الدكتورة هبة لبيب: المنافسة والتغير المناخي من أهم التحديات التي تواجه رواد الأعمال حاليًا

أخر تحديث 2024/08/27 03:40:00 م
الدكتورة هبة لبيب: المنافسة والتغير المناخي من أهم التحديات التي تواجه رواد الأعمال حاليًا

آراب فاينانس: قالت الدكتورة هبة لبيب، نائب رئيس جامعة النيل للابتكار، والمدير التنفيذي لمبادرة رواد النيل إحدى مبادرات البنك المركزي المصري، وتنفذها جامعة النيل، إن المبادرة استطاعت منذ عملها أن تطور نحو 200 منتج، وتساعد أكثر من 300 شركة ناشئة فضلا عن تدريب حوالي 16 ألف شاب وفتاة على التكنولوجيا.

وأضافت لبيب، خلال مقابلة حصرية مع آراب فاينانس أن المنافسة والتغير المناخي من أهم التحديات التي تواجه رواد الأعمال حاليًا، مطالبة بضرورة تدريس مواد الابتكار والإبداع للطلاب خلال المراحل قبل الجامعية ما يساهم في تكوين شخصيتهم، وإلى نص الحوار:

في البداية حدثينا عن مبادرة رواد النيل التي تنفذها جامعة النيل وماذا حققت المبادرة حتى الآن؟

مبادرة رواد النيل، هى شراكة استراتيجية بين جامعة النيل ، وبين البنك المركزي المصري، والهدف منها هو دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال الذين يعملون في مجالات التصنيع والزراعة والتحول الرقمي والتكنولوجيات الحديثة، والاتفاقية الموقعة بين الجامعة والبنك المركزي وقعت في نهاية عام 2017 وكان عام 2018 عام إعداد وبدأ العمل الفعلي بالمبادرة مع الشركات في عام 2019، ومنذ تلك الفترة استطعنا أن نساعد أكثر من 300 شركة ناشئة كما عملنا مع أكثر من 800 شركة صغيرة ومتوسطة فضلا عن العمل على تطوير نحو 200 منتج كما تم تدريب حوالي 16 ألف شاب وفتاة على التكنولوجيا.

كيف ترين أهمية التكنولوجيا المالية لرواد الأعمال والشركات الناشئة؟

أولًا التكنولوجيا المالية، مهمة جدا لأننا حاليا أصبح لدينا نماذج أعمال جديدة Business Model، وأصبح لدينا طرق جديدة لتنظيم العمل مثل بيع المنتجات أون لاين، وهذا يعني استلام الأموال من خلال طرق التكنولوجيا المالية، بخلاف أنه أصبح لدى العميل إمكانية أن يحصل على تمويلات لمشروعه عبر هذه التكنولوجيا أيضا، وهو ما يؤكد أهميتها في نظم العمل الجديدة حيث يمكن للعملاء أن يحصلوا على منتجاتهم بطرق مختلفة بخلاف الطرق التقليدية التي كانت متبعة وذلك من خلال التكنوجيا المالية FinTech.

ما هى أهم التحديات التي ترين أنها تواجه رواد الأعمال والشركات الناشئة حاليا؟

أهم هذه التحديات هى المنافسة القوية جدًا حيث يجب على رائد الأعمال أن يكون منتجه قادر على المنافسة ليس فقط محليا بل عالميا أيضا حيث أصبح العالم كله سوق مفتوح. كما يواجه رواد الأعمال العاملين في مجالات التصنيع والزراعة تحديات ما يعرف بالإنتاج الكمي حيث ينبغي أن يكون لديهم قدرات إنتاجية معينة حتى يستطيعوا مواجهة المنافسة السعرية، والتحدي الآخر هو المتعلق بالتغيرات المناخية حيث يجب أن تراعي الحلول المقدمة من رواد الأعمال التغيرات المناخية.

كيف يمكن أن تساهم مبادرة رواد النيل في ربط رواد الأعمال بالصناعة؟

نحن نعمل مع رواد الأعمال، فضلا عن العمل مع الشركات الصغيرة والمتوسطة، وبالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة نعمل معهم لتشجيعهم على تصدير منتجاتهم للخارج من خلال مراكز التصدير، وبالتالي نحاول إيجاد أسواق أكبر للمنتجات المصرية، وأن يكون المنتج المصري أكثر تنافسية حتى يكون لديه قدرة على دخول الأسواق الجديدة، وفيما يتعلق برواد الأعمال فنحن نعمل معهم من خلال برامج مختلفة تبدأ من مرحلة ما قبل الاحتضان أو فكرة المشروع مرورا بمرحلة الاحتضان ثم المسرعات التي تساعد الشركة على النمو والتعرف على سبل تمويلية جديدة، وتهيئتها ليكون لها فرص استثمارية، وفي كل مرحلة من هذه المراحل يكون هناك خدمات موجهة لرواد الأعمال تساعدهم على تصنيع منتجاتهم وإعداد النموذج الأولي لها ودراسة عما إذا كان هذا النموذج يلبي احتياجات العملاء من عدمه، وبالتالي يمكن أن يخلقوا أسواق جديدة لمنتجاتهم.

أعلنت الحكومة مؤخرا خطة لتحويل مصر لمركز صناعي إقليمي.. ما رأيك في هذه المبادرة ودورها في التنمية الاقتصادية؟

مصر من أكثر دول الإقليم التي لديها قاعدة صناعية تساعدها في التنمية، وهذه القاعدة الصناعية ينبغي العمل على تطويرها بانتظام من خلال تقديم الابتكارات، وسبل التحول الرقمي للتصنيع إلى جانب ذلك يجب تطوير منتجاتنا باستمرار بحيث تكون أكثر ملائمة للأسواق التي حولنا واحتياجات العملاء فضلا عن تطوير نماذج الأعمال الـ Business Model التي نعرض بها المنتجات، وكل ذلك يمكن من تطوير القاعدة الصناعية في مصر، وهناك بالفعل احتياجات صناعية بالأسواق المحيطة بنا، وبالتالي يمكن إقامة شراكات مع الأردن على سبيل المثال حيث إن رواد الأعمال هناك ليس لديهم قدرات صناعية مثل المتاحة في مصر، وبالتالي يمكن تعزيز التعاون مع رواد الأعمال بالأردن عبر القاعدة الصناعية في مصر فضلا عن التعاون مع الدول الأفريقية من خلال شراكات معهم حيث يمكن من خلال هذا التعاون مع هؤلاء الشركاء فتح أسواق جديدة لمصر.

كيف يمكن تعميق التصنيع المحلي في مصر ودور مبادرة رواد النيل في هذا التوجه من جانب الدولة؟  

نحن نعمل من خلال ما يسمى الهندسة العكسية ما يعني أننا نحضر منتج معين ثم نتعرف على تصميمه ونحاول تصنيع منتج مطابق له كما نعمل أيضا من خلال إعادة الهندسة وهى تعني تصنيع منتج مشابه لمنتج حالي يؤدي وظيفة معينة لكن مع اختلافات تتعلق بالتصميم الذي يتوافق مع القدرات التصنيعية، وهنا يكون هناك قيمة مضافة حيث يمكن تصميم منتج مصري جديد يزيح المنتج المستورد.

ما هو دور التكنولوجيا العميقة في المساهمة في دعم الصناعة المصرية؟

التكنولوجيا العميقة تتعلق بتكنولوجيات مرتبطة بالمجال البحثي وهى تكنولوجيات جديدة نحاول إخراجها من المجال البحثي إلى المجال التطبيقي، وتعتمد هذه التكنولوجيات على مخزون علمي قوي وهذا النوع من التكنولوجيا يستغرق وقت أطول للوصول للسوق.

كيف ترين دور الذكاء الاصطناعي في التأثير على بعض المهن الحالية؟

بالطبع الذكاء الاصطناعي سيؤثر على بعض المهن، والوظائف لكن الأهم هو أنه سيساعد الأشخاص في بعض المهن مثل المجالات الطبية على تأدية عملهم بشكل أقوى وأكثر قدرة على الإنتاجية وأرى أن إيجابيات الذكاء الاصطناعي كبيرة.

كيف يمكن توجيه الشباب عبر مبادرة رواد النيل للبدء في مشروعاتهم منذ بدء الفكرة؟

نقوم بحملات توعية لريادة الأعمال، وكذلك التحديات التي تواجههم سواء في مجال الطاقة أو المناخ أو تكنولوجيا التحول الرقمي للشركات مما يساهم في مساعدة الشباب لتوليد أفكار جديدة تساعدهم في تحويل أفكارهم لمشروعات جديدة.

ما هي أهم الصناعات الواعدة في مصر والتي يجب أن نوليها الاهتمام؟

نحن عملنا مع شركات تعمل في مجال الصناعات الهندسية والصناعات الكيماوية وصناعات الأثاث والصناعات الغذائية وهذه الصناعات حددت الدولة مجالات كثيرة منها كمجالات ذات أولوية حيث ترى أنها واعدة، وبالتالي فالصناعات التي نعمل عليها مستمدة من رؤية الدولة، وفي ذات الوقت عملنا في مشروعات تتعلق بتكنولوجيات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتعلقة بالمدفوعات الرقمية، وحلول التغير المناخي، وما يتبعها من حلول تكنولوجية.

هناك توجه محلي وعالمي نحو الاقتصاد الأخضر.. كيف ترين أهمية هذا المجال؟

لدينا أكثر من برنامج للاحتضان لأفكار تكنولوجية صديقة للمناخ والبيئة، وهناك توجه من جهات التمويل المحلية والدولية لتمويل مثل هذه المشروعات الصديقة للبيئة والمرتبطة بالاقتصاد الأخضر، ونخطط الفترة المقبلة للتوعية بالطاقة الجديدة والمتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية وأهمية الاستثمار في هذه المجالات.

دعينا نتحدث عن مرحلة ما قبل دخول السوق.. كيف يمكن الاستعداد لهذه المرحلة من جانب رواد الأعمال؟

قبل دخول السوق هناك عدة خطوات نعمل عليها أولًا يجب التعرف على نوعية العملاء الذين سيتم العمل معهم واحتياجاتهم، وبالتالي يجب على رائد الأعمال تطوير المنتج أو الخدمة التي تلائم العميل واحتياجاته، فضلا عن الاختبارات المتعددة لمعرفة عما إذا كان الحل الذي يقدمه للعميل مناسب أم لا، وكل هذه الخطوات تسبق دخول المنتج للأسواق.

جامعة النيل من الجامعات الريادية.. ماذا يعني مصطلح جامعة ريادية؟

جامعة النيل, تعد من الجامعات الريادية، لأنها تنتمي إلى ما نطلق عليه الجيل الرابع من الجامعات، وهو الجيل الذي يهتم ليس فقط بالتعليم أو الأبحاث أو خدمة المجتمع بل يهتم أيضا بـ ريادة الأعمال، وأن يكون مرتبط بالصناعة، وبالتالي فالجامعة الريادية ترتبط بأن يكون هناك إيمان واستراتيجية ضمن أهدافها بريادة الأعمال والصناعة وكذلك يكون هناك الكفاءات والكوادر اللازمة لريادة الأعمال وكذلك التوعية والأبحاث المتعلقة بريادة الأعمال فضلا عن وجود ريادة الأعمال ضمن المناهج الدراسية، ودعم ريادة الأعمال عبر البرامج المختلفة بداية من الفكرة حتى الاحتضان والمسرعات وصولًا إلى التمويل، والوصول للأسواق حيث يكون هناك ارتباط بالصناعة واحتياجاتها، وكذلك وجود أبحاث مشتركة مع الصناعة لتطوير المنتجات، ويكون هناك جزء كبير متعلق بسياسة الملكية الفكرية الخاصة بالجامعة، وإتاحة الفرصة للباحثين، وطاقم التدريس بالجامعة للاستفادة من الابتكارات.

كيف يتم تشبيك رواد الأعمال برجال الصناعة في مصر؟

نتعاون في هذا المجال مع اتحاد الصناعات والغرف الصناعية ومجالس التصدير ومركز تحديث الصناعة وهيئة التنمية الصناعية وجمعيات رجال الأعمال لتحقيق هذا الهدف.

كيف ترين التطور في التحول الرقمي في مصر؟

التحول الرقمي يتم على أكثر من صعيد من جانب الشركات الناشئة، وهؤلاء معظمهم يكون لديهم هذا التحول الرقمي، وهناك الشركات الصغيرة والمتوسطة، وكثير من هذه الشركات بدأ اللجوء للتحول الرقمي بداية من استخدام الكمبيوتر والممارسات الإلكترونية ثم استخدام التمويل البنكي ثم تأسيس موقع إلكتروني على سبيل المثال لتلقي الطلبات ثم استخدام هذا التحول في مجال الصناعة نفسها، وكلها تحولات مختلفة بدأت تستخدمها هذه الشركات للتحول الرقمي.

كأستاذة لمادة ريادة الأعمال والابتكار داخل جامعة النيل .. كيف ترين أهمية دراسة التفكير الإبداعي للطلاب؟

هذه المواد نسبة المذاكرة فيها قليلة جدا لكنها فيها كمية تفكير كبيرة ما يساعد الطلبة على طرح الأسئلة الصحيحة، وأن يكون هناك أطر هيكلية ينظرون إليها بحيث يمكنهم تقييم أفكارهم من خلالها وتساعدهم هذه الأطر على إجراء كم كبير من الأبحاث العلمية، وهو ما ينمي لديهم مهارات البحث العلمي، والتعرف على الجديد في مجال التكنولوجيا ودراسة السوق وتغيير منتجاتهم وفق احتياجات ومتطلبات العملاء وأرى أنه من المهم جدا تدريس مواد الابتكار والإبداع خلال مراحل التعليم قبل الجامعي ما يساهم في تكوين شخصيتهم، ونحن خلال قيامنا بتنظيم ورش عمل لطلاب المرحلة الإعدادية اكتشفنا أفكار إبداعية رائعة لهم.   

أخيرا كيف يمكن ربط العمل البحثي والأكاديمي بالمجال التطبيقي؟

نحاول داخل جامعة النيل منذ بداية البحث الأولي أن يكون معنا شريك صناعي قادر على الاستفادة من مخرجات البحث العلمي منذ البداية.

أخبار متعلقة