آراب فاينانس: قالت سمية الشربيني، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لـ شركة أوبس لتحليل البيانات OpusAnalytics والعاملة في مجال الذكاء الاصطناعي، إن مصر لديها فرص كبيرة لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في مجالي الزراعة والنقل واللوجيستيات مشددة على ضرورة إحداث تطوير في البنية التشريعية والقانونية المصرية بما يساهم في جذب الاستثمارات الأجنبية في هذا المجال.
وأضافت الشربيني في مقابلة حصرية مع آراب فاينانس أن مصر تحتاج لتدشين الكثير من مراكز البيانات بما يسمح بالحفاظ على سرية البيانات ويعطي الثقة للشركات ويشجعها على ضخ المزيد من الاستثمارات في هذا المجال كما تحتاج إلى تنسيق الجهود والربط التكنولوجي بين الجهات الحكومية المختلفة حتى لا يهدر الكثير من الجهد والوقت للعاملين في مجال الذكاء الاصطناعي، وإلى نص الحوار:
في البداية حدثينا عن شركة أوبس ونشاطها في مصر وأهم مشروعاتها المستقبلية؟
شركة أوبس هى إحدى الشركات الشقيقة لشركة رايت فوت للاستشارات الإدارية، وهى شركة تعمل في مجال تحليل البيانات، والذكاء الاصطناعي، وأسست عام 2020 بينما أسست شركة رايت فوت في عام 2017، وقد عملنا مع الحكومة المصرية في العديد من المشروعات منها مشروع مع وزارتي الاتصالات والتخطيط، وهو المشروع الذي استمر نحو ثلاث سنوات وهو مشروع اسمه وحدة التحول الرقمي أو Digital Transformation Unit وهو مشروع يستهدف توحيد، وهيكلة الجهات الحكومية العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات، بما يوفر الوقت والجهد والأموال، وهى الوحدة التي صدر بها قرار من رئيس مجلس الوزراء وقد حصلت شركتنا على جائزة أفضل المطورين في المجال الإداري بالشرق الأوسط من إحدى الجهات الدولية، حيث نعمل في مجال تطوير الموارد البشرية ورأس المال البشري كما نعمل حاليًا على مشروع يستهدف الربط التكنولوجي بين الجهات الحكومية المختلفة من خلال جهة واحدة.
ما الذي يميز شركتكم عن الشركات الأخرى العاملة في هذا المجال؟
نحن نهتم ونركز على تحليل البيانات المتعلقة بالموارد البشرية واختيار أفضل العناصر المؤهلة للوظائف عبر برامج تكنولوجية متقدمة، وفي عام 2023 عملنا مع ثلاث شركات في مصر والإمارات وأجرينا دراسة اكتشفنا من خلالها أن أغلب المشكلات التى تواجه الشركات هى الحاجة إلى تطوير وتعليم وتدريب الموظفين مهارات جديدة، وهو بالطبع شئ مكلف جدًا، وفي عام 2024 صممنا برنامج ساهم في سرعة اختيار الكوادر الفنية والإدارية العاملة والتي يحتاجها العمل وفق المؤهلات والمهارات المطلوبة حيث نستخدم تكنولوجيا متطورة للغاية تعمل على تحليل البيانات بما يتواكب مع السرعة والتطور التكنولوجي، وذلك بالتعاون مع شركة مايكروسوفت، مستخدمين تقنيات وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وهو ما ساعد الشركات على معرفة القدرات والمؤهلات المطلوبة لكل وظيفة بالشركة، بما يسمح بتطوير مهارات العاملين وفق احتياجات كل وظيفة. كما صممنا أداة قادرة على اكتشاف الفجوات التي تعاني منها الشركة في مجال رأس المال البشري والموارد البشرية لسد هذه الفجوات بما يوفر الكثير من الوقت والجهد والمال في ذات الوقت ويمنح العمالة المهارات اللازمة والتي تحتاجها كل وظيفة.
كيف ترين أهمية تكنولوجيا المعلومات في نمو الشركات الناشئة؟
أرى أنه كلما واكبت هذه الشركات التطور التكنولوجي، وأدوات الذكاء الاصطناعي كلما أدى ذلك إلى توفير الأموال وتحقيق مكاسب للشركات كما سيسمح بجذب المزيد من الاستثمارات للشركة.
ما هى أهم التحديات التي تواجه مصر في مجال الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات من وجهة نظرك؟
أرى أن مصر تحتاج الكثير من سن التشريعات والقوانين لتتواكب مع استخدامات الحوسبة وبما يطمئن المستثمرين، ويحافظ على حقوقهم وحقوق العملاء خاصة في مجال حماية وسرية البيانات، وبالتالي نحتاج إلى مراكز لتخزين البيانات تعتمد على الكلاود والسحابات الإلكترونية حيث تعاني مصر من نقص مراكز البيانات، وتعتمد في تخزين البيانات على السيرفرات والخوادم بدلًا من السحابات الإلكترونية، وسيسمح ذلك بجذب المزيد من الاستثمارت في مجال تكنولوجيا المعلومات.
كيف ترين فرص نمو الشركات الناشئة في مصر؟
أرى أنه لابد أن تطور الشركات الناشئة من نفسها، ولا تسعى للتقليد والذهاب نحو ما هو مضمون وسهل فقط بل لابد من الابتكار والإبداع في مجال تكنولوجيا المعلومات، وهو ما شهدناه في مجال التكنولوجيا المالية فعندما ظهرت شركة فوري قلدتها الكثير من الشركات الأخرى لكننا نحتاج الكثير في مجالات حل المشكلات، والتفكير التحليلي، والتفكير الإبداعي والتفكير النقدي كما لدينا في مصر فرص واعدة في استخدامات الذكاء الاصطناعي في مجالات الزراعة والنقل واللوجيستيات، وهو قطاع واعد في المستقبل بما سيساهم في زيادة الإنتاجية في المجال الزراعي حيث تتسم مصر كبلد زراعي في الأساس بالكثير من المزايا النسبية في هذا القطاع وكذلك سيعمل استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال النقل واللوجيستيات على نمو هذا القطاع الحيوي في مصر.
وماذا عن مستقبل التحول الرقمي في مصر؟
مصر لديها كوادر بشرية واعدة، خاصة في مجال حل المشكلات حيث لدينا شباب مؤهل بالفطرة على ذلك، ولابد من استغلال هذا في مجال تكنولوجيا المعلومات، وهناك طلب كبير على المهندسين المصريين والخريجين في هذا المجال خاصة في السعودية والإمارات.
هل تتواكب مناهجنا التعليمية مع متطلبات سوق العمل في مجالات تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي؟
كثير من المواد الدراسية في مصر والمناهج التعليمية تحتاج إلى تطوير بما يتواكب مع سوق العمل والابتكار. كما نحتاج إلى إعادة النظر في منهجية التعليم وإن كان لدينا بعض الإيجابيات ومنها ما تقوم به وزارة الاتصالات المصرية من تدريب لبعض الخريجين حيث هناك برنامج تدريبي ناجح جدا في مصر اسمه "آي تي آي" مدته نحو 9 أشهر وهو من أنجح البرامج التدريبية التي تقوم بها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وهو مصمم منذ 20 عاما وهو يتيح ويوفر العديد من الكوادر المدربة على تكنولوجيا المعلومات.