أسعار الليمون تواصل الارتفاع بالأسواق.. خبراء يوضحون الأسباب

أخر تحديث 2025/04/30 03:45:00 م
أسعار الليمون تواصل الارتفاع بالأسواق.. خبراء يوضحون الأسباب

آراب فاينانس: شهدت أسعار الليمون مؤخرا ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار بالأسواق المصرية، حيث يتجاوز سعر كيلو الليمون في الأسواق حاليًا 120 جنيهًا للكيلو بعد أن كان وصل لنحو 180 جنيها للكيلو خلال الأيام الماضية.

 وأرجع خبراء، وباحثون في الاقتصاد الزراعي، ارتفاع أسعار الليمون في مصر لعدة أسباب أهمها تصدير المحصول دون مراعاة احتياجات السوق المحلية، فضلا عن عوامل أخرى تتعلق بالتغيرات المناخية، وارتفاع تكاليف الإنتاج الزراعي.

أسباب ارتفاع أسعار الليمون

من جانبه قال حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب الفلاحين المصريين، في تصريحات حصرية لـ آراب فاينانس إن الليمون يعد من الموالح التي اعتاد المصريون على تناولها لأغراض مختلفة خاصة في فصل الشتاء مع موجات البرد لتقوية مناعة الجسم مع تخزينه في بعض الشهور مثل شهر رمضان لاستخدامه كعصير مرطب مع الإفطار فضلا عن أن البعض يقوم بتخزينه لأغراض المخللات.

وأضاف أبو صدام أن مصر تزرع نحو 40 ألف فدان من الأراضي الزراعية ليمون لافتًا إلى أن ارتفاع سعر الليمون يرجع إلى ضعف إنتاجية المحصول الناتج عن عدم وجود أصناف مميزة منه في مصر، وهو ما يتطلب جهود بحثية لزيادة إنتاجية المحصول، وتحسين السلالات الإنتاجية من جانب الباحثين بمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة، فضلا عن التغيرات المناخية التي أثرت على إنتاجية المحصول.

سبب مهم آخر يؤكد عليه أبو صدام لارتفاع سعر الليمون في مصر، وهو العشوائية في تصدير محصول الليمون دون مراعاة الاحتياجات المحلية، حيث إنه عندما يتم فتح باب التصدير يتم التصدير بكميات كبيرة بعيدًا عن التخطيط، ودراسة احتياجات السوق المصري، لافتًا إلى أن بعض التجار يتحكمون في السوق نتيجة شراء كبار التجار معظم المحصول وتصديره للخارج.

وطالب أبو صدام، بدعم المزارعين إرشاديا من خلال إدارة الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة مع تطوير الأصناف الزراعية وتشجيعهم على زراعتها، لافتًا إلى أن شجرة الليمون تحتاج 3 سنوات للبدء في حصاد أول محصول منها بينما تستغرق دور المحصول 9 شهور، وهناك بعض الأساليب الخاطئة التي يستخدمها بعض المزارعين مثل تعطيش المحصول من المياه، وعدم الري لمدة شهر، وهو أسلوب يستهدف تسريع عملية الإنتاج الزراعي من محصول الليمون، بينما له آثار سيئة على عمر الشجرة حيث يؤدي هذا الأسلوب إلى قصر عمر أشجار الليمون.

التغيرات المناخية أدت لشح المعروض من الليمون

من جانبها قالت الدكتورة سهام مروان، أستاذة الاقتصاد الزراعي بجامعة عين شمس، إن أبرز عوامل ارتفاع سعر الليمون في مصر، يرجع إلى ارتفاع تكاليف عناصر الإنتاج من عمالة وأسمدة وغيرها من العوامل، وكذلك التغيرات المناخية التي أثرت علي إنتاجية معظم المحاصيل الزراعية في مصر.

وأوضحت مروان، أن التغيرات المناخية أدت إلى خسائر عديدة للمزارعين منها نقص إنتاجية المحصول إلى النصف هذا العام، والعام الماضي مما أدى إلى شح المعروض من الليمون، ومن ثم ارتفاع سعره بالأسواق.

وأكدت مروان، أن الليمون المصري الحمضي يتميز بنكهة مميزة عن ليمون الأضاليا المنتشر حاليًا بالأسواق، وأقل سعرًا منه، والذي لا يحبذه الكثير من المصريين فضلا عن أن الليمون المصري عليه طلب سواء في السوق الأوروبية أو الأسواق العربية مما أدى إلى تصدير كميات كبيرة منه للخارج ونقصه محليًا.

بينما تشير الدكتورة نجوى قطب، أستاذ الاقتصاد الزراعي بالمعمل المركزي للمناخ الزراعي التابع لوزارة الزراعة، إلى أنه ونتيجة لارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الخريف أثرت على إنتاج أشجار الليمون، مما أدى لقلة المعروض، وبالتالى ارتفاع السعر مع زيادة الطلب على شراء الليمون.

وكشفت قطب، عن أن "مرض التصبغ" المنتشر حاليًا في بعض أشجار الليمون المصرية أدى إلى قلة الإنتاج، لافتة إلى أن موعد تزهير أشجار الليمون يكون خلال شهر مارس وإبريل لإنتاج المحصول الأساسي  لشهر أغسطس، مما يستدعى الانخفاض فى الأسعار تدريجيا لإنتاج موسم جديد خلال الفترة المقبلة.

تقليع أشجار الليمون بعد انخفاض الأسعار

وأوضحت قطب، أن بعض المنتجين الزراعيين لمحصول الليمون قاموا بتقليع شجر الليمون، كما أن هناك عددًا كبيرًا من المزارعين امتنع عن زراعة الليمون خلال الفترة الأخيرة بسبب انخفاض أسعاره العام الماضي، وخسارة المزراعين مما أدى إلى قلة المساحات المزروعة من الليمون هذا الموسم، وهو ما أثر على الإنتاجية، وقله المعروض في السوق مما أدى إلى ارتفاع الأسعار. كما أن التغيرات المناخية لها دور في ارتفاع الأسعار نظرًا لارتفاع درجات الحرارة خلال الخريف مما أثرت على إنتاج وتزهير أشجار الليمون، وأدى كذلك  لقلة المعروض.

وأكدت قطب، أن من الأسباب الأخرى لارتفاع سعر الليمون زيادة حجم الصادرات للخارج رغم قلة الإنتاج نتيجة إصابة الأشجار في الصيف الماضي، وسوف نلاحظ أن الارتفاع فى الأسعار سوف يستمر حتى شهر يوليو المقبل لحين إنتاج المحصول الأساسى لشهر اغسطس.

ووفق تقرير رسمي لوزارة الزراعة المصرية حصل "آراب فاينانس" على نسخة منه فإن الليمون الحمضي يعتبر من أهم أصناف الموالح المصرية التصديرية حيث يحتل المرتبة التصديرية الثانية بعد البرتقال، وقد بلغت كمية صادرات محصول الليمون الحمضي 55.4 ألف طن بقيمة بلغت حوالي 247.5 مليون دولار خلال عام 2022.  

وتعتبر كل من السعودية وروسيا والإمارات والصين أهم الدول المستوردة لمحصول الليمون الحمضي المصري بنحو 65.6% من حجم الصادرات المصرية عام 2023.

وحسب الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء فقد نمت قيمة صادرات مصر من الليمون الحمضي خلال أول 9 شهور من عام 2024 نحو 49.875 مليون دولار مقابل 36.109 مليون دولار بنمو 38.1%.

أخبار متعلقة