آراب فاينانس: شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات جلسة 9-04-2025 وذلك تزامنًا مع صعود أسعار الأوقية في البورصة العالمية، في ظل تصاعد التوترات التجارية العالمية، وضعف أداء الدولار الأمريكي، والاضطرابات التي تشهدها سوق سندات الخزانة الأمريكية، وجاء ذلك بحسب التقرير الصادر عن منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت.
وصرّح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة آي صاغة، بأن أسعار الذهب المحلية ارتفعت اليوم بقيمة 85 جنيهًا مقارنة بنهاية تعاملات أمس الثلاثاء، حيث سجل جرام الذهب عيار 21 -وهو العيار الأكثر تداولًا في السوق المصرية- سعر 4435 جنيهًا. وعلى الصعيد العالمي، قفز سعر الأوقية بقيمة 88 دولارًا ليصل إلى 3070 دولارًا.
كما أشار إلى أن باقي الأعيرة شهدت ارتفاعات مماثلة، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 5069 جنيهًا، وسجل جرام الذهب عيار 18 حوالي 3801 جنيه، بينما وصل سعر جرام الذهب عيار 14 إلى 2957 جنيهًا. أما الجنيه الذهب فقد سجّل مستوى 35480 جنيهًا.
وأوضح التقرير أن أسعار الذهب في الأسواق المحلية تراجعت خلال تعاملات أمس الإثنين بنحو 30 جنيهًا، حيث بدأ سعر جرام الذهب عيار 21 التداول عند مستوى 4380 جنيهًا، قبل أن يختتم التعاملات عند 4350 جنيهًا. في الوقت ذاته، شهدت الأوقية في البورصة العالمية حالة من التذبذب، حيث افتتحت عند 2982 دولارًا، وارتفعت إلى 3020 دولارًا، ثم عادت لتغلق عند مستوى 2982 دولارًا.
فسّر إمبابي هذا الارتفاع العالمي في أسعار الذهب بتزايد الطلب من قبل المستثمرين للتحوّط ضد اضطرابات الأسواق العالمية، لاسيما مع بدء تطبيق الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي أثارت مخاوف بشأن اندلاع حرب تجارية عالمية. ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية أعلنت عن فرض رسوم جمركية بنسبة 104% على واردات من الصين، ما تسبب في حالة من القلق في الأسواق العالمية.
وردًا على تلك الرسوم الأمريكية، أعلنت الصين عن تطبيق رسوم جمركية إضافية بنسبة 84% على جميع السلع الأمريكية، ومن المقرر بدء تنفيذ هذه الإجراءات اعتبارًا من 10 أبريل الجاري. هذه التصعيدات زادت من المخاوف المرتبطة بتباطؤ الاقتصاد العالمي واحتمالية دخوله في مرحلة ركود، مما دفع المستثمرين عالميًا إلى اللجوء للذهب كملاذ آمن للتحوّط من المخاطر.
وكشف التقرير أيضًا أن البنك المركزي الصيني أصدر تعليمات للبنوك والمقرضين الرئيسيين للحد من مشترياتهم من الدولار الأمريكي، في محاولة واضحة لوقف تدهور قيمة اليوان الصيني. ومع استمرار ضعف الدولار وحالة عدم اليقين بشأن مستقبل التجارة العالمية، يواصل الذهب أداءه القوي بصفته أداة للتحوّط ومخزنًا آمنًا للقيمة.
جدير بالذكر قد ارتفع سعر الذهب عالميًا بأكثر من 400 دولار منذ بداية العام الجاري، وسجل أعلى مستوياته على الإطلاق عند 3168 دولارًا للأوقية في الثالث من أبريل. كما سجلت صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب أقوى تدفقات نقدية ربع سنوية لها منذ ثلاث سنوات، بحسب بيانات صادرة عن مجلس الذهب العالمي.
وفي سياق مترابط، تترقب الأسواق حاليًا صدور محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة التابع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن شهر مارس، وذلك اليوم الأربعاء. كما تترقب الأسواق أيضًا صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة غدًا الخميس، يليها صدور مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي يوم الجمعة، حيث تُعد هذه المؤشرات حاسمة في تحديد مسار السياسة النقدية الأمريكية خلال المرحلة المقبلة.