آراب فاينانس: ناقشت جلسات المنتدى الاقتصادي المصري الفرنسي، المنعقدة بالقاهرة على هامش زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر عدة قضايا اقتصادية حيوية أبرزها الذكاء الاصطناعي والهيدروجين الأخضر والاستثمار في الرعاية الصحية وصناعة الأدوية.
ترسيخ التعاون الاقتصادي بين مصر وفرنسا
ومن جانبه قال أيمن عزت، رئيس مجلس الأعمال المصري الفرنسي، إن المنتدى يمثل فرصة مهمة لترسيخ التعاون الاقتصادي بين مصر وفرنسا في ظل مناخ استثماري ملائم، وجهود إصلاحية متواصلة مشيرا الى ان أن "هناك إصلاحات اقتصادية وسياسات جديدة وضعت أولوية لمشاركة القطاع الخاص في التنمية، وأثمرت عن شراكات ناجحة مع الحكومة، أبرزها استثمارات تتجاوز مليار دولار في قطاعات التعليم، والنقل، والبنية التحتية.
وتابع عزت: أن هذه المناسبة تمثل فصلًا جديدًا في العلاقات المصرية الفرنسية، بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. حيث نسعى لتعزيز الاستثمارات والشراكات القائمة على الابتكار والمعرفة، وبناء جسور بين الشعوب والشركات، بما يدعم مستقبلًا مزدهرًا للطرفين.
وقال رجل الأعمال أحمد السويدي رئيس شركة السويدي إلكتريك إن شركة السويدي تعمل في نحو 50 دولة ولدى الشركة حوالي 20 ألف موظف منوهًا بأن الشركة تستثمر في مجال التعليم وتنمية الموارد البشرية مشيرًا إلى أن مصر لديها الكثير من المزايا التنافسية منها انخفاض تكاليف الطاقة والقوى البشرية المدربة كما أن مصر لديها ميزة تنافسية أكبر بعد فرض 10% فقط من التعريفات الجمركية الأمريكية الجديدة خاصة أن هناك دول أخرى فرض عليهم تعريفات جمركية أكبر من ذلك بكثير.
وبدوره قال ديدييه بولون، الرئيس التنفيذي للعمليات بوزارة التجارة الخارجية الفرنسية، إن المنتدى الاقتصادي المصري الفرنسي يشكل منصة مهمة لدعم توسع الشركات في السوقين المصري والفرنسي.
فرنسا تعد أكبر مستثمر أوروبي في مصر
وأضاف أن فرنسا ملتزمة بدعم الاقتصاد المصري، وتُعد أكبر مستثمر أوروبي في القاهرة، حيث بلغت استثماراتها 7 مليارات دولار.
وأوضح أن الشركات الفرنسية العاملة في مصر تعمل في مختلف القطاعات، وتسعى للتوسع ليس فقط في السوق المحلي، ولكن أيضًا في الأسواق الأفريقية والشرق أوسطية.
ومن جانبه أكد الدكتور وليد جمال الدين رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس على أهمية مبادرات الحكومة المصرية في دعم تطوير مشروعات الطاقة الخضراء، خاصة في منطقة قناة السويس، حيث تسعى مصر إلى أن تكون مركزًا إقليميًا لتصدير الوقود الأخضر، سواء عبر السفن، أو من خلال خطوط الأنابيب إلى أوروبا.
مشروع جديد في مصر لإنتاج الزجاج المستخدم في الألواح الشمسية
وكشف وليد جمال الدين عن أن مصر مع نهاية العام الحالي سيكون لديها شراكة مع بعض المستثمرين لإنتاج الزجاج المستخدم في تصنيع الألواح الشمسية المستخدمة في إنتاج الطاقة المتجددة.
وأوضح جمال الدين أن مصر تخطط لتصدير 72 ألف طن من الأمونيا الخضراء لأوروبا بحلول 2027، منوهًا بأن مصر تلعب دور محوري في الطاقة المتجددة، وتعمل على خطة أكبر كما توفر مصر مزيد من الحوافز للمستثمرين، وهى حوافز تتعلق بتكلفة الأرض، والإعفاءات الضريبية كما نسعى للعمل مع نظرائنا في أوروبا.
بينما أكد سيباستيان رييز، الرئيس التنفيذي لشركة شنايدر إليكتريك لشمال شرق أفريقيا أهمية العمل على تطوير مشروعات الطاقة الخضراء في مصر، مشيرًا إلى أن تحقيق الكفاءة في هذا المجال يتطلب التركيز على أربعة أبعاد رئيسية تشمل تصميم المشروع، وبناءه، وتشغيله، وصيانته.
وأضاف أن التقنيات الرقمية، مثل "الأشجار الرقمية" والذكاء الاصطناعي، تلعب دورًا محوريًا في تصميم وتشغيل محطات الهيدروجين الأخضر بكفاءة عالية، مع إمكانية الاستفادة منها في التوسعات المستقبلية والصيانة عن بُعد.
كما أشار إلى أهمية إدارة مصادر الطاقة المتجددة بشكل ذكي، باستخدام البرمجيات الحديثة لتحديد المصدر الأنسب للطاقة في كل لحظة، سواء كان طاقة شمسية، أو طاقة رياح، أو من خلال التخزين، مما يعزز كفاءة التشغيل، ويخلق فرصًا إضافية لتوليد العوائد من الطاقة الفائضة عبر توجيهها إلى الشبكة.
مصر سوق جاذبة للاستثمار في الطاقة المتجددة
وفي ذات السياق، شددت ماريا أستيد دي مونتماران، الرئيس التنفيذي لشركة إي دي للطاقة المتجددة في مصر ونائبة الرئيس الإقليمي لشرق أفريقيا، على أهمية الموقع الاستراتيجي لمصر كمحور للطاقة النظيفة، مشيرة إلى أن مصر تعد من الأسواق التنافسية الجاذبة للاستثمار في مجال الطاقة المتجددة، كما أنها تسير بخطى متسارعة نحو التحول في مجال الطاقة الخضراء.
التعاون بين مصر وفرنسا في مجال الرعاية الصحية وصناعة الأدوية
وحول التعاون بين مصر وفرنسا في في مجال صناعة الأدوية والرعاية الصحية أكد الدكتور حسام عبد الغفار، مساعد وزير الصحة والسكان للتطوير المؤسسي علي أهمية زيادة عدد الأسرة بالمستشفيات خلال السنوات القادمة مشيرا إلى أن مصر تحتاج إلى ما يقرب من 171 ألف سرير إضافي لمواكبة النمو السكاني، وتحقق أهداف رؤية 2030 حيث يعد هذا التوسع جزءاً أساسياً من استراتيجية الدولة لتطوير القطاع الصحي، ويهدف إلى توفير خدمات صحية متكاملة بجودة عالية لكل المواطنين.
وأشاد بالتعاون الجاري مع القطاع الخاص في هذا الملف الحيوي مشيرا إلى أن الشراكات تُعد أحد الحلول المستدامة لتسريع عملية التوسع وتحسين إدارة المستشفيات.
ومن جانبه أشاد الدكتور عمر عبد القادر، الرئيس التنفيذي لمجموعة اليفيت للمستشفيات، بالتعاون المثمر مع عدد من الشركات الدولية العاملة في مجال الرعاية الصحية موضحا أن هذا التعاون ساهم في نقل خبرات عالمية دعمت مشروعات الشركة بشكل كبير.
وأكد أن الشركة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤية شاملة لتطوير القطاع الصحي في مصر، وتعمل بتنسيق كامل مع الحكومة المصرية من أجل تنفيذ مشروعات استراتيجية مشيرا إلى أن هذا التعاون يعكس التزام الشركة بالمساهمة الفعالة في دعم البنية التحتية الصحية.
ولفت عبد القادر إلى أن 70% من استثمارات الشركة تُخصص حاليًا لتوفير الأراضي وبناء المستشفيات في مواقع مختارة بعناية مشيرا إلى أن هذه الخطوة تمثل حجر الأساس في خطة الشركة المستقبلية للتوسع حيث شدد على أهمية تعزيز الشراكات لضمان تحقيق أفضل المعايير في الرعاية الصحية.
وبدورها أعربت كريستيلي ساجبيني، رئيس المنطقة الدولية بشركة سانوفي لصناعة الأدوية ، عن اعتزازها بتاريخ الشركة الممتد في مصر منذ أكثر من 60 عامًا مشيرة إلى أن الشركة قدمت خلال هذه السنوات العديد من التطعيمات والأمصال التي ساهمت في تحسين الصحة العامة.
وأكدت ساجبيني، أن مصر تعد شريكاً أساسياً في مسيرة الشركة بالمنطقة مشيرة إلى أن 73% من منتجات سانوفي يتم تصنيعها محليًا في مصر، مما يعكس ثقة الشركة في الكفاءة التصنيعية المصرية.
وأوضحت أن هذا التوجه يعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي لصناعة الدواء موضحة أن البيئة الاستثمارية في مصر أصبحت أكثر جذبًا بفضل السياسات الداعمة للقطاع الصحي.
ولفتت ساجبينى إلى أهمية رؤية مصر 2030 التي تُعد خطوة استراتيجية نحو تطوير منظومة الرعاية الصحية مشيرة إلى أن مصر تمثل بوابة محورية نحو السوق الإفريقية، ما يمنحها ميزة تنافسية قوية حيث شددت على التزام شركة سانوفي بدعم الجهود الوطنية لتحقيق نظام صحي مستدام وشامل.
ومن جهته أعرب الدكتور مايكل يوسف، المدير القطري لشركة وان هيلث، عن تقديره للشراكة المتنامية بين وزارة الصحة وشركات التأمين الصحي العالمية مشيرا إلى أن هذه الشراكة تعد خطوة استراتيجية تضمن تحسين جودة الرعاية الصحية وتوسيع نطاق الخدمات المقدمة للمواطنين.
وأشاد يوسف بالدور الحيوي الذي تلعبه شركات التأمين في خلق مناخ صحي آمن ومتطور يخدم المستفيدين، ويعزز كفاءة المنظومة الطبية لافتا إلى أهمية التكامل بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص لتحقيق رؤية صحية مستدامة وشاملة.
وأضاف أن وجود شركات تأمين عالمية مثل وان هيلث يمثل عنصرًا داعمًا لتطوير الخدمة الطبية، وضمان استمراريتها بجودة عالية مشيدا بجهود وزارة الصحة في بناء بيئة تشاركية تسهم في تعزيز الثقة في النظام الصحي.
وأعربت أجنس ديفوا ، مديرة الشؤون العامة العالمية بشركة سرفييه، عن فخرها بتواجد الشركة في مصر منذ أكثر من 60 عامًا موضحة أن مصر تُعد خامس أهم دولة في عمليات الشركة، وتحتضن أحد مصانع سرفييه التي تعمل في السوق المصري منذ 15 عامًا.
وأشارت أن الشركة تعمل في أكثر من 150 دولة ولديها 70 مصنعا، مما يجعلها شريكًا موثوقًا في مجال الرعاية الصحية عالميًا.
كما أكّدت أن شركة سرفييه هي مؤسسة غير هادفة للربح، تركز على العلوم والابتكار في خدمة المرضى مباشرة دون وسطاء مشيرة إلى أن الرؤية التي تتبناها الشركة تدفعها للعمل من أجل تحسين جودة حياة المرضى في مختلف التخصصات.
وأوضحت ديفوا أن الشركة تعتمد على البحث والتطوير المستمر لتقديم حلول علاجية فعّالة ومستدامة مشيدة بالدور المحوري الذي تلعبه مصر في استراتيجية سرفييه، خاصة في مجالات علاج أمراض القلب والغدد الصماء.