السفيرة بولي إيوانو سفيرة قبرص بالقاهرة: الفرصة متاحة الآن لتنفيذ اتفاق الغاز الطبيعي مع مصر

أخر تحديث 2025/10/06 12:12:00 م
السفيرة بولي إيوانو سفيرة قبرص بالقاهرة: الفرصة متاحة الآن لتنفيذ اتفاق الغاز الطبيعي مع مصر

آراب فاينانس: قالت السفيرة بولي إيوانو، سفيرة جمهورية قبرص بالقاهرة، إن الفرصة متاحة الآن للبدء في تنفيذ اتفاق الغاز الطبيعي مع مصر، لافتة إلى أن التعاون مع مصر في مجال اكتشافات الغاز الطبيعي سيفتح آفاق جديدة للمزيد من التعاون في مجالات أخرى بين مصر وقبرص.

وأضافت إيوانو في مقابلة حصرية لـ "آراب فاينانس" أن حجم التبادل التجاري بين مصر وقبرص زاد مؤخرًا بنسبة 130%.

وكشفت السفيرة القبرصية بالقاهرة عن أنه جاري حاليًا البدء في إجراءات تأسيس جمعية رجال الأعمال القبرصية المصرية، والتي سيكون لها دور في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين واكتشاف مزيد من الفرص الاقتصادية، وإلى نص الحوار:

في البداية نهنئكم بـ العيد الخامس والستين لاستقلال قبرص، والموافق الأول من أكتوبر وأود هنا أن أسال ما هى طبيعة العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين مصر وقبرص؟

في البداية هذا العام نحتفل بالعيد الخامس والستين لاستقلال قبرص، وفي ذات الوقت نحتفل بـ 65 عامًا من إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وقبرص، وتعد العلاقات التاريخية بين البلدين علاقات قوية وممتازة يسودها التفاهم والاحترام المتبادل طوال تاريخهما، وذلك بفضل الموقع الجغرافي المتميز للبلدين، وهناك تعاون بين البلدين بحيث لا يُتخذ قرار من جانب الدولتين يؤثر على الآخر، ودائمًا هناك سمات مشتركة بين مصر وقبرص من حيث احترام القانون الدولي، ونحن نسعى دائمًا للمزيد من تقوية العلاقات بين البلدين.

ما هو حجم التبادل التجاري بين البلدين؟

يعد المجال الاقتصادي، هو أحد المجالات التي تركز عليها قبرص في التعاون مع مصر، والمجال الاقتصادي من المجالات التي تحتاج المزيد من التركيز والتعاون لتطويرها، ونحن سعداء لزيادة حجم التبادل التجاري بين مصر وقبرص، حيث زاد حجم التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 130%، ورغم ذلك نحن نرى أن الأمر يتطلب المزيد في هذا المجال، نتيجة طبيعة العلاقة القوية بين البلدين. ونحن نبحث في بعض المجالات الجديدة للتوسع والتعاون في زيادة حجم التبادل التجاري بين مصر وقبرص.

ما طبيعة هذه المجالات الجديدة التي تبحثوها حاليًا لزيادة التبادل التجاري بين مصر وقبرص؟

هذه المجالات يبحثها رجال الأعمال بين البلدين، ونحن كدول وحكومات نعمل على دعم، ومساعدة هؤلاء ليكون هناك حوار بينهما، وتقارب يساهم في توطيد العلاقات الاقتصادية بين المسئولين، ورجال الأعمال في البلدين بحيث يتم اكتشاف مزيد من المجالات التي يمكن أن يكون بها فرص للتعاون.

ونحن كدول وحكومات نضع الإطار السياسي والقانوني للعلاقات الاقتصادية والتجارية، وبالطبع وعبر مزيد من الاجتماعات بين الطرفين رجال الأعمال والمسئولين نتوصل، لاكتشاف مزيد من الفرص الاقتصادية التي يمكن أن تكون محل للتعاون بين البلدين.

وفي مجال الخدمات هناك فرص كبيرة للتعاون مثل مجالات السياحة، والخدمات المالية، والنقل واللوجيستيات، وانتم كصحيفة اقتصادية لها جمهور من رجال الأعمال نتوجه بعرض مزيد من الفرص التي تقدمها قبرص، بصفتها دولة أوروبية، مثل تأسيس الشركات، والعديد من الخدمات المالية، ومن خلال خدمة تأسيس الشركات في قبرص يمكن التوسع التجاري في كافة دول الاتحاد الأوروبي.

في شهر فبراير الماضي وقعت كل من مصر، وقبرص اتفاقيتين لبدء تنمية الاكتشافات القبرصية للغاز الطبيعي.. ما رأيك في أهمية هاتين الاتفاقيتين ونتائجهما حتى الآن؟

نحن نبحث عن فرصة للبدء في تنفيذ هذا الاتفاق بين البلدين لتطوير حقول الغاز الطبيعي والاستثمار بها من خلال الخبرات المصرية، لكن كان هناك في السابق تأخير يحدث لأسباب خارجة عن إرادة الدولتين، وعلى سبيل المثال حقل أفروديت للغاز الطبيعي المكتشف منذ سنوات طويلة، هناك عقبات تحدث به تتعلق بالشركات المنفذة وغيرها من العوامل الأخرى التي حالت دون تنفيذ الاتفاق، والاستثمار في هذه الحقول، لكن الاتفاق الأخير مع مصر ساهم في إعطاء فرصة للإسراع في استثمار هذه الحقول والتقدم فيها، والفرصة متاحة الآن للاستثمار في حقول الغاز الطبيعي القبرصية من خلال مصر، ولا توجد أي عقبات حاليًا في هذا المجال بين البلدين.

كما نرى أن التعاون الاقتصادي في مجال الغاز الطبيعي مفيد للبلدين ويخدم مصالحهما، وهناك لجان تأسست بين مصر وقبرص للإسراع في تنفيذ اتفاق تنمية الاكتشافات القبرصية للغاز الطبيعي، ومصر لديها خبرة كبيرة في مجال اكتشافات الغاز الطبيعي، فضلًا عن وجود بنية تحتية مصرية قوية، ستساهم في الإسراع في تنفيذ الاتفاق، كما يخدم اتفاق الغاز الطبيعي بين مصر، وقبرص تطلع ورؤية مصر لتصبح مركز إقليمي للطاقة بالمنطقة.

ما هى السيناريوهات المستقبلية للتعاون بين البلدين في المجال الاقتصادي؟

قبرص ترحب بالتعاون مع مصر في أي مجالات تعاون مستقبلية، واعتقد أنه ينبغي التركيز على قضية الاستثمار في حقول الغاز الطبيعي القبرصية عبر مصر، والذي استغرق العديد من السنوات للوصول إلى الاتفاق الحالي بين البلدين، لأن النجاح في الاستثمار في حقول الغاز الطبيعي سيفتح آفاق لمزيد من التعاون في مجالات أخرى غير الغاز الطبيعي، وسيؤدي إلى حراك في النشاط الاقتصادي بين مصر وقبرص.

ما هى أبرز فرص التعاون بين مصر وقبرص في مجال السياحة والآثار؟

 عمومًا مصر وقبرص دولتين سياحيتين، وجزء كبير من مصدر الدخل بهما يعتمد على الإيرادات السياحية، وهناك تعاون دائم بين البلدين في هذا المجال، ونحن نحاول تنظيم برامج سياحية مشتركة بحيث من يزور قبرص يمكن أن يزور مصر في ذات الوقت والعكس، كما يمكنه زيارة اليونان أيضًا حيث تقوم بعض المكاتب السياحية بتنسيق هذه الرحلات بين الدول، وهناك بعض السفن السياحية الكبرى تقوم بذلك، حيث تزور هذه السفن الموانئ القبرصية، والمصرية معًا، ونحن نسعى لتعاون أكبر في مجال السياحة بين البلدين، والأمر يحتاج إلى تعريف أكثر للزائرين من قبرص لمصر بالأماكن السياحية المصرية، ونحن ندعم ذلك.

كيف ترين أهمية التكتلات الاقتصادية ودورها في التقدم الاقتصادي؟

نحن كدولة عضو في الاتحاد الأوروبي، نرى أن التكتلات الاقتصادية شئ هام للغاية، وبالطبع يمكن أن تكون قبرص بوابة مصر للاتحاد الأوروبي، وهكذا يمكن أن تكون مصر بوابة لقبرص للانتشار في أفريقيا. ونحن سعداء جدًا بتطور العلاقات الاقتصادية، وزيادتها بين مصر والاتحاد الأوروبي، حيث وصلت مؤخرًا هذه العلاقات لمستوى العلاقة الاستراتيجية ليس فقط على المستوى الاقتصادي بل على المستوى السياسي أيضًا. وهناك حوار جاد بين الاتحاد الاوروبي وبين مصر. كما أن هناك اهتمام كبير من جانب الاتحاد الاوروبي بمصر وبالنسبة للاستثمار في مصر هناك توجه كبير من جانب دول الاتحاد بهذا الأمر. والعلاقات المصرية الأوروبية في تطور مستمر. وهناك فرصة كبيرة لمصر للاستفادة من قوة العلاقات مع قبرص للتوسع والانتشار بالاتحاد الأوروبي.

ما هى أوجه التعاون الحالية والمستقبلية بين مصر وقبرص في مجال الربط الكهربائي؟

البنية التحتية في مجال الربط الكهربائي، لا تزال في مرحلة الدراسات، ومثل هذه المشروعات تحتاج إلى تكلفة ضخمة ودراسات معمقة، والمشكلة هنا تتعلق بتمويل مثل هذه المشروعات التي تحتاج استثمارات ضخمة.

تعاني المنطقة حاليًا من توترات جيوسياسية خاصة الحرب على غزة، وقد طرحت أمريكا اتفاق لوقف الحرب.. ما رأيك في التأثير الاقتصادي على المنطقة في حالة نجاح هذا الاتفاق؟

بداية الحرب لا تساعد أي دولة على النمو الاقتصادي، وتؤثر على الاقتصاد سلبًا، ومصر وقبرص تأثرا فعليًا بالحرب الدائرة حاليًا في المنطقة، ومن المهم لنا الآن التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية للمحتاجين في غزة، وإعادة بناء غزة، وعدم طرد سكانها، وحل الدولتين، وبالتالي ترى قبرص أنه ينبغي أن تعيش الدولتين في سلام وأمان ما سيؤدي إلى استقرار بالمنطقة، وأرى أنه في حالة نجاح الاتفاق الأمريكي لوقف الحرب في غزة سيؤدي ذلك لتطور ونمو اقتصادي في المنطقة ككل.

كيف يمكن أن تتعاون مصر وقبرص في مجال الطاقة المتجددة؟

مجال الطاقة المتجددة من المجالات الحيوية والهامة، وقد بحثنا مع مصر التعاون في هذا المجال، ونحن نرى أهمية الاستثمار في هذا القطاع لكن حتى الآن لم يتم التوصل للمجموعات المهتمة والشركات التي يمكن أن تبدأ في التنفيذ.

أخيرًا.. كيف ترين مستقبل العلاقات بين البلدين؟

أؤكد أن العلاقات بين مصر وقبرص هي علاقات استراتيجية منذ زمن وستظل هكذا، ونحن نسعى دائمًا لمزيد من تقوية هذه العلاقات مع مصر. كما أنه جارِ حاليًا تأسيس جمعية رجال الأعمال القبرصية المصرية لتعريف رجال الأعمال من الجانبين بالفرص الاستثمارية في البلدين.

اخبار مشابهة