آراب فاينانس: شدد خبراء ومصنعون محليون، على أهمية اسنخدامات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة في التحول الرقمي للقطاع الصناعي في مصر.
وأكدوا في تصريحات حصرية لـ آراب فاينانس على هامش الملتقى والمعرض الدولي السنوي للصناعة في نسخته الثالثة خلال الفترة من 25 حتى 27 نوفمبر الجاري أن هناك تحدي كبير يواجه الصناعة المصرية خاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات، وهو هجرة الكفاءات في قطاع تكنولوجيا المعلومات للعمل خارج مصر نتيجة الطلب العالمي على هذه المهارات التكنولوجية.
خلق التكنولوجيا بعقول وطنية
ومن جانبه قال المهندس عمر العربي، رئيس قطاع تطوير الأعمال والتوجه الاستراتيجي بمجموعة العربي في تصريحات حصرية لـ آراب فاينانس على هامش الملتقى الدولي للصناعة إن مجموعة العربي تستهدف خلال الفترة المقبلة خلق التكنولوجيا بعقول وطنية بدلا من استيرادها من الخارج، وذلك من خلال تدريب المهندسين ومتابعة التوجه العالمي في مجال التكنولوجيا لافتًا إلى أن المجموعة أنشأت مكتبًا جديدًا لها بدولة اليابان لهذا الغرض، وبه مهندسين يعملون من جنسيات مختلفة للمساهمة في خلق تكنولوجيات جديدة وفق التوجه العالمي.
وأوضح العربي، أن أزمة هجرة العقول للخارج هى أزمة قائمة، ونحن نواجه أيضًا هذه المشكلة حيث ندرب العمالة وبعد حصولهم على التدريب اللازم قد يأتي لهم فرص للعمل بالخارج ويهاجرون خارج مصر، وهى مشكلة تتعلق بالولاء للعمل الذي أصبح غير موجود لدى البعض، موضحًا أن التعليم الجديد في المجال التكنولوجي قائم على تحفيز الطلاب على اختراق ريادة الاعمال، وهو ما يضمن حركتهم في مناخ داعم للفكر والعقول الوطنية، كما أن دفع ماكينة العمل يؤدي لإفادة الآلاف من الأفراد للالتزام بالبقاء في مصر لأن هناك حياة قائمة ومستقرة.
واستعرض العربي خبرته التي بدأت قبل عشر سنوات في كندا قبل العودة إلى مصر، ومحاولته لتطبيق التكنولوجيا على الصناعة، ومصانع شركة العربي، وذلك بالتعاون مع غرفة صناعة التكنولوجيا، لأن الصناعة والتكنولوجيا يجب أن يتضافرا يدًا بيد لتحقيق طفرة إنتاجية على مستوى كافة أقسام الشركات والمؤسسات الإنتاجية التابعة.
وأشار العربي، إلى استخدام الذكاء الصناعي في علاج التزام عمال المصانع بمجموعة العربي بأكواد الأمن الصناعي من زي وملابس ومعدات، لذلك تم التعاون مع شركات ناشئة لعمل تطبيقات تساهم في السيطرة على ذلك التحدي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال تثبيت كاميرات تساعد على تحديد التزام العمال بمعايير الأمن والسلامة وعمل إحصاءات بها، وهو ما قلل الحوادث بشكل فعال من خلال المراقبة الجيدة، وقد تكون البداية في مصنع واحد ومن ثم يتم التوسع في مصانع أخرى حال نجاح تجربة المشروع خلال فترة محددة منوهًا بأن هذه التجربة في استخدامات الذكاء الاصطناعي تحولت إلى المعارض من خلال جمع معلومات عن سلوكيات العملاء داخل المعارض واتخاذهم لقرار الشراء وحيثيات اتخاذ هذا القرار مما سيساعد على تحقيق الاستهداف الناجح للعميل ومن ثم أتخاذ قرار الشراء.
وأكد العربي على أن مجموعة العربي تستهدف بأن تكون شركة رائدة تكنولوجيا وليس تابعة تكنولوجيا، لذلك ضخت استثمارات بقيمة 500 مليون جنيه في هذا المجال، فضلا عن تتبع المجموعة لكافة الطفرات التكنولوجية في العالم، فضلا عن استقطاب الخبرات التكنولوجية وتشييد مدارس فنية لتخريج فنيين خبراء يساعدوا مجموعة العربي، والشركات الأخرى، ولإخراج حلول ابتكارية جديدة، مشددًا على أن مجموعة العربي تدعم التعليم القائم على الإبداع والفكر وبث روح الطموح لدى الشباب الصاعد لخلق مشروعات ناشئة.
وأضاف أن شركة العربي والتي أسسها الحاج محمود العربي تحولت من شركة تجارية إلى شركة صناعية عندما اشترى الحاج محمود العربي أرض بمدينة بنها بمحافظة القليوبية وبدأ في التصنيع مما ساهم في تنمية المجتمع فضلا عن خلق مجتمع صناعي.
ومن جانبه قال المهندس خالد إبراهيم، رئيس غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات باتحاد الصناعات إن الولايات المتحدة تعتمد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، وكلما تقدم العالم زادت القيمة المضافة لقطاع التكنولوجيا. فعلى سبيل المثال، تحقق شركة "آبل" عوائد ضخمة مقارنة بتكلفة الإنتاج بسبب القيمة المضافة العالية لمنتجاتها مشيرًا إلى أن مشكلة الاقتصاد المصري تكمن في الاعتماد على الثورة الصناعية التقليدية، وعدم التركيز الكافي على الثورات التكنولوجية والقيمة المضافة التي تخلقها التكنولوجيا.
وأضاف إبراهيم، أن الغرفة تركز على تنمية التكنولوجيا والابتكار، وتعزيز البحث والتطوير من أجل خلق قيمة مضافة حقيقية مشيرًا إلى أن غرفة التكنولوجيا، أجرت استطلاع رأي على المصانع، ووجدنا أن 85% من تلك المصانع لا تهتم بالبحث والتطوير كما ينبغي مشددًا على ضرورة تخفيض تكلفة المنتج من خلال الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، مع الابتعاد عن التركيز على تجميع الأجهزة الإلكترونية فقط، نظرًا لقيمتها المضافة المنخفضة.
وأشار إلى أنه تم إطلاق مبادرة رقمنة المصانع المصرية لتشجيع المصانع على تبني التكنولوجيا من خلال تقديم أسعار فائدة منخفضة، وأن وظيفة الغرفة تتمثل في تحفيز المصانع على تبني التكنولوجيا بتكلفة منخفضة، بهدف زيادة القيمة المضافة لمنتجاتها لافتًا إلى أن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي تساعد في تغيير مفهوم الصناعة بشكل جذري، وهناك العديد من الشركات التي تفوقت على نظيراتها بفضل تبنيها أدوات الذكاء الاصطناعي، وابتعادها عن الأدوات التقليدية.
ولفت إلى أن مصر متأخرة مقارنة بباقي الدول فيما يتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في الصناعة، ويجب أن تسعى مصر إلى تنمية الصناعة، وضخ المزيد من الاستثمارات في الصناعات التكنولوجية، وتبني التكنولوجيا في مجالات مثل الصحة والتعليم وغيرها.
وقال المهندس أحمد النونو، مؤسس ورئيس شركة "جارمنت آي أو" إن مصر لديها صناعة مهمة للغاية، وهى صناعة الملابس الجاهزة، والتي تعد صادراتها ضئيلة مقارنة بدول أخرى مثل الهند والمغرب والصين وتركيا رغم الفرص المتاحة في هذا المجال أمام المصدر المصري حيث تصل قيمة الصادرات في قطاع الملابس الجاهزة إلى نحو 2.4 مليار دولار فقط.
وأضاف النونو، أنه ينبغي أن يكون هناك طريقة للتفكير في التعامل مع التكنولوجيا كي تخدم الاقتصاد الوطني والصناعة الوطنية.
وأكد على أنه نجح في تطوير ووضع حلول تكنولوجية تدرس وتقيس إنتاجية العمال وظروف عملهم مما يفسر أسباب تقاعس العمال، فضلا عن قياس قدرات العمال الإنتاجية، وهو ما حقق نجاحات إدارية ملموسة.
ومن جانبه طالب المهندس سيف بدوي عضو مجلس إدارة غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات باتحاد الصناعات المصرية بضرورة الاعتماد على أنفسنا لأنه الدافع للتقدم إلى الأمام. كما يجب التركيز على مكانة غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتحديد الفجوات الموجودة حيث تضم الغرفة حوالي 11 ألف عضو، يجتمعون على هدف واحد، وهو تطوير تكنولوجيا التصنيع في البرمجيات أو باستخدام الذكاء الاصطناعي، وما إلى ذلك على أن يتم تطبيق هذه التقنيات في تكنولوجيا التصنيع، مع الاستعانة بخبرات الأكاديميين، والشركات الناشئة، والمهندسين، والمصنّعين الكبار مثل مجموعة العربي.
تحويل التحديات إلى فرص
وأشار بدوي إلى أن الغرفة تقوم بالعديد من الأنشطة، مثل تحويل التحديات إلى فرص للوصول إلى حلول تكنولوجية، من خلال الاستعانة بالشباب والكوادر المؤهلة، ويكمن ذلك في تكوين مجتمع لديه رؤية مشتركة يعمل معًا لتطوير القطاع الصناعي.
ولفت بدوي إلى أن التحديات الحالية تساهم في تغيير موازين القوى، وهذه التحديات تمثل فرصة ذهبية للمجتمع مع وجود تغيرات كبيرة على الساحة العالمية، إذ يمكننا استغلال هذه الفرصة لصالحنا العام من خلال شبابنا وكوادرنا، لتحقيق مكانة مهمة في الخريطة الاقتصادية العالمية وهذا هو ما يُسمى باقتصاد المعرفة، الذي نسعى إلى تنفيذه وتطويره.
توظيف الطاقة البشرية في التكنولوجيا
وشدد على أن الاستثمار في قطاع التكنولوجيا له أثر كبير، وللحفاظ على موقعنا الحالي، ومن الضروري الاستثمار في التكنولوجيا لأن التكنولوجيا ليست رفاهية، فالدولة التي لا تعتمد على التكنولوجيا تصبح دولة ثانوية في سباق الدول الحالي، ومصر تمتلك قوة بشرية كبيرة ومتنوعة يمكن توظيفها في مجال التكنولوجيا، حيث إن مصر بها أكثر من 60% من السكان تحت سن الثلاثين، وبالتالي يكمن الحل في استخدام الإمكانيات المتاحة لحل المشكلات. كما يجب تغيير العقلية الحالية التي تعتبر الأزمة نقمة، بل يجب تحويل الأزمات إلى فرص، وهذا هو المستقبل، ويجب أن يتم ذلك من خلال التكنولوجيا مشيرا في ختام حديثه إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس غاية، بل هو أداة، وظهور تكنولوجيا جديدة يمثل فرصة، وليس خطرًا.