تم الاستثمار فيه بالشكل الصحيح، يمكن لمصر أن تكون مركزًا إقليميًا للذكاء الاصطناعي في السنوات القادمة.

يواجه بعض رواد الأعمال عقبات أثناء تأسيسهم للشركات الناشئة.. ما هى أهم هذه العقبات وكيف يمكن تفاديها؟

أهم العقبات التي تواجه رواد الأعمال اليوم هي قلة التخطيط المالي والإداري في المراحل الأولى، والاندفاع نحو التنفيذ قبل بناء الأساس الصحيح.

كثيرون يملكون أفكارًا ممتازة، لكن يفتقرون إلى فهم السوق، وتحديد نموذج عمل واضح، أو إعداد خطة مالية تجذب المستثمرين.

لتفادي ذلك، يجب على المؤسسين أن يستثمروا في التعلم وبناء الجاهزية قبل البحث عن التمويل وهذا هو ما نعمل عليه في برنامج "نقلة" في Exits MENA ، حيث نساعد الشركات على التحول من فكرة إلى نموذج استثماري قوي وجاهز للنمو.

ما هى أهم القطاعات الاستثمارية الواعدة في مصر حاليًا؟

هناك عدة قطاعات واعدة جدًا في مصر تشهد نموًا سريعًا وتجذب اهتمام المستثمرين، أبرزها التكنولوجيا المالية، والتعليم الرقمي، والرعاية الصحية، والطاقة المتجددة، وسلاسل الإمداد.

هذه القطاعات تجمع بين الاحتياج المحلي الكبير وفرص التوسع الإقليمي، كما أنها تتماشى مع توجهات الدولة نحو التحول الرقمي والاستدامة.

الشركات التي تقدم حلولًا عملية في هذه المجالات تمتلك اليوم فرصة حقيقية للنمو وجذب الاستثمارات، خاصة إذا كانت جاهزة استثماريًا وتدار برؤية طويلة المدى.

ما تقييمك لمجال التحول الرقمي للشركات حاليا وما هى التحديات التي تواجه الشركات في هذا الأمر؟

التحول الرقمي لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة استراتيجية لكل شركة تريد الاستمرار في السوق.

نشهد تقدمًا واضحًا في مصر والمنطقة، خاصة مع الدعم الحكومي وتزايد الوعي لدى الشركات. الشركات التي تنجح في هذا التحول هي التي تدرك أنه استثمار طويل الأمد يعزز الكفاءة ويزيد من فرص النمو.

حدثينا عن شركة إجزيتس MENA وفكرة تأسيسها وخدماتها وخططها خلال الفترة المقبلة

تقدم Exits MENA، من خلال ذراعها الاستشاري Exits Advisory، مجموعة من الخدمات المالية والاستراتيجية تشمل الدمج والاستحواذ، وهيكلة الصفقات، بهدف تمكين الشركات من النمو ورفع جاهزيتها للاستثمار والاستدامة طويلة الأمد.

تأسست Exits MENA برؤية واضحة تهدف إلى سد الفجوة بين رواد الأعمال والمستثمرين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتحديدًا في المراحل التي تحتاج فيها الشركات إلى التوسع أو الحصول على استثمار جديد أو صفقة استحواذ واندماج. ومنذ انطلاقها، ركزت الشركة على بناء منظومة استشارية متكاملة تغطي جميع مراحل الصفقة من هيكلة رأس المال والتقييم المالي إلى الإغلاق والتخارج، مما ساهم في رفع كفاءة السوق وتعزيز جاهزية الشركات للاستثمار.

وخلال السنوات السابقة، حققت Exits MENA إنجازات بارزة تمثلت في إغلاق 15 صفقة والعمل مع أكثر من 40 شركة بإجمالي تقييم يتجاوز 180 مليون دولار عبر 16 قطاعًا مختلفًا. كما نفذت الشركة 45 مشروعًا استشاريًا وأقامت أكثر من 50 شراكة استراتيجية على مستوى المنطقة.

على الصعيد المعرفي، أطلقت الشركة برنامج "نقلة" للاستعداد للاستثمار، وبرنامج "اليفيت لاب" ElevateLab بالتعاون مع Enactus Egypt، إلى جانب تنظيم الحدث السنوي "إكس ماتش" Xmatch Demo Day الذي يجمع الشركات والمستثمرين تحت شعار "حيث تلتقي الشركات برأس المال".

وفي المرحلة المقبلة، تخطط Exits MENA إلى التوسع في المملكة العربية السعودية ودول الخليج لما تشهده من فرص استثمار واعدة ونمو متسارع في مختلف القطاعات، بهدف تعزيز موقعها كمحرك رئيسي لصفقات الاستثمار والدمج والاستحواذ في المنطقة، والمساهمة في بناء منظومة استثمارية أكثر تكاملاً واستدامة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

في النهاية ما هى النصائح التي تقدميها لرواد الأعمال المقبلين على تأسيس شركات ناشئة جديدة أو مشروعات صغيرة أو متوسطة بشكل عام؟

أنصح كل رائد أعمال أن يبدأ بالفهم قبل التنفيذ افهم السوق، المنافسين، والجمهور المستهدف جيدًا قبل أن تطلق مشروعك.

ابنِ فريقًا يؤمن برؤيتك، ولا تتعجل في البحث عن الاستثمار قبل أن تكون جاهزًا له.

ركز على الاستدامة وليس السرعة، لأن النجاح الحقيقي هو في بناء مشروع يعيش ويتطور، لا مجرد إطلاق فكرة.

وأخيرًا، لا تتردد في طلب المشورة والتعلم من التجارب السابقة فكل شركة ناجحة بدأت بخطوة واعية، وهذه هي الخطوة التي نحاول دعمها دائمًا في إجزيتس Exits  من خلال برامجنا وخدماتنا التي تُمكّن رواد الأعمال من النمو بثقة واستعداد.

اخبار مشابهة