آراب فاينانس: قال الدكتور رضا النحراوي، رئيس مجلس إدارة شركة بايوتك لإنتاج الأسمدة الحيوية، إن مصر أمامها فرص كبيرة وواعدة لجذب مزيد من الفرص الاستثمارية في المجال الزراعي مشددًا على أهمية وجود قيمة مضافة للمنتجات الزراعية التي يتم تصديرها للخارج بدلًا من تصديرها كمواد زراعية خام.
وأضاف في مقابلة حصرية مع "آراب فاينانس" أنه ينبغي إحداث تغيير في برامج ومعاملات المحاصيل بإدخال الأسمدة الحيوية، والمركبات الطبيعية التي تحمي النباتات من التغيرات المناخية وترفع مناعة النباتات لمواجهة تحديات المناخ.
وأوضح النحراوي أنه يجب على واضعي السياسات توجيه الإنتاج الزراعي وتوجيه دعم المحاصيل ليلبي احتياجات الدولة المصرية، وإلى نص الحوار:
ما تقييمك للقطاع الزراعي في مصر كـ رائد للزراعة النظيفة؟
يشهد القطاع الزراعي فترات من النشاط وفترات من الضعف لكن بشكل عام تشهد السنوات الأخيرة حالة من النشاط في التوسعات الأفقية في مشروعات استصلاح واستزراع أراضي جديدة ومشروعات الري المرتبطة بها، والتي بدأت نتائجها تظهر في توفير احتياجات المواطنين من الغذاء، ومن خلال أيضًا زيادة الصادرات الزراعية من المحاصيل الطازجة، وكذلك عبر زيادة الصادرات من الصناعات الغذائية، وهو ما أدى إلى زيادة الحصيلة من العملات الصعبة نتيجة زيادة الصادرات.
وفيما يتعلق بمستوى التوسعات الرأسية فقد شهد القطاع الزراعي تطبيقات عملية لنتائج البحوث والتكنولوجيات الحديثة التي تم نقلها للمزارعين من خلال المدارس الحقلية، حيث قام مشروع الزراعة النظيفة بالربط بين أهداف استراتيجية 2030 في زيادة الإنتاجية وتطبيق النتائج العلمية والخبرات العلمية على محاصيل هامة مثل القمح والذرة الشامية البيضاء والصفراء وكذلك الذرة الرفيعة وقصب السكر وبنجر السكر والخضروات ومنها البطاطس فضلًا عن تطبيق ذلك على محاصيل الأعلاف ومنها البرسيم مما أدى إلى زيادات كبيرة وواضحة في إنتاجية هذه المحاصيل، وكانت لخبرات وذكاء الفلاح المصري أكبر الأثر في زيادة إنتاجية هذه المحاصيل.
وأذكر هنا المساهمة الفعالة لقطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة واستصلاح الاراضي في تنفيذ المدارس الحقلية والندوات التعريفية لجموع المزارعين في جميع أراضي محافظات الدلتا والصعيد خلال الفترة من 2007 حتى 2024.
كيف يمكن تقليل الفجوة بين الصادرات والواردات في مجال الزراعة؟
احتياجات الدولة المصرية، وسياساتها في توجيه دعم المحاصيل هى التي تحدد توجهات المزارعين والفلاحين في زراعة المحاصيل التي تحتاجها الدولة، والدولة ممثلة في وزارة الزراعة تبذل جهودًا كبيرة في هذا الاتجاه، وتقوم بعمل إصلاحات كبيرة في قطاع الجمعيات التعاونية الزراعية، لتأهيل التعاونيات الزراعية للقيام بدور أكبر وأعظم في الإنتاج الزراعي، وفي إضافة قيمة مضافة لهذا الإنتاج وتصديره إلى دول العالم.
ما رأيك في تصدير المنتجات الزراعية المصرية كمنتجات خام؟
لاشك أن تصدير المنتج الزراعي كمنتجات خام لا يضيف قيمة لمنتجاتنا الزراعية، ونحن كمصريين قادرين على مواكبة أحدث الطرق في العالم لتحويل الخامات إلى قيمة مضافة، وتشغيل مشروعات جديدة وإضافة المزيد من فرص العمل الجديدة مما يمثل إضافة قوية للدخل القومي المصري، فالزراعة هى البداية لإحداث نهضة وحضارة جديدة.
ما هى رؤيتك لزيادة مساحة القمح لتقليل الفجوة الغذائية الاستيرادية؟
أظهرت أزمة وباء كورونا، وكذلك الأزمة الروسية الأوكرانية أن أهم مصادر حياة الشعوب هى الغذاء ثم الدواء، وأن الشعوب ينبغي أن تعتمد على نفسها في توفير احتياجاتها من الغذاء.
ما هى التحديات التي تقف أمام القطاع الزراعي في مصر؟
أبرز التحديات التي تقف أمام القطاع الزراعي في مصر هى تدهور الأراضي الزراعية ونقص كميات مياه الرى والتغيرات المناخية، فضلًا عن زيادة شراسة الآفات الزراعية، ووجود متبقيات من المبيدات والأسمدة في المنتجات الزراعية، وارتفاع أسعار الأسمدة الكيماوية والمبيدات وانتشار الغش بها.
وتبذل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ممثلة في مركز البحوث الزراعية والحجر الزراعي ومركز بحوث الصحراء، والمركز القومي للبحوث جهودًا كبيرة للتغلب على هذه التحديات فضلًا عن دورها في رقابة الأسواق كما تبذل الهيئة القومية لسلامة الغذاء جهدًا للمساهمة في إنتاج وتوفير غذاء نظيف وصحي.
ما هى فوائد استخدام الأسمدة الحيوية بدلًا من الأسمدة الكيماوية؟
في الوقت الراهن لا نستطيع الاستغناء عن الأسمدة الكيماوية تمامًا، ولكننا في مصر وفي دول العالم المتقدم نستخدم الأسمدة الحيوية في توفير ثلث احتياجات النباتات، والنتائج أفضل في الإنتاجية الغذائية للمحصول وفي إصلاح التربة وتحسين التهوية والصرف والخصوبة للتربة، وكذلك في توفير غذاء نظيف وصحي للمواطنين، وللتصدير للخارج وزيادة الصادرات الزراعية، وتقليل البصمة الكربونية، وهذه الحلول يوفرها مشروع الزراعة النظيفة لصالح التربة وجودتها وكذلك للحفاظ على صحة المواطنين للحصول على غذاء صحي وآمن، فضلًا عن زيادة الصادرات الزراعية.
مصر بلد زراعي.. ما هى الفرص التي ترى أنها أمام مصر في الاستثمار الزراعي؟
مازالت أمامنا فرص واعدة وكبيرة للاستثمار الزراعي لأننا نملك مقومات النجاح من خبراء وفلاحين يمتلكون الذكاء وكذلك تتمتع مصر بأراضي منبسطة، ومناخ معتدل يتيح لها المزيد من الفرص الاستثمارية في القطاع الزراعي.
هل يعد تحدي نقص المياه حائل أمام فرص التوسع الزراعي؟
لدينا تحدي كبير في توفير الكمية المطلوبة من المياه وكذلك جودتها لكن هناك فرصة لإرواء النباتات بأقل كمية من خلال استنباط سلالات جديدة من المحاصيل الأقل استهلاكًا للمياه والاستفادة من مشروع الزراعة النظيفة في تحسين صحة النباتات وتقويته واستخدام أقل كمية مياه لري النباتات دون تفريط أو تعطيش.
كيف ترى تأثيرات التغير المناخي على الزراعة في مصر؟
لابد من إحداث تغيير في برامج ومعاملات المحاصيل بإدخال الأسمدة الحيوية، والمركبات الطبيعية التي تحمي النباتات من التغيرات المناخية، وترفع مناعة النباتات لمواجهة تحديات المناخ، ومشروع الزراعة النظيفة يقدم هذه الحلول للمزارعين للتطبيق على مختلف أنواع المحاصيل.
البعض يتحدث عن التوجه للزراعة في أفريقيا ما رأيك في هذه الرؤية؟
لا مانع من ذلك طالما توفرت لنا فرص جيدة للاستثمار الزراعي هناك.
ما رأيك في العجز الذي تعاني منه مصر في بعض المحاصيل مثل المحاصيل الزيتية وكيف ترى الحل؟
لنتذكر الزراعة في فترة السبعينات والثمانينيات من القرن الماضي، حيث كانت لدينا وفرة في زراعات القطن والكتان والسمسم بمساحات كبيرة، وكانت الزيوت تستخرج من بذورها، ولم نكن نعاني من عجز وأزمات في الزيوت، وينبغي على واضعي السياسات توجيه الإنتاج الزراعي وتوجيه دعم المحاصيل ليلبي احتياجات الدولة المصرية.
ما هى أهم المحاصيل الواعدة والتي ترى انه ينبغي أن تتوسع فيها مصر؟
ينبغي أولًا إنتاج غذاء المصريين من محاصيل القمح والذرة بأنواعها وقصب السكر وبنجر السكر والقطن والكتان والفول، والنباتات الطبية والعطرية، وثانيًا يجب إنتاج محاصيل التصدير والصناعات الغذائية، وثالثًا علينا إنتاج النباتات الطبية والعطرية للتصدير للخارج.
أخيرًا.. ما هى المشروعات المستقبلية لشركة (بايوتك) لإنتاج الأسمدة الحيوية؟
شركة بايوتك هى شركة منتجة للأسمدة الذكية الحيوية والطبيعية منذ عام 1987، وتبلغ الطاقة الإنتاجية السنوية 10 آلاف طن وهى تكفي لمعاملة 700 ألف فدان، وتوفير 30% من الأسمدة الأزوتية الكيماوية المقررة لتغذية وتسميد هذه المساحة.
وتقوم الشركة بعمل توسعات في خطوط الإنتاج بإضافة خط جديد بطاقة إنتاجية إضافية 5 آلاف طن سنويًا من الأسمدة الذكية الحيوية، وذلك لتوفير احتياجات المحاصيل المنزرعة على مساحة مليون فدان.
وفي الختام أود أن أذكر أن الزراعة النظيفة هى أسلوب حياة، تساهم في إنتاج غذاء وفير، ونظيف وصحي للمواطنين وللتصدير للخارج.