آراب فاينانس: يعد افتتاح المتحف المصري الكبير خلال شهر نوفمبر المقبل حدث فريد ينتظره العالم، وبحسب وزارة السياحة، فمن المتوقع أن يجذب المتحف نحو 5 ملايين زائر سنوياً بعد افتتاحه الرسمي.
ووصف دليل السفر العالمي "لونلي بلاني" المتحف بأنه أكبر مجمع متاحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة، إذ يغطي الحقبة من 700 ألف سنة قبل الميلاد حتى 394 ميلادية.
وأشادت منظمة اليونسكو بالمتحف مؤكدة أنه سيمنح للزوار فرصة فريدة للانتقال عبر أكثر من خمسة آلاف عام من التاريخ المصري، والسؤال هنا كيف تستغل مصر هذا الحدث الكبير في الترويج عالميًا للسياحة المصرية وجذب مزيد من السائحين، وزيادة إسهام السياحة في إجمالي الناتج القومي المحلي؟.
يقول محمد مندور، مستشار وزير الثقافة الأسبق والباحث في التراث، في تصريحات حصرية لـ آراب فاينانس إن افتتاح المتحف المصري الكبير ليس حدثًا عاديًا بل استثنائيًا فهو أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، فالمشروع ليس مجرد ميلاد متحف جديد بل ميلاد مؤسسة ثقافية تجمع بين عبق التاريخ وروح المستقبل، فالمتحف الذي يقف شامخًا بالقرب من الأهرامات ليس مجرد مبنى يعرض القطع الأثرية بل مشروع عملاق يربط الماضي بالحاضر باستخدام تقنيات عرض حديثة تقدم تجربة متكاملة عن الحضارة المصرية بأدوات القرن الحادي والعشرين.
ومن الناحية الأثرية والمعمارية، يقول مندور إن ما يميز المتحف المصري الكبير أنه يضم أكثر من 57 ألف قطعة أثرية كما يعد ثورة في مفهوم العرض المتحفي، فالتخطيط المعماري للمبنى يستلهم خطوط الهرم وفتحات الضوء الطبيعي والتنظيم الزمني والجغرافي للعرض المتحفي، كل ذلك يعرض القطع الأثرية بشكل بصري ممتع لكل تفاصيل آثار وتاريخ مصر القديمة من عصور ما قبل الأسرات حتى العصرين اليوناني والروماني.
وأضاف: أن المجموعة المتحفية تتميز بعرض مجموعة الملك توت عنخ آمون كاملة لأول مرة في موقع واحد باستخدام أحدث تقنيات العرض، وهو ما يمنح الزائر تجربة فريدة تجمع بين الدهشة والمعرفة، وأيضا المتحف يفتح الباب أمام البحث العلمي الحديث فهو مؤسسة علمية أيضا حيث يضم مركزا للترميم والدراسات الأثرية يعد من أكبر المراكز المتخصصة عالميا مما يجعله محورًا للتعاون الأكاديمي بين مصر ومختلف دول العالم في مجالات علم المصريات وحفظ وترميم الآثار.
أهمية الترويج السياحي
أما عن فرص الترويج السياحي هنا يتساءل مندور قائلًا: من المهم أن نسأل أنفسنا كيف نحول حفل الافتتاح إلى حملة ترويجية دائمة؟ مشيرًا إلى أن افتتاح المتحف المصري الكبير لا يجب أن ننظر إليه كحدث يقام لمرة واحدة بل كبداية حملة مستدامة لإعادة تعريف الصورة الذهنية لمصر والترويج لتراثها تستمر طوال الوقت.
وفي هذا الإطار يوضح مندور أن هناك عدة فرص يمكن استغلالها بذكاء من خلال عدة محاور منها: تسويق التجربة لا الحدث، فينبغي أن يكون الخطاب الدعائي قائمًا على تجربة زيارة مصر القديمة بوسائل وأدوات عصرية تكنولوجية داخل المتحف، من خلال فيديوهات تفاعلية وتطبيقات الواقع المعزز ومسارات رقمية تربط المتحف بمواقع أثرية أخرى مثل سقارة ودهشور، فإذا تم تطبيق هذه الأفكار سيكون هناك ترويجًا افتراضيًا مستمرًا للمتحف.
وأكد مندور أن هناك أيضًا عدة أفكار للترويج السياحي منها دمج المتحف ضمن الخريطة السياحية الكبرى بحيث يمكن ربط زيارة المتحف ببرامج سياحية متكاملة تشمل أهرامات الجيزة، والمتحف المصري بالتحرير، ومتحف الحضارة، لكي يشعر السائح أنه يعيش رحلة زمنية كاملة.
ويضيف مندور أن الجامعات والمدارس في مختلف دول العالم تبحث عن وجهات تعليمية فريدة، ويمكن لمصر أن تقدم برامج رحلات تعليمية بالتعاون مع مؤسسات تعليمية دولية، تتيح للطلاب والباحثين تجربة عملية في علم المصريات أو حضور ورش ترميم وتاريخ فنون داخل المتحف المصري الكبير، ويجب أن نبدأ هذا المشروع بالتعاون مع المدارس والجامعات المصرية خلال الفترة المقبلة.
ويشير مندور إلى أن هناك عدة أفكار أخرى للترويج المتحف المصري الكبير من خلال إطلاق مهرجان سنوي للتراث والحضارة، وربط المتحف بفعالية عالمية سنوية تضم عروضًا موسيقية ومعارض فنية وأفلامًا وثائقية، وهو ما سيجعل من المتحف منصة للحوار الثقافي العالمي لا مجرد موقع أثري فقط.
ويؤكد مندور ضرورة الترويج للمتحف عبر الدبلوماسية الثقافية، حيث يمكن للسفارات المصرية ومراكز الثقافة بالخارج أن تستخدم مشروع المتحف كبوستر ثقافي من خلال معارض متنقلة وصور تفاعلية ثلاثية الأبعاد تعيد مصر إلى صدارة المشهد العالمي.
وتتفق معه في هذا المنظور الدكتورة رانيا ممتاز أستاذ الآثار وصيانة التراث وإدارته بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة حيث تؤكد على ضرورة تحويل زيارة المتحف المصري الكبير من مجرد جولة أثرية إلى رحلة شاملة للزمن والعلم والهوية المصرية يعيشها السائح بعقله وقلبه وحواسه من خلال الترحيب التفاعلي والهوية البصرية حيث يبدأ السائح رحلته من "بوابة الزمن" عبر مدخل تفاعلي يعرض مشاهد بانورامية لحضارة مصر القديمة بصوت المصريين القدماء مترجمًا بلغات متعددة إذ يُستقبل الزائر ببطاقة ذكية أو سوار إلكتروني يتيح له تتبع رحلته داخل المتحف وتخزين القطع التي أعجبته في معرضه الافتراضي الشخصي مع توفير العرض المتحفي الغامر والذي يمكن استخدام فيه الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) ليعيش السائح مشاهد بناء الأهرام أو طقوس المعابد مع دمج الإضاءة والموسيقى المصرية القديمة لإحداث تجربة حسية غامرة تربط بين الصوت والضوء والرائحة والتاريخ.
وتؤكد ممتاز أن المتحف المصري يمثل مركزًا علميًا لتدريب الباحثين المصريين والدوليين في علوم الترميم، والمتحفية الرقمية، والبيوتكنولوجيا الأثرية، ويُسهم في تحويل مصر إلى وجهة بحثية عالمية في دراسة التراث المادي والبيولوجي، كما سيتم إطلاق منصة تعليمية رقمية تربط المتحف بالمدارس والجامعات داخل مصر وخارجها، لتتحول الزيارة إلى امتداد لعملية التعلم مدى الحياة.
وتوضح ممتاز أن المتحف المصري الكبير يعد ركيزة في بناء دبلوماسية ثقافية جديدة تفتح أبواب التعاون العلمي والثقافي بين مصر والعالم فضلا عن كونه مشروع يجمع بين التكنولوجيا والترميم الرقمي لفهم مكونات المواد الأثرية، واستكشاف أسرار التحنيط، والألوان، والنسيج، في إطار علمي حديث يجعل من كل قطعة أثرية شهادة حيّة على عبقرية المصري القديم.
وأضافت ممتاز أنه يمكن توفير التجربة العلمية المفتوحة من خلال مشاهدة عمليات الترميم خلف الزجاج ليتعرف السائح على العلم الحديث وراء حفظ التراث مع إتاحة محطات تعليمية مبسطة تشرح التحليل الكيميائي والبيولوجي للمواد الأثرية، ليشعر أن كل قطعة تحكي قصة علمية وإنسانية في آن واحد.
وشددت ممتاز على ضرورة توافر منطقة الحرف والفنون الحيّة لتكون عبارة عن ورش مباشرة لصناعة البردي، والنقش، وصياغة الحلي بأسلوب المصري القديم، كما أن استزراع اللوتس في أماكن مخصصة له سيعطي جوا رمزيًا يرمز للحياة المصرية القديمة، ويمكن للسائح المشاركة وصنع تذكار بيده مكتوب عليه اسمه بالهيروغليفية ليعيش تجربة لا تنسى مع وجود عروض موسيقية مسائية تستخدم الآلات المصرية القديمة في فناء المتحف لتجعل الزيارة تمتد من النهار إلى الليل في جو ساحر.
كما يمكن للسائح أن يعيش تجربة خارج المتحف من خلال الربط بين المتحف والمواقع الأثرية وتوفير تذاكر موحدة تشمل المتحف والأهرامات وسقارة ومتحف الحضارة، مع وسيلة نقل خضراء تربطهم بسلاسة وتطبيق ذكي يقدم خريطة تفاعلية تربط بين المعروضات داخل المتحف ونظيراتها في المواقع الأثرية مثل ربط تمثال خفرع بالموقع الأصلي له في الجيزة.
وأكدت ممتاز على إمكانية الدمج بين السياحة الثقافية والبيئية من خلال تنظيم جولات تسمى "تحت النجوم" على هضبة الأهرام بعد زيارة المتحف، حيث يتعرف السائح على علم الفلك عند المصريين القدماء وإدماج أنشطة بيئية مثل زيارة الواحات أو رحلات نيلية قصيرة تربط بين التراث والطبيعة المصرية.
وأوضحت ممتاز، أنه يمكن أيضًا إتاحة سياحة المشاركة المجتمعية للسائحين الزائرين للمتحف المصري الكبير عبر زيارة القرى التراثية القريبة من الجيزة مثل نزلة السمان للمشاركة في الحياة اليومية للسكان المحليين، وتجربة المأكولات التقليدية والحرف، وإشراك السائح في مبادرات مثل "ازرع نخلة باسمك في مصر" أو شجرة من الاشجار المصرية القديمة مثل نخل الدوم وشجر الجميز او "تبنَّ قطعة تراثية" كمساهمة رمزية في الحفاظ على التراث.
ونوهت ممتاز بأنه يمكن كذلك تنظيم مهرجان سنوي للحضارة المصرية يقام في ساحة المتحف، يجمع بين عروض الضوء والموسيقى والمسرح المفتوح، ليعيش السائح روح الاحتفال المصري القديمة وكأنها بعثت لتحيا من جديد بجانب تنظيم معارض مؤقتة مستوحاة من موضوعات محددة مثل المرأة في مصر القديمة والعلوم و الزراعة والطب في حياة المصري القديم لتجديد التجربة في كل زيارة، وبذلك يعيش السائح رحلة تجمع بين الحواس والمعرفة حيث يرى، ويسمع، ويلمس، ويتفاعل، ويخرج وهو يحمل تذكارًا من صنعه، ومعلومة من علمه، وانبهارًا من حضارة لا تنتهي ليشعر بأن مصر ليست مجرد بلد سياحي، بل تجربة إنسانية متكاملة تمتد من التاريخ إلى العلم إلى الحياة اليومية، وبالتالي لكي يعيش السائح تجربة مميزة في مصر.
وتابعت: يجب أن تكون الزيارة إلى المتحف المصري الكبير مدخلًا لرحلة وعي وثقافة، لا مجرد يوم سياحي، فالتميز لا يأتي فقط من حجم الآثار، بل من الطريقة التي تُروى بها القصة قصة الإنسان المصري الذي صنع التاريخ ويصنع المستقبل.
الفرص الاقتصادية بعد افتتاح المتحف المصري الكبير
أما عن الفرص الاقتصادية والسياحية التي ستتبع افتتاح المتحف المصري الكبير يقول مندور، إن افتتاح المتحف لا يعني فقط زيادة أعداد الزائرين، بل تنشيط الاقتصاد المحيط بالموقع سواء تطوير الفنادق والمطاعم والبازارات في نطاق الهرم، وأيضا دعم المشروعات الصغيرة للحرف اليدوية المصرية، كما أن المشروع يخلق فرص عمل كثيرة في مجالات الإرشاد السياحي والنقل السياحي والخدمات الذكية.
ويختتم مندور حديثه قائلا: إن افتتاح المتحف المصري الكبير ليس نهاية مشروع بل بداية مشروع اقتصادي ضخم يدر دخل كبير على الاقتصاد المصري، فإن كان الماضي هو ما منح مصر مجدها، فإن المستقبل - الذي يجمع بين الأصالة والابتكار - هو ما سيحافظ على هذا المجد ويجعله موردًا اقتصاديًا وثقافيًا مستمرًا للأجيال القادمة.
ومن جانبه قال الدكتور علي عبد الله الباحث في الدراسات السياحية إن المتحف المصري الكبير يمثل نقطة انطلاق جديدة لصناعة السياحة في مصر، باعتباره مشروعًا متكاملًا سيُحدث تحولًا في خريطة المقاصد السياحية العالمية، ومع تزامن افتتاحه مع إطلاق مشروعات ضخمة في الساحل الشمالي ورأس الحكمة والبحر الأحمر، تتجه مصر إلى تحقيق تنوع سياحي فريد يجمع بين السياحة الثقافية والترفيهية والشاطئية.
وتوقع عبد الله أن يؤدي افتتاح المتحف إلى زيادة أعداد السياح بنسبة تتراوح بين 20 و25% بحلول عام 2026، مع ارتفاع متوسط إنفاق السائح وتمديد فترات الإقامة، كما سيساهم هذا الحدث في إعادة توزيع الحركة السياحية نحو القاهرة والجيزة، لتصبحا من جديد مركز الجذب الأول للسياحة الثقافية في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وتوفعت وكالة "فيتش" أن عدد السياح الوافدين إلى مصر سيصل إلى نحو 17.76 مليون سائح مع نهاية عام 2025، بزيادة سنوية قدرها 13.12% مقارنةً بـ 15.7 مليون سائح في عام 2024.
كما توقعت الوكالة أن يرتفع العدد بنسبة 4.5% ليبلغ 18.56 مليون سائح في عام 2026، وعلى المدى المتوسط (2025– 2029)، من المرجح أن يسجل قطاع السياحة نموًا سنويًّا متوسطًا قدره 5.7% ليصل إلى نحو 20.65 مليون سائح بحلول عام 2029.
وتوقعت فيتش أن تنعكس هذه الزيادة في حركة السياحة الدولية على العائدات، لتبلغ 17.1 مليار دولار أمريكي في عام 2025، وترتفع إلى نحو 19 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2029، مشيرة إلى أن الافتتاح الكامل للمتحف المصري الكبير سيشكل دفعة قوية لقطاع السياحة في مصر خاصة وأنه يعد أكبر متحف في العالم مخصصًا لحضارة واحدة مع توقعات باستقباله نحو 5 ملايين زائر سنويًا.
وأكد عبد الله أن أهمية افتتاح المتحف المصري الكبير تكمن في ظل الدور المحوري الذي يلعبه قطاع السياحة في دعم الاقتصاد المصري، إذ يسهم بنحو 12% من الناتج المحلي الإجمالي، ويُعد ثالث أكبر مصدر للعملة الصعبة بعد الصادرات وتحويلات العاملين بالخارج، بنسبة تبلغ 15% من إجمالي إيرادات مصر من العملات الأجنبية، كما يوفر القطاع نحو 3 ملايين فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، أي ما يعادل 10% من إجمالي قوة العمل في البلاد، وبافتتاح المتحف المصري الكبير، ستتضاعف فرص العمل في قطاعات الفندقة والنقل والخدمات والحرف اليدوية، إلى جانب انتعاش الأسواق المحلية المحيطة بالمتحف، مما يعزز النشاط الاقتصادي ويرفع معدلات الدخل القومي.
ويرى عبد الله أن أهمية المتحف المصري الكبير لا تقتصر على كونه صرحًا أثريًا عالميًا يوثّق عبقرية المصري القديم ويحفظ التراث المصري، بل تتجاوز ذلك ليصبح قاطرة اقتصادية وتنموية تدفع عجلة النمو في قطاعات متعددة، فالمتحف، الذي يقع في موقع أثرى بجوار الاهرامات، يمثل نقطة جذب استثماري ضخمة ستنعكس آثارها على قطاعات السياحة، والفندقة، والنقل الذكي، والخدمات التجارية والثقافية.
وتشير التقديرات وفق عبد الله إلى أن افتتاح المتحف سيساهم في رفع العوائد السياحية لمصر إلى أكثر من 22 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2026، مقارنة بنحو 16.7 مليار دولار في العام المالي الماضي، أي بزيادة تتجاوز 30%.
ويوضح عبد الله أنه من المتوقع أن يؤدي الافتتاح إلى خلق ما يزيد على 200 ألف فرصة عمل جديدة في المجالات المرتبطة بالسياحة والبنية التحتية والخدمات اللوجستية، إلى جانب تحفيز استثمارات تفوق 5 مليارات دولار في المنطقة المحيطة بالمتحف من خلال إنشاء فنادق، ومطاعم، ومراكز تجارية وثقافية، وسيعزز المتحف كذلك من تدفقات النقد الأجنبي ويزيد من معدلات الإشغال الفندقي في القاهرة الكبرى بنسبة قد تصل إلى 40% خلال أول عام من الافتتاح، مع ارتفاع متوسط إنفاق السائح الواحد إلى أكثر من 1300 دولار مقارنة بـ 1100 دولار حاليًا.
ويُتوقع وفق عبد الله أن يُحدث هذا المشروع نقلة نوعية في صورة مصر الذهنية عالميًا، باعتبارها وجهة آمنة ومستقرة وجاذبة للاستثمار والسياحة الثقافية، وبذلك يصبح المتحف المصري الكبير ليس مجرد أيقونة حضارية، بل مشروعًا استراتيجيًا يعيد رسم الخريطة الاقتصادية والسياحية، ويعزز مكانة مصر كإحدى أهم القوى الثقافية والاقتصادية في الشرق الأوسط والعالم.
وحسب الموقع الرسمي لوزراة السياحة والآثار: يأتي افتتاح المتحف الكبير ليضيف تجربة جديدة لزيادة تنوع المنتجات وجذب مزيد من السائحين والذي يستهدف 8 ملايين سائح/ سنويًا، لينضم إلى 43 متحفًا للآثار، منها 33 مفتوحًا للزيارة، و2160 موقعًا أثريًا منها 134 مفتوحًا للزيارة، في ظل خطة الدولة لوجود متحف في كل محافظة.
ومن المقرر أن يشهد حفل الافتتاح حضور عدد من رؤساء وملوك العالم، بعد أن سبقتهم زيارات لزعماء مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس فيتنام ورؤساء أنغولا وجزر القمر وسنغافورة وكبار المسؤولين الدوليين.
وأكد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء في تقرير حديث له أن قطاع السياحة يعتبر من بين السبعة قطاعات الواعدة التي حددتها رؤية مصر 2030 لتكون قاطرات للنمو الاقتصادي، مشيرًا إلى أن نسبة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي المصري 3.7% خلال عام 2024 - 2025، وهو ما يعكس التنوع الكبير في المقومات السياحية التي تمتلكها مصر وجعلت منها وجهة متميزة ومتنوعة، وجعل القطاع من أبرز عشرة أنشطة اقتصادية.
وأوضح التقرير أنه فيما يتعلق بتطور أعداد السائحين الوافدين والليالي السياحية، فقد بلغ عدد السائحين الوافدين إلى مصر في العام المالي 2023/ 2024 نحو 14.9 مليون سائح، مقابل 13.9 مليون سائح في العام 2022/ 2023، بمعدل نمو قدره 7.2%. كما ارتفع عدد الليالي السياحية، ليصل إلى 154.1 مليون ليلة في العام المالي 2023/ 2024، مقابل 146.1 مليون ليلة في العام المالي 2022/ 2023، بمعدل نمو قدره 5.5%.
وأشار التقرير إلى أن مصر تمتلك بنية تحتية سياحية واسعة ومتنوعة، حيث بلغ إجمالي المنشآت السياحية الفندقية (الثابتة والعائمة) نحو 1.27 ألف منشأة فندقية حتى أكتوبر 2025، وفيما يتعلق بأعداد محال العاديات والسلع السياحية فقد بلغ نحو 3.44 ألف محلًا، و1.6 ألف مطعمًا وكافتيريا سياحية، و608 مراكز غوص وأنشطة بحرية، و17.23 ألف مركبة سياحية، و2.24 ألف شركة سياحية.